الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا...هل يسيطر الثوار على حقول النفط؟

سوريا...هل يسيطر الثوار على حقول النفط؟
7 نوفمبر 2012
أفاد ناشطون سوريون بأن الثوار تمكنوا يوم الأحد الماضي، عبر قصف مكثف ومتواصل بالقذائف، من السيطرة على حقل نفطي في شرق البلاد وذلك بعد ثلاثة أيام من المعارك الشرسة مع القوات النظامية التي كانت تحمي المنشأة النفطية. وفي هذا السياق أكد رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له أن الثوار اكتسحوا حقل الورد بمحافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية يوم الأحد المنصرم. ويُذكر أن أربعين جندياً نظامياً كانوا يحرسون المنشأة عندما تعرضت إلى وابل من القذائف على امتداد الأيام الثلاثة الماضية، لينتهي الأمر بدخول الثوار للمنشأة وبسط سيطرتهم عليها. هذا وكان النفط أحد الموارد الرئيسية التي اعتمد عليها النظام للحصول على إيرادات قبل أن يعمد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومحاصرة الصادرات النفطية للنظام في السنة الماضية بسبب القمع الدموي الذي قابل به النظام الاحتجاجات الشعبية. وعن هذا التطور، يقول عمر أبو ليلى، الناشط السوري بدير الزور "كان هذا الحقل يزود دبابات النظام بالوقود لقتلنا لذا كان هدفنا هو وقف هذه الإمدادات". وأضاف أبو ليلى أن اشتباكات عنيفة جرت مؤخراً بالقرب من المنشأة النفطية بدير الزور التي لا تبعد كثيراً عن بلدة الميادين بشرق سوريا، كما أجمع الناشطون الذين تحدثت إليهم وكالات الأنباء الدولية عن إسقاط الثوار لطائرة حربية يوم الأحد الماضي ليس بعيداً عن المنشأة النفطية. وليس معلوماً ما إذا كان حقل النفط الذي سيطر عليه الثوار ما زال يعمل كما في السابق، أم أنه تعرض لتدمير جراء العمليات القتالية التي دارت بالقرب منه. لكن رغم وقوع الحقل النفطي المهم في أيدي الثوار لا يتوقع المراقبون أن يتمكن هؤلاء من الاستفادة اقتصادياً من الحقل، وإنْ كانت الفائدة المرجوة هي قطع إمدادات الوقود على النظام ودفع الحكومة للبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتها. وهو ما يعبر عنه "روبين ميلز"، مدير شركة الاستشارات في مجال الطاقة، منار، بدبي قائلاً "إنها ضربة أخرى يتعرض لها النظام بعد حرمانه من مورد أساسي للحصول على الوقود". لكن بالنسبة للثوار تبقى السيطرة على حقل الوردة مجرد خطوة رمزية، بحيث سيواجه الثوار صعوبات كبيرة لإيصال النفط إلى الموانئ على البحر المتوسط الواقعة تحت سيطرة الحكومة، أو نقله عبر أنابيب النفط التي ما زالت في قبضة النظام، موضحاً ذلك بقوله "إني لا أرى كيف يمكن للثوار تصدير النفط، وحتى لو استطاعوا بطريقة ما لا أعتقد أن هناك من هو مستعد لشرائه ضمن الظروف الحالية. وكان المسؤولون السوريون، قد اتهموا الثوار بالسعي إلى ضرب البنية التحتية للدولة مثل تفجير أنابيب النفط والغاز في المناطق الغنية بالموارد. هذا وكانت سوريا تصدر ما قيمته 150 ألف برميل يومياً من النفط إلى الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة قبل أن تفرض عليها العقوبات، وهي الصادرات أمنت لسوريا في 2010 إيرادات وصلت إلى 4.4 مليار دولار. لكن منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد قبل عام قلت المداخيل، لا سيما بعدما تحولت الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح وسقوط النظام إلى حرب أهلية دموية يقول النشطاء إنها خلفت ما لا يقل عن 36 ألف قتيل خلال 19 شهراً من عمر الثورة. وفي روايتها للأحداث تقول دمشق إن المعارضة هي جزء من مؤامرة أجنبية ترمي لتدمير البلاد، متهمة الثوار بالعمالة للخارج والغرب تحديداً وتلقي السلاح والمال من بعض الدول العربية. ويبدو أن الأحداث الدامية للثورة السورية لا تكاد تتوقف، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية يوم الأحد المنصرم انفجار سيارة مفخخة بالقرب من فندق في العاصمة، موجهة أصابع الاتهام للثوار، هذا بالإضافة إلى اتهام الثوار الذين تشير إليهم السلطات بكونهم جماعات إرهابية باغتيال أحد الكوادر البارزة في حزب البعث بمحافظة الرقة، وهز الانفجار القوي الذي سمع دويه في أنحاء دمشق فندق "دام روز" مهشماً واجهته الزجاجية. وقد استضاف الفندق في وقت سابق وفد المراقبين الأمميين إلى سوريا، كما حل فيه المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، وحسب وكالة "سانا" الرسمية انفجرت القنبلة التي تزن 110 أرطال بالقرب من مقر هيئة الأركان المشتركة بدمشق، وأضاف تلفزيون الإخبارية التابع للحكومة أن القنبلة زرعت تحت سيارة كانت متوقفة بالقرب من مبنى الاتحاد النقابي الرئيسي في البلد. أما في محافظة الرقة فقد لقي إسماعيل الحمادة، المسؤول البارز في حزب "البعث" السوري، مصرعه على يد الثوار الذين اقتحموا منزله ليلاً وأردوه قتيلاً بوابل من الرصاص فيما كان نائماً، هذا واستمرت المعارك، وفقاً لناشطين سوريين، بين الثوار والقوات النظامية في مدن إدلب وحلب بشمال البلاد، بالإضافة إلى تواصل الاشتباكات بدمشق ومدينة درعا الجنوبية حيث انطلقت الثورة. وقد تبادل الثوار والجيش القصف في منطقة حرستا والهاجرة بريف دمشق ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف الثوار. باربرا سورك بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان سيانس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©