الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعيمة خوري: الإيقاع السريع للعلم يتطلب دعم المناهج لمواكبة التقدم

نعيمة خوري: الإيقاع السريع للعلم يتطلب دعم المناهج لمواكبة التقدم
16 نوفمبر 2013 20:51
أبوظبي (الاتحاد) - مما لا شك فيه أن الاستثمار في العقول أمر مهم جدا، تفنى الثروات وتظل المعرفة التي تعتبر أهم مورد مالي لكل شخص، في هذا الإطار، تقول الدكتورة نعيمة خوري حرم السفير الإماراتي بسلطنة عمان، إن العلم غذاء الروح وهو الطاقة الإيجابية التي تتفجر بداخل الإنسان فتضفي مزيدا من الألق والتوهج على حياته ويسري نورها ليضيء للبشرية مستقبلها ويؤهلها لتنعم بحياة أفضل يملؤها العمل وتحفها السعادة. وتضيف في السياق ذاته «بل إنني لا أعدو الحقيقة إن قلت إنه العلم نور الله لجميع الخلق ووحي السماء إلى الذين يعيشون على الأرض وهو زادُُُ يغذّي الروح ويفيضُ على النفس ويُضفي السكينة على القلب ويدفع إلى العمل. وبه ترتقي الأمم ويتفاضل الناس وتسعى الشعوب لتحوز قصب السبق في مضماره، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي في فضل العلم أبياتا تستحق أن تكتب بمداد من نور في صحائف من ذهب منها: «بالعلم والمال يبني الناس ملكهم.. لم يبن ملك على جهل وإقلال». والعلم ليس مرحلة معينة من مراحل عمرنا أو شهادة ودرجة نصل إليها، بل هو العمر بأكمله، ومغبون من يظن أنه بحصوله على درجة الدكتوراه أو الأستاذية عليه أن يحصل على الراحة والمركز الراقي، بل هي بداية مرحلة جديدة، وهذه الشهادات ما هي إلا مفاتيح لأبواب لا تفتح إلا بالجد والاجتهاد المتواصل، فنحن نعيش في زمن إذا وقفنا ساعة تأخرنا أعواماً وأصبحنا في ذيل القافلة. وقد بلغت قناعاتي بأن الإنسان يظل يتعلم «من المهد إلى اللحد»، وهذا أمر لا يقبل الجدال ولا يخضع للمبررات التي قد يسوقها البعض للتوقف عن التعليم والتحصيل المعرفي». العلم.. نهضة مستدامة وللدكتورة نعيمة خوري وجهة نظر في أهمية التعليم، موضحة أن الإصرار على الوصول إلى أعلى المراكز الدراسية والحصول على الشهادات يجب أن يتولد عند كل شاب وفتاة يعشقون الإمارات ويبغون الرفعة لها بين جميع الأمم، موضحة أن ذلك يحقق نهضة مستدامة، فالنهضة الحقيقية والتنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال جيل يسعى للعلم ولا يكتفي بالتعليم عبر المراحل الأساسية أو الجامعية. والأمر في ذلك مهيأ تماما في رحاب بلدنا الغالي، فنحن نعيش في دولة تعمل على رعاية العلم وأهله، تأكيداً لالتزامها بدعم التعليم باعتباره مولدا للتنمية ورافدا من روافد النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وتضيف» لا يخفى عن ذي بصيرة دعم القيادة لهذا القطاع الحيوي لأن الاستثمار في الإنسان هو أفضل أنواع الاستثمار، باعتبار أن جميع الثروات مهما كانت ضخمة وكبيرة آيلة للنضوب، إلا ثروة المعرفة والعلم. وهنا تؤكد أن أصحاب العلم وطلابه يجب أن يسعوا ليخرجوا بما تلقوه من معارف وآداب من حيز التنظير والنقاشات الأدبية إلى آفاق أكثر رحابة، حيث العمل والتطبيق لهذه العلوم، فالعلم والعمل قرينان لا يفترقان، وأحدهما بدون الآخر أشبه بطائر يحاول الاعتلاء والتحليق بجناح واحد. وبالعمل يؤدي الإنسان زكاة العلم الذي تعلمه وينفع وطنه وأمته، ويرد الجميل للمجتمع الذي دعمّه وسهل له سبل التعليم». «الجيل الرقمي» وتعرب خوري عن اعتزازها وفخرها بما وصلت إليه بلادها من تقدم وازدهار، وما تسعى له من رفعة لأولادها، وتقول: «العقل المسلح بالعلوم الحديثة من أهم عناصر المواكبة، مما يستلزم ضرورة الاستثمار فيه بشكل أساسي وتطويره بصورة مستمرة، وهنا يكمن التحدي الصعب، لوجود العديد من المتغيّرات المحيطة بالعنصر البشري، في مقدمتها السباق التقني وثورة المعلومات، وتراجع الجغرافيا وتلاشي الحدود والعولمة بمظاهرها المختلفة، مما يرفع سقف توقعات المواطن من الجهات الخدميّة الحكوميّة، خاصة الجيل الجديد الذي يمكن الاصطلاح على تسميته بـ«الجيل الرقمي» الذي اعتاد على إيقاع السرعة، ويطالب بجودة الأداء العالية، وكل هذا يفرز متطلبات، ويخلق واقعاً جديداً ينبغي التعاطي معه بوسائل وإمكانات جديدة مختلفة، وعقلية متفتّحة، مما يستلزم زيادة الفكر الإبداعي والسلوكي في مناهج التعليم لمواجهة هذه المتغيرات المتسارعة، حتى لا يقف أمامها الإنسان في حالة من عدم الاتزان أو عدم القدرة على التجاوب مع هذه المعطيات المستجدة والتغييرات المتلاحقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©