إيران ترد على أوباما: تغيروا وسيتغير موقفنا

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمس رفض طهران الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية ما لم تقم بتغيير استراتيجي وليس تكتيكيا لمواقفها تجاه ايران وشعوب المنطقة والعالم· في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عدم وجود أي دليل على أن ايران اتخذت قرارا بصنع السلاح النووي، داعيا الى التفاوض مع طهران باحترام· وقال خامنئي أمس إن عرض الرئيس الاميركي باراك أوباما بعلاقات أفضل هو مجرد شعار، لكنه تعهد بأن ترد طهران على أي تغير حقيقي في السياسة من جانب واشنطن· وأضاف أنه لا يرى تغييرا في سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران· وأكد في خطابه الذي ألقاه أمام الآلاف في مدينة مشهد شمال شرق إيران وبثه التلفزيون الايراني ''لا نملك أي خبرة سابقة مع الحكومة والرئيس الاميركيين الجديدين، سنراقبهما ونحكم عليهما''، وأضاف ''إنه يمد لنا يداً بقفاز ناعم لكن تحتها ربما تبدو هناك يد من حديد''· وشدد قائلا ''لن نقبل أي عرض للمفاوضات يسير جنبا إلى جنب مع القوة، يجب أن تتغير الأهداف وليست التكتيكات فقط''· وخاطب الأميركيين بالقول ''تغيروا انتم وسيتغير سلوكنا، واذا لم تغيروا موقفكم فلتدركوا أن شعبنا قد تعزز جانبه وأصبح أقوى خلال السنوات الثلاثين الماضية وانه سيواصل المقاومة''· وأضاف خامنئي ''على المسؤولين الاميركيين والآخرين أن يدركوا أنه لا يمكن خداع الشعب الايراني واخافته لأن التغيير على مستوى الكلمات ليس كافيا بل يجب أن يكون حقيقيا''· وتابع ''إنهم يطلبون منا التفاوض وإعادة العلاقات الدبلوماسية، فأين هي علامات التغيير، هل رفعتم العقوبات المفروضة على ايران، هل أفرجتم عن أرصدتنا المحجوزة في الولايات المتحدة، هل أوقفتم الدعاية المعادية لبلادنا، هل أوقفتم دعمكم غير المشروط للنظام الصهيوني''· وانتقد قول أوباما إن إيران لا يمكنها أن تحتل مكانها في محفل الأمم باستخدام ''الترهيب والأسلحة'' ومطالبته إيران باعتماد''ممارسات سلمية''، وقال خامنئي إن أوباما ''يرسل رسالة بمناسبة نوروز لكنه يتهم في الرسالة ذاتها الشعب الإيراني بدعم الإرهاب والسعي إلى حيازة أسلحة نووية''· وأضاف ''نحن لا نعرف من يتخذ القرار في الولايات المتحدة، هل هو الرئيس أم الكونجرس أم آخرون، أما فيما يخصنا فإننا نتصرف وفق المنطق وليس بشكل عاطفي، نحن نتخذ قراراتنا بعد حسابات دقيقة''· وكرر أن إيران لن تنسى دعم الولايات المتحدة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال الحرب الايرانية العراقية (1980-1988) أو الهجوم على طائرة مدنية إيرانية من قبل بارجة أميركية في الخليج في 1988 الذي أوقع 290 قتيلا· وألقى خامنئى باللائمة أيضا على الولايات المتحدة في عدم الاستقرار الذي تشهده دول مجاورة لإيران بسبب شن حروب في أفغانستان والعراق ''بهدف واحد وهو ملء جيوب شركات الأسلحة الأميركية''· وأضاف ''منذ ما يقرب من ثلاثة عقود تفرض الولايات المتحدة عقوبات علينا فقط لأن هذه الأمة تريد الحفاظ على هويتها واستقلالها''· على صعيد آخر قال وزير الخارجية الروسي لافروف أمس اثناء نقاش في بروكسل ''لا يوجد أي دليل على أن إيران قررت صنع السلاح النووي''· وأشار إلى أنه مادام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود في إيران ''فإن العمليات الضرورية في أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، للانتقال من إنتاج يورانيوم خفيف التخصيب خاص بالاستخدام المدني للطاقة النووية إلى إنتاج يورانيوم عالي التخصيب للاستخدام العسكري، سترصدها على الفور كاميرات الوكالة''· ورأى لافروف أن التعاطي مع إيران يجب أن يتم عبر ''المفاوضات والاحترام والحوار خصوصا حول جميع قضايا الشرق الاوسط''، ذاكرا العراق ولبنان وكذلك باكستان وأفغانستان· وتابع متحدثا في حضور الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ''يجب التحاور باعتبار إيران جزءا بناء من الحل وليس جزءا من المشكلة''· واعتبر من جهة أخرى أن الرسالة التي وجهها أوباما الى القادة الإيرانيين هي ''مثال جيد على كيفية ممارسة النقد الذاتي ولو على أعلى المستويات''·