تاكلوبان (وكالت) - أعلنت الفلبين تسلمها 150 مليون دولار مساعدات، وبينما تسارعت عمليات إغاثة المنكوبين اليائسين أمس، بوصول مساعدات الجيش الأميركي، بعد أسبوع على كارثة الإعصار “هايان”، دعت وسائل الإعلام الصينية إلى إرسال معدات عسكرية لمساعدة المنكوبين الفلبينيين، للتصدي للنفوذ الأميركي الياباني.
أعلنت وزارة الخارجية الفلبينية أمس أن المساعدات الأجنبية التي وصلتها لمواجهة آثار الإعصار “هايان” المدمر بلغت نحو 150 مليون دولار. وقال المتحدث باسم الوزارة راؤول هيرنانديز إن المساعدات جاءت من 36 دولة، والاتحاد الأوروبي والفاتيكان والعديد من المنظمات الدولية.
وأضاف أن جماعات فلبينية عديدة في دول مختلفة تنظم فعاليات لجمع الأموال وأنشطة أخرى للمساعدة في رفع الروح المعنوية للضحايا.
وأمر الرئيس الفلبيني بنينو أكينو بتسجيل المساعدات لتفادي تكرار حالات سابقة لم تكن هذه الأموال تستخدم في مساعدة الضحايا.
ووعدت دول عديدة ومنظمات غير حكومية ووكالات دولية بتقديم مساعدات مالية ومادية كبيرة بينما دعت الأمم المتحدة إلى جميع 301 مليون دولار (225 مليون يورو) لمساعدة المنكوبين.
وقام الأميركيون صباح أمس بتفريغ المساعدات الإنسانية في مطار تاكلوبان، إحدى المدن الأكثر تضررا من الإعصار في جزيرة لييتي.
وكانت القوات الأميركية للمحيط الهادئ أعلنت مساء أمس الأول أن نحو 900 عسكري من الوحدة الـ31 للمارينز سيصلون على متن السفينتين البرمائيتين “جرمان تاون” و”آشلاند” اللتين إلى الفلبين خلال نحو 6 أيام. وسيلتحق 100 من جنود المارينز من الوحدة نفسها بهؤلاء جوا.
ويفترض أن تنقل السفن معدات ثقيلة للبناء وحفارات وشاحنات وقاطرات وآليات مجنزرة تعمل في بيئات صعبة، ومياه ومولدات للكهرباء وخزانات لمياه الشرب.
وستقلع 8 طائرات من طراز إم-في 22 أوسبري إلى مطار مانيلا الدولي في الأيام المقبلة، ما يضاعف عدد الطائرات المتوفرة في المنطقة. وفي طوكيو، أعلنت اليابان زيادة مساعدتها للفلبين ثلاثة أضعاف لتصل إلى 30 مليون دولار، وأنها تستعد لإرسال ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ. كما رست حاملة الطائرات جورج واشنطن التي تقل 5 آلاف بحار، و7 سفن أخرى ترافقها قبالة سواحل الجزر الأكثر تضرراً في الفلبين أمس الأول.
وقالت الخارجية اليابانية أمس إنها ستقدم مساعدة إضافية قدرها 20 مليون دولار. وأوضحت أن القيمة الإجمالية للمساعدة اليابانية ستبلغ بذلك 52 مليون دولار إذا تم احتساب 20 مليونا قدمت إلى صندوق خفض الفقر في البنك الآسيوي للتنمية ومليونين سلمتا لمنظمات غير حكومية يابانية لمساعدة الفلبين.
من جانبها، اعتبرت صحف صينية أمس أنه على الصين إرسال سفن حربية إلى الفلبين التي تتواجه معها في خلاف حدودي، لمساعدة ضحايا إعصار “هايان” بشكل أفضل، وللتصدي لنفوذ الولايات المتحدة واليابان.
وكتبت صحيفة “جلوبال تايمز” الرسمية في إحدى مقالاتها أن “إرسال سفن حربية في مثل هذه الظروف، سببه هو النية الحسنة، وإذا ما رفضته مانيلا، فسيؤكد ذلك بكل بساطة ضيق أفقها”.
وأضافت “جلوبال تايمز” المعروفة بتوجهاتها القومية “نعتقد في هذا الإطار أنه على الصين أيضا أن ترسل سفنها الحربية إلى الفلبين.
وشددت “جلوبال تايمز” على أن إرسال جنود أميركيين ويابانيين يخدم استراتيجية واشنطن لبسط نفوذها في آسيا، مؤكدة، نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تكشف هويته أن اليابان جعلت من إرسال جنود “شرطا” لزيادة مساعدتها للفلبين.
وقالت “جلوبال تايمز” إنه إذا كان استخدام حاملة الطائرات الصينية لياونينج “أمرا بالغ الحساسية وسابقا لأوانه”، يمكن الصين أن ترسل سفينتها المستشفى قوس السلام التي ترافقها سفن حربية.
إلا أن الخارجية الصينية رفضت تبني الاقتراح أو التعليق على اقتراحات وسائل الإعلام الرسمية. وقال هونج لي المتحدث باسم الوزارة أمس إن “هذه المقالة تمثل فقط رأي الصحيفة نفسها”.
من جانبها، أعلنت البحرية البريطانية أمس أنها أرسلت حاملة الطائرات “إتش إم إس إيلاستريوس” إلى الفلبين لنقل مساعدات لضحايا الإعصار “هايان”.
ويوجد على متن السفينة مروحيات محملة بالمواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية لتتوجه عند وصولها مباشرة إلى المناطق المتضررة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن السفينة ستصل إلى الفلبين يوم 24 نوفمبر الجاري. وأضاف أن بريطانيا ساعدت ضحايا الإعصار بأكثر من 20 مليون جنيه استرليني حتى الآن، وقال “ما نراه من تدمير ومعاناة يتطلب مساعدات طويلة المدى”.
وبعد أسبوع على مرور العاصفة، ما زال تحديد عدد الضحايا صعبا. فبعد أن تحدثت مصادر في الإغاثة عن احتمال مقتل 10 آلاف شخص في هذا الإعصار، أعلنت الأمم المتحدة أمس إن “هايان” أسفر عن مقتل 4460 شخصا على الأقل.
وردا على سؤال عن مصدر هذه الحصيلة، قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أورلا فاجان إن الأمم المتحدة تلقتها الأربعاء من الوحدة العملانية الإقليمية في المجلس الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية.
وقال المتحدث باسم هذه الهيئة الحكومية رينالدو باليدو إن هناك 1140 شخصا مفقودون منذ مرور الإعصار الأسبوع الماضي. وكان المتحدث باسم هذه الهيئة رينالدو باليدو اكد في حصيلة سابقة إن الحصيلة الرسمية لا تزال عند 2360 قتيلاً، مشيرا إلي أن الرقم الذي أعلنته الأمم المتحدة “غير صحيح”. وفي تاكلوبان، قالت البلدية إنها جمعت حتى الآن 2000 جثة.
وما زالت عشرات من هذه الجثث التي وضعت في أكياس سوداء على أطراف الطرق، في انتظار أن تجمعها الشاحنات. وتدل الروائح المنتشرة في المدينة على وجود جثث تحت أكوام الأنقاض وتثير مخاوف من انتشار أمراض.
ودفنت نحو 100 جثة أمس الأول في حفر جماعية قبل أن تتوقف العملية بسبب عطل في حفار. وذلك فيما تدفق مئات الفلبينيين في رحلات جوية أمس الجمعة قادمين من تاكلوبان إلى مركز لاستقبال النازحين في قاعدة ماكتان الجوية في شيبو المملوءة أيضا بالأشخاص الذين يتلقون المساعدات وينتظرون الرحلات التي تنقلهم من منطقة الكارثة. وكان مسؤول حكومي ذكر أن نحو 500 نازح غادروا المركز امس الأول.
عدد اليوم
