الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ألبانيا ترفض طلباً أميركياً لتدمير «الكيماوي» السوري في أراضيها

16 نوفمبر 2013 00:31
عواصم (وكالات) - رفضت ألبانيا أمس طلب الولايات المتحدة استضافة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، قائلة إنها تفتقر إلى الإمكانات اللازمة للتخلص من آلاف الأطنان من النفايات السامة، وذلك عقب أيام من الاحتجاجات الشعبية الرافضة للموافقة، على استضافة هذه العملية المعقدة المحفوفة بالمخاطر. من جهتها، قالت الولايات المتحدة إنها تحترم قرار تيرانا وإنها واثقة من استكمال عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية في الإطار الزمني المحدد المتفق عليه مع روسيا، مؤكدة مواصلة عملها مع الحلفاء والشركاء وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، لضمان التخلص من البرنامج الكيماوي السوري في غضون الإطار الزمني المتفق عليه. وفي وقت سابق أمس، علقت منظمة حظر الأسلحة مناقشات لمجلسها التنفيذي، كانت ترمي إلى وضع خطة تفصيلية لتدمير الترسانة السورية، بانتظار القرار الألباني بعد تلقيها مؤشرات على رفض تيرانا إجراء عملية تدمير المواد السامة على أراضيها. ويمثل قرار ألبانيا حليف الولايات المتحدة انتكاسة للخطة الروسية الأميركية الرامية للتخلص من مخزونات سوريا من غاز السارين والخردل وغيرهما من غازات الأعصاب التي يعتبر التخلص منها وسط الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، أمراً شديد الخطورة. وقال رئيس وزراء ألبانيا ايدي راما في خطاب للأمة أذاعه التلفزيون «يستحيل أن تشارك ألبانيا في هذه العملية... فنحن نفتقر إلى الإمكانات اللازمة للمشاركة في هذه العملية». وأضاف راما في لقاء صحفي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين وسط العاصمة تيرانا، «يستحيل على البانيا المشاركة في مثل هذه العملية .. لأنها لا تملك القدرات» لذلك. وتابع المسؤول الألباني الاشتراكي الذي تسلم رئاسة الحكومة قبل شهرين فقط، أن هذا القرار كان «صعباً للغاية». وقال راما «في هذه العملية مثلت ألبانيا بكل احترام وكرامة»، مشيداً بدور الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لبلاده في العالم. وأضاف «من دون الولايات المتحدة، فإن الألبان ما كانوا اصبحوا أحراراً ومستقلين في دولتين»، في إشارة إلى ألبانيا وكوسوفو المجاورة التي أعلنت استقلالها عام 2008 بدعم سياسي وعسكري من واشنطن. وبعد صدور قرار رئيس الحكومة أصدرت السفارة الأميركية في تيرانا بياناً أعربت فيه عن «احترامها لقرار رئيس الحكومة الألبانية». وأضاف البيان أن الولايات المتحدة «ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها ومع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة لتنفيذ برنامج إزالة الترسانة السورية المحظورة». وكانت واشنطن واصلت الضغط على مسؤولي تيرانا حتى آخر لحظة للموافقة على تدمير الترسانة الكيماوية السورية على الأراضي الألبانية. وأعلن السفير الأميركي في البانيا ألكسندر ارفيزو مساء أمس الأول، في مقابلة تلفزيونية أن الولايات المتحدة ستصاب بخيبة أمل في حال رفضت ألبانيا الطلب المتعلق بالترسانة الكيماوية السورية. وتشهد تيرانا تظاهرات معارضة لتدمير الترسانة السورية على الأراضي الألبانية منذ أسبوع. وبلغ عدد المتظاهرين في تيرانا أمس، نحو 4 آلاف بينهم تلاميذ تركوا مدارسهم للتنديد بالخطة، حملوا لافتات كتب عليها «لا للأسلحة الكيماوية» و«نحب الولايات المتحدة لكننا نفضل ألبانيا» و«نريد أوكسجين وليس غاز السارين». وجاء رفض تيرانا متزامناً مع الموعد النهائي لموافقة منظمة حظر الأسلحة ودمشق على خطة مفصلة لتدمير المخزونات الذي يوافق 15 نوفمبر بموجب الاتفاق الروسي الأميركي. وكان مصدر من منظمة حظر الأسلحة قال في وقت سابق أمس، «لن تكون هناك أي دولة مضيفة في القرار». وأضاف المصدر دون الخوض في تفاصيل «لكنهم (الولايات المتحدة) لديهم بدائل». ودعت مسودة خطة مقترحة أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة أمس، إلى نقل معظم المواد الكيماوية من سوريا خلال 6 أسابيع وأن يتم تدمير منشآت الأسلحة الكيماوية المتبقية بحلول مارس المقبل. ولم يتحدد بعد كيف سيتم نقل الأسلحة الكيماوية بسلام عبر أراض محل نزاع إلى ميناء شمال سوريا لشحنها إلى الخارج. ويشعر دبلوماسيون بالقلق من أن تسقط مواد كيماوية في أيدي الجماعات المتحاربة أو يستهدفها المتشددون أو تسرق وتباع في السوق السوداء. ووافقت دمشق في سبتمبر الماضي على تدمير كل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية في إطار اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة. وقبل الرئيس بشار الأسد الخطة بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة رداً على هجوم بغاز السارين قتل فيه مئات الأشخاص بريف دمشق في 21 أغسطس الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©