الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فترة الخطوبة.. موسم الهجرة نحو الكذب

فترة الخطوبة.. موسم الهجرة نحو الكذب
19 نوفمبر 2011 18:43
رغم أهمية فترة الخطبة، إلا أنها تحولت في حياة بعض الشباب والفتيات إلى فترة من النفاق وعدم الوضوح، فيسعى كل طرف لأخفاء عيوبه الشخصية ويظهر بصورة الملاك، لكن سرعان ما تنكشف الحقيقة بعد الزواج وتظهر العيوب والسلبيات التي تم إخفائها عن عمد أثناء الخطبة، الأمر الذي يثير الكثير من المشكلات الأسرية التي تنتهي بعض الأحيان إلى الانفصال. ترى رويدا سلمان 27عاماً، أن فترة الخطوبة في الأساس هي مساحة للتعارف بين الفتاة والشاب قبل الزواج لمعرفة ما إذا كان اختيارهما صحيح أم لا. وتقول إنها تتحول في أغلب الأحيان إلى ساحة من النفاق والكذب بين الطرفين، خاصة إذا لم يكن الخطيبين يعرفان بعضهما البعض خلال فترة الدراسة أو زملاء في العمل مثلاً، فيحاول لكل طرف إخفاء عيوبه على الطرف الأخر وإظهار أحسن ما فيه، مما يفسر فشل الكثير من الزيجات في العام الأول، حيث يصدم كل طرف بحقيقة الآخر. وتضيف رويدا، وهى متزوجة منذ عامين بعد فترة خطوبة دامت عاما ونصف العام، أن فترة الخطوبة الطويلة تعد الوسيلة المثلى للتعرف على شخصية الطرف الآخر قبل الزواج. ويشير نعيم نواس، 33 عاماً، إلى أن فترة الخطوبة تعتبر المقياس الوحيد لشخصية شريك الحياة، لكنها تحولت الآن إلى فترة مليئة بالتفاصيل المادية المتعلقة بمنزل الزوجية وتجهيزه والشبكة والمهر، لذا من الصعب اعتبارها فترة اختبار حقيقة رغم أهميتها. ويرى نواس أن الأفضل لكلا الطرفين أن يكونا صادقين مع أنفسهم قبل أن يكونا صادقين مع بعضهما البعض لأنهما سيدفعان ثمن أب اختيار خاطئ في المستقبل. ويضيف نواس، الذي تزوج قبل 4 أعوام بعد فترة خطوبة 6 أشهر، أن قصر فترة الخطوبة قد أصبح ضرورياً حتى لا تفسح المجال أمام المشكلات خاصة بين أسرتي المخطوبين. وتقول إلهام مصطفى، 24 عاماً، إن هناك حالة من الرياء والنفاق تسيطر على المخطوبين بحيث يظهر كل طرف منهما وهو يمثل دوراً في مسرحية، على حد قولها، لأسباب عديدة فالفتاة تعتبر الخطيب فرصة لن تعوض في ضوء ارتفاع سن زواج الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج. كما أن الشاب العربي من وجهة نظرها يحلو له أن تكذب عليه الفتاة لتظهر بصورة الملاك البريء رغم علمه الشديد أن فتيات اليوم مختلفات عن الأمس، معتبرة أن طول فترة الخطبة ربما يظهر الكثير من عيوب كل طرف. ويؤكد أحمد زيدان 28 عاماً، أهمية فترة الخطبة من وجهة نظره نظراً لأن الإسلام شرعها كوسيلة للتعارف المحترم بين الطرفين وفي ضوء الأسرة. ويعتبرها زيدان بمثابة اختبار للحياة القادمة. ويقول إنها لا تعتبر ضمانة لنجاح الحياة الزوجية فهناك الكثير من العلاقات تكون ناجحة وعلى خير ما يرام في أثناء الخطبة وتتحول إلى كارثة ما بعد الزواج، حيث تظهر العيوب التي كان يحاول كل طرف إخفائها أثناء الخطبة. وتشير د. نوارة مسعد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن كثيرون يفهمون فترة الخطبة بشكل خاطئ، وبدلاً من جعلها وسيلة للتعارف الجاد والحقيقي بين الشريكين تتحول إلى مباراة في إبراز المزايا والصفات الحسنة وفي المقابل يتم إخفاء كل عيوب وسلبيات كل طرف وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحول الطرفين إلى غريبين عن بعضهما بعد الزواج ويتساءل كل منهما كيف تزوجت هذا الشخص الغريب عني؟. وتضيف د. نوارة أنه على كل الشباب والفتيات المقبلين على الزواج أن يحاولا دراسة شخصية كل طرف منهما، وعدم النظر إلى السمات السلبية في الشخصية لأنه لا يوجد شخص كامل وهذا التجمل الزائد من قبل الخطيبين غير منطقي ويؤدي في النهاية إلى "صدمة ما بعد الزواج". وتنصح د. نوارة الأسرة أن تساعد الشاب أو الفتاة في اجتياز فترة الخطبة بنجاح، وألا يكون كل اهتمام الأسرة متعلق بتفاصيل الزواج المادية فقط، ويتناسون أن شخصية الخطيب أو الخطيبة هي الأساس في الزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©