الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاميرون لـ« الاتحاد »: سوريا وإيران أزمتان منفصلتان.. ولا مفاضلة

كاميرون لـ« الاتحاد »: سوريا وإيران أزمتان منفصلتان.. ولا مفاضلة
16 نوفمبر 2013 13:35
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عمق العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة المنتظر أن يزورها اليوم، وقال في مقابلة مع «الاتحاد» عبر مكتبه في لندن تنشرها بالتزامن الزميلة «ذا ناشونال» «ما يجمعنا صداقة قوية إلى أبعد الحدود، قائمة على الفهم العميق، والمصالح المشتركة لاقتصاد متنام، والأهداف الاستراتيجية لتعزيز الاستقرار في الخليج، ودول أخرى مثل مصر واليمن وسوريا، ومواجهة تهديدات المتطرفين في أنحاء المنطقة والعالم. كما ايد مساعي الإمارات للتسوية السلمية لقضية الجزر الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) التي تحتلها إيران، من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية. وشدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، باعتبار أن الحل السياسي للصراع في سوريا هو الحل الوحيد، وانه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري. لافتا في الوقت نفسه إلى أن بيان جنيف نص صراحة على إنشاء هيئة حكم انتقالي على أساس التراضي، وضمان عدم لعب الأسد أي دور في مستقبل سوريا. وإذ نوه كاميرون بما تم إنجازه من خطط تفكيك وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. اعرب عن قلقه لنمو التطرف هناك، قائلا «الإرهابيون يتدربون الآن في سوريا لشن هجمات مباشرة ضدنا جميعا»، وأضاف «يجب العمل على خلق أساس للانتقال السياسي من حكم الأسد وتعزيز المعارضة المعتدلة التي تلتزم بقيام سوريا موحدة ومسالمة». ونفى ردا على سؤال وجود أي رابط بين تقدم مفاوضات طهران والغرب حول «النووي الإيراني» وبين التغيرات التي شهدتها الأزمة السورية مؤخرا قائلا «إن القضيتين منفصلتين تماما، وان الغرب ملتزم بمنع إيران من تطوير السلاح النووي، كما هو ملتزم، باعتبار الأسد فاقد للشرعية، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل سلمي، وهو لا يزال في السلطة، ولن تكون هناك أي مفاضلة بين القضيتين». وفي ما يلي نص المقابلة التي أجرتها «الاتحاد»: بريطانيا والإمارات: صداقة قوية ? كيف تنظرون إلى العلاقات بين بريطانيا والإمارات العربية المتحدة، في إطار التنسيق المشترك حول الأزمات العربية والدولية؟ ?? بريطانيا والإمارات العربية المتحدة تجمعهما صداقة قوية إلى أبعد الحدود، قائمة على الفهم العميق، والمصالح المشتركة. ومثل كل الأصدقاء الحقيقيين، نحن نتمسك معا بكل القضايا التي تهم بلدينا حقا، بما يكفل لشعبينا أمنهما، ويوفر لهما الاستفادة من اقتصادياتنا المتنامية. تركز حكومتي حاليا على جعل الاقتصاد البريطاني قويا مرة أخرى، عبر تقديم عروض تنافسية عالمية للمستثمرين، إلى جانب الاستثمار في البنى التحتية، ودولة الإمارات العربية المتحدة شريك حيوي في هذا الأمر، باعتبارها واحدة من كبار المستثمرين العالميين في بريطانيا. ونحن فخورون جدا بالدور الرئيسي الذي تقوم به شركات مثل موانئ دبي العالمية في اقتصادنا. لكن نريد أن نذهب أبعد من ذلك، ولهذا عرضنا مؤخرا فيزا إلكترونية جديدة تسمح بتسهيل دخول المواطنين الإماراتيين إلى بريطانيا للزيارة والقيام بأعمال تجارية. في الوقت نفسه، نريد للأعمال البريطانية المساهمة والاستفادة من الدينامية والقدرات المتوفرة في الإمارات العربية المتحدة والخليج. ونحن فخورون بالدور الذي تلعبه شركات بريطانية مثل شل وبريتيش بتروليوم في بناء الأسس على مدى سنوات عديدة. والآن نحن بالتأكيد ندعم شراكات جديدة، بما في ذلك مساعدة أفضل وأكثر الشركات البريطانية ابتكارا على تطوير المهارات والخبرات مع شركاء في الإمارات العربية المتحدة. لكن الصداقة بين بريطانيا والإمارات ليست فقط حول الازدهار المشترك، إنما تقوم أيضا على الهدف الأساسي للقادة للحفاظ على بلادهما آمنة وتعزيز الاستقرار في منطقة الخليج الحيوية..نحن ندرك جيدا القضايا الأمنية التي تواجه الإمارات العربية المتحدة في المنطقة، من القلق بشأن برنامج إيران النووي ودورها بزعزعة الاستقرار في المنطقة، إلى التهديدات التي يمثلها المتطرفون في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، إلى أهمية تحقيق الاستقرار في أماكن مثل مصر واليمن وسوريا..كل هذه القضايا تتشارك بريطانيا والإمارات الأهداف الاستراتيجية والعلاقات العملانية الوثيقة حولها. لا نصر عسكرياً للأسد؟ ? هل تعتقد أن عدم وجود توافق دولي حول سوريا، يعطي الرئيس بشار الأسد فرصة لإعادة تنظيم سلطاته وقواته على حساب المعارضة؟ ?? أولا، يجب ألا نقلل مما تم إنجازه. لقد كانت سوريا تمتلك أكبر مخزون في العالم «غير معلن» من الأسلحة الكيماوية، يجري الآن جمع هذه الأسلحة لتفكيكها وتدميرها. أشعر بالصدمة إزاء أهوال الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها لشعب السوري، وأشعر بقلق عميق أيضا جراء نمو التطرف هناك. الارهابيون يتدربون الآن في سوريا لشن هجمات مباشرة ضدنا جميعا..عندما ازور الإمارات العربية المتحدة، أعلم أنني موجود مع الأصدقاء ونقف معا ضد تهديدات التطرف والإرهاب.. هذا يعني أننا بحاجة للعمل معا من اجل إيجاد حل سياسي ينهي الصراع.. مجلس الأمن الدولي وضع الآن الدعم الراسخ لبيان جنيف الذي يهدف إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي على أساس التراضي، وضمان عدم لعب الأسد أي دور في مستقبل سوريا. الخطوة التالية الآن، هي دفع الجانبين (نظام الأسد والمعارضة) إلى طاولة المفاوضات. وهذا يعني توجيه رسالة واضحة إلى الأسد بانه لن يستطيع تحقيق أي نصر العسكري، وبالتالي خلق أساس للانتقال السياسي من حكم الأسد وتعزيز المعارضة المعتدلة التي تلتزم بقيام سوريا موحدة ومسالمة. يجب على العالم أن يتحمل المسؤولية لإنهاء هذا الصراع الرهيب الذي دمر حياة الكثيرين، ويدفع باتجاه تعزيز التطرف الخطير في غياب حكومة مناسبة، ويهدد الدول المجاورة لسوريا أيضا. لولا الوحدة الدولية لما تم تفكيك «الكيماوي» ? هناك اتهامات لبريطانيا، بأن مجلس العموم أنقذ الأسد من الضربة العسكرية عبر التصويت برفض المشاركة في أي تحرك ضد دمشق بعد الهجوم الكيماوي في أغسطس الماضي، وبالتالي انقذ أيضا الرئيس الأميركي باراك أوباما من شن مثل هذه الضربة. ماذا تقول في ذلك ؟ ?? منذ اندلاع النزاع المستمر في سوريا، كانت هناك إدانة متواصلة للمذابح المروعة التي يقوم بها الأسد ضد شعبه. وفي الوقت نفسه تقود بريطانيا الجهد الإنساني الدولي لإغاثة الشعب السوري..عندما ظهرت أدلة عن الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد على الغوطة الشرقية في 25 أغسطس، والذي أسفر عن مقتل الكثير من الناس، كنت مصمما على أن العالم يجب أن يتحرك لوقف أي تكرار لمثل هذه المحرمات باستخدام هذه الأسلحة. لكن كان من المهم أيضا العمل في الطريق الصحيح، مع أدلة واضحة، وجهد حقيقي للحصول على الدعم الدولي عبر الأمم المتحدة. وأيضا كان لا بد لأي عمل عسكري بريطاني الحصول على موافقة مجلس العموم (البرلمان). عندما قرر البرلمان عدم دعم العمل العسكري الفوري، احترمت هذا القرار. لكن بريطانيا وأميركا والحلفاء قررت في الوقت نفسه المضي نحو اتخاذ إجراءات قوية عبر الأمم المتحدة، وزيادة الدعم الإنساني لضحايا النزاع. وبناء عليه جاءت الاستجابة القوية التي ترجمت من خلال الوحدة الدولية غير المسبوقة التي أثمرت التفكيك التاريخي لترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. لو كنا تجاهلنا العمل الوحشي لنظام الأسد، لكانت سوريا بنسائها ورجالها وأطفالها لا تزال تحت التهديد المستمر لهذه الأسلحة المروعة. الحل الوحيد في سوريا..سياسي ? هل تعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا في ضوء الخلافات العميقة حول مؤتمر جنيف بين «أصدقاء سوريا» وروسيا؟ ?? في النهاية، الحل السياسي هو الحل الوحيد..لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للانقسام والصراع في سوريا.. جذور الحرب تكمن بفشل الأسد في الاستجابة لتطلعات الشعب السوري لمجتمع أكثر انفتاحا واقتصاد وأداء حكومي اكثر شمولية. والاستقرار الدائم والسلام إنما سيأتي فقط عندما تتم تلبية هذه الاحتياجات. لهذا السبب، على العالم العمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وانتقالية. لقد رأينا التقدم المحرز بشأن نزع الأسلحة الكيماوية، عندما تجاوز المجتمع الدولي انقساماته وتحدث بصوت واحد..هناك الآن إجماع من مجلس الأمن الدولي على تأييد بيان جنيف الذي نص على خارطة طريق واضحة، مدعومة من المنظمة الدولية لإنشاء هيئة حكم انتقالي على أساس التراضي، وأيضا على ضمان عدم لعب الأسد أي دور في مستقبل سوريا..علينا أن ندرك أن بيان جنيف يجب أن يكون عملية مستمرة، وليس مجرد حدث واحد. لكن الأولوية الآن هي لدفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات لجعل هذه الوثيقة، حقيقة واقعة والتوافق حول مسار سلمي ومزدهر لمستقبل سوريا. لا علاقة لـ«النووي الإيراني» بسوريا ? هل يمكن أن تمنح أي صفقة بين الغرب وطهران حول تقييد المشروع النووي ألإيراني، الأسد أو حزب «البعث» فرصة للبقاء في السلطة ؟ ?? علينا ألا نخلط بين هاتين المسألتين، وأهدافنا في كل حالة. فالقضيتان منفصلتان تماما. بالنسبة لإيران، نحن غير مستعدين على الإطلاق لقبول تطويرها سلاحا نوويا..نحن وحلفاؤنا، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة، انتهجنا سياسة المسار المزدوج من الضغوط، عبر فرض أصعب نظام عقوبات في التاريخ، وفي الوقت نفسه التفاوض مع إيران إذا كانت مستعدة بجدية للقيام بذلك. وعلى الرغم من أن الوضع قد تحسن، إلا أن نظام العقوبات باق في مكانه بدون أي أوهام إزاء إمكانية تغييره راهنا. أما بالنسبة لسوريا، فقد كنا واضحين أن الأسد فقد كل الشرعية، وانه لا يمكن أن يكون هناك حل سلمي، ومستقبل مزدهر للشعب السوري، وهو لا يزال في السلطة.. نحن ملتزمون بالهدفين، ولن تكون هناك أي مفاضلة. ندعم حل قضية الجزر الثلاث ? كيف يمكن أن تساعد بريطانيا، الإمارات العربية المتحدة باستعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة من إيران؟ ?? تؤيد المملكة المتحدة التوصل إلى تسوية سلمية للقضية بين الإمارات العربية المتحدة وإيران حول الجزر الثلاث المحتلة (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى)، وينبغي أن يتحقق ذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية، ويجب أن يكون عبر توافق تام مع القانون الدولي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©