الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحرقة

16 نوفمبر 2015 20:06
توقفت طويلاً عند ظاهرة خروج المميزين من المنظومة الرياضية وبيئتها الطاردة للعاملين بإخلاص، وأعلم أن في ذاكرة كل قارئ أسماء مميزة لرياضيين نجحوا في أهم مجالات الحياة كالسياسة والاقتصاد والإدارة وغيرها، وحين أرادوا المساهمة في دفع عجلة التطور الرياضي لم يجدوا البيئة التي يواصلون فيها نجاحاتهم، بل على العكس كانت الأشواك ترمى في طريقهم والمشانق تعلّق لهم عند من يتصيدون أخطاءهم ويتربصون بهم الدوائر، فلماذا؟ سؤال كبير لا أدّعي أنني أملك الجواب عنه، ولكنني سأستعرض معكم بعض المبررات التي أرى أنها السبب الرئيس في تحويل الرياضة إلى «محرقة» لا يتحملها إلا أربعة أصناف: أولهم المستفيدون من الرياضة أصحاب المصالح المادية والمعنوية التي يتحملون من أجلها لهيب الوسط الرياضي، وثانيهم المجبرون على الاستمرار في المجال الوحيد الذي يتحملهم ويتحملونه، وثالثهم أقوياء الظهور بوساطات تحميهم من نيران «المحرقة»، ورابع الأصناف وأهمها أصحاب البأس الشديد من العاملين الناجحين المؤمنين بأهداف الرياضة والمستعدين للتضحية من أجلها بالغالي والنفيس. عند هذا الصنف الرابع أتوقف وأتساءل: لماذا لا يكون الوسط الرياضي جاذباً للمميزين محتفياً بهم؟ لنتفق في البداية أن الرياضة في الخليج تعمل تحت إشراف الدولة التي تنفق عليها الميزانيات وتوفر لها المنشآت ، ثم لننظر من حولنا إلى القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية كافة التي تملك نظاماً يحدد شروط الانضمام لهذا القطاع والاستمرار والترقية فيه حتى التقاعد والخروج منه بضمان لمستقبل الفرد وعائلته، وبعد ذلك نعقد المقارنة مع الوسط الرياضي الذي لا يشترط أدنى المتطلبات للدخول فيه حتى أصبح «مهنة من لا مهنة له»، وليس هناك سلّم وظيفي للعمل بالاتحادات والأندية الرياضية، ولا يوجد أمان وظيفي يستحق تقديم التضحيات فما الحل؟ سأكتفي اليوم بالدعاء أن يكثر الله الصنف الرابع ليتزايد المخلصون المميزون المستعدون لتقديم التضحيات بلا مقابل سوى شغفهم بالرياضة، وسأذكّركم بمقولة الراحل غازي القصيبي: «لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحوّل الأصدقاء إلى زملاء عمل»، وللحلول مقال قادم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©