أسماء محمد(بيروت) - تعتبر الفنانة سابين نفسها من اللواتي أدخلن مفردات التقنية الحديثة والعالم الافتراضي إلى الأغنية، عبر أغنيتها «ابعتلي ايميل»، على الرغم من أن بدايتها الفنية كانت مع الرحابنة، بما تشكله من مدرسة رومانسية راسخة في الفن اللبناني والعربي.
وجمعت الفنانة سابين بين هذه الرومانسية الفنية والنمط الشبابي، الذي يشبه الألفية الثالثة التي نعيشها الآن، حيث ترى أن الفن بالنسبة لها يشكل حالة تحد ممزوجة بالحب والمغامرة، تبحث خلالها عن نمط غنائي جديد يشبهها وجيلها بعيدا عن النمطية والتكرار، مشيرة إلى أنها تدقق في البحث عن الجيد الممزوج بحالة غنائية بين الشرق والغرب.
ومن هذا المنطلق تسعى سابين إلى اختيار أغنية بحجم ألبوم، من أجل نجاح هذه الأغنية وضمان استمرارها، بدلاً من إطلاق ألبوم يحتوي على 12 أغنية، لا يسمع الجمهور منه سوى بعض أغنياته وتقول: نحن الآن في عصر الأغنية المنفردة أو ما اصطلح على تسميته بـ«السينجل»، وبالتالي لن أعتمد على تجميع أغنياتي في ألبوم .
واتجهت سابين مؤخرا إلى تجديد بعض الأغنيات القديمة، حيث وقع اختيارها على أغنية «بيني وبينك يا هالليل» لفيروز، التي قدمت في عام 1971 ضمن مسرحية «آخر الصيف»، حيث وتقول سابين، لقد نشأت على هذه الأغنية، وتغلغلت في روحي بسبب الحس الغنائي الجميل الموجود فيها، فهي أغنية تدق على وتر القلب برومانسية كبيرة، وبمعنى آخر أحب هذه الأغنية لأنها تناسب صوتي، وليس من السهل على أي فنان أن يعيد تقديم أغنيات فنانين آخرين، لأن هذا يعتبر مخاطرة من ناحية ألا يجيد أدائها أو لا تناسب صوته، وبالتالي عليه أن ينتقي جيدا الأغنية التي يريد إعادة تقديمها، حتى يحصد النجاح، ومن هنا وقع اختياري على أغنية «بيني وبينك يا هالليل»، فأخذت موافقة الياس الرحباني على إعادة غنائها بعدما أعاد توزيعها الفنان غسان الرحباني، وكان لافتا طريقة تصوير أغنية «بيني وبينك يا هالليل»، حيث يبدأ بتعريف سابين عن نفسها، الأمر الذي اعتبره البعض انطلاقة جديدة لها.
وتعليقاً على ذلك، ترى سابين أن الأمر ليس انطلاقة جديدة، بل هو سيناريو الفيديو كليب الذي تحدث عن فتاة تختار طريقها الى النجومية، فتمر بعدة مراحل أولها تعريف الناس بها، ثم خوضها تجربة الغناء وصولاً إلى تصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب. وفي النهاية تصبح نجمة استعراضية معروفة.
الخيارات الفنية
من ناحية أخرى يعتبر بعض النقاد على الساحة الفنية أن تجربة سابين تشكل نوعاً من التراكم، الذي تستفيد منه في خياراتها الفنية، وهذا ما توضحه بقولها: «منذ اطلاق أغنية«ابعتلي ايميل» إلى وقتنا الراهن تغيرت طريقتي في العمل، لأنني بطبيعة الحال في حالة تعلم مستمرة، وأصبحت أكثر نضجا ووعياً لناحية اختيار ما أريد، لكني لا زلت أسير على الطريق بالأسلوب ذاته، وهذا ما يسمح لي ببناء شخصيتي الفنية المستقلة أمام الناس، ويرسم مصداقيتي لديهم بعيداً عن التقليد. على الرغم من صغر سنها، لكنها لا تنفي ميلها للطابع الرومانسي الفن، والسبب كما أرجعته سابين إلى الرومانسية التي تؤطر شخصيتها، وبالتالي ترى أن الأغنيات الرومانسية تناسبها، وتقول: لا أستطيع الادعاء بأن نمط غنائي يناسبني دون غيره، لكني أحب الأغنيات ذات الطابع الرومانسي التي أقدمها، والتي تناسب مساحة صوتي.
من ناحية أخرى أبدت سابين سعادتها باستمرار نجاح أغنية «آخر همك»، معتبرة أنها انطلاقتها الفعلية في عالم الغناء، وأن أغنياتها السابقة لم تثبّتها على الساحة، لأنها كانت في سن صغير، ولم تكن قد أنهت دراستها بعد، إلا أن المفاجأة التي كشفت عنها سابين، هي سعيها لتقدم أغنية خليجية، وتصف الموضوع بمغامرة، وتتمنى أن يحب الناس اللهجة الغنائية بصوتها.
اللهجة
أما عن خوفها من عدم إتقان اللهجة الخليجية فأجابت سابين: «لقد عشت في إحدى الدول الخليجية عشر سنوات، لذا أتقن اللهجة الخليجية البيضاء، وأتمنى أن تلقى الأغنية الجديدة النجاح لدى الجمهور، خصوصا أنها ستكون علامة فارقة بين الأغاني الخليجية التي قدمت على الساحة الفنية.
وبعد قرار سابين تقديم الأغنية الخليجية أشارت إلى قدرتها على الغناء بكل اللهجات العربية الخليجية والمصرية وغيرها، «لأن ما يهم الفنان موضوع الأغنية وليس لهجتها» على حد تعبيرها.
سابين تقوم بهذا العمل منفردة، من دون شركة إنتاج تدعم أغنياتها، الشيء الذي لا يشكل حجر عثرة في طريقها كما تقول على الرغم من صعوبته الكبيرة. «لكنني لن أتوقف عن العمل ما لم تكن هناك شركة إنتاج داعمة لي».
وتستطرد: «لا مشكلة عندي بالعمل مع شركة إنتاج اذا كان العرض منطقياً، لكنني لن أطرق باب أحد، لذلك سأستمر في تقديم أغنياتي كما أريد.
عدد اليوم
