الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حمور زيادة: كتابة الرواية أصبحت مثل لعب القمار

حمور زيادة: كتابة الرواية أصبحت مثل لعب القمار
17 نوفمبر 2015 16:27

خلال جولتي في معرض الشارقة للكتاب، الذي اختتم قبل أمس السبت، التقيت الكاتب السوداني حمور زيادة، مؤلف رواية «شوق الدرويش» التي حصلت على جائزة نجيب محفوظ، وصاحبها احتفاء نقدي وصحفي، بالكاتب والرواية، تقدير لم ينله من قبل إلا الكاتب السوداني الكبير الطيب صالح مؤلف الرواية الأشهر «موسم الهجرة إلى الشمال»، انتهزتها فرصة.. واتجهت نحوه بسؤال كان يشغلني كثيراً، بعد أن تردد في مواقع التواصل الاجتماعي.

..هل حصول «شوق الدرويش» على جائزة نجيب محفوظ، واحتفاء النقاد والصحفيين بكاتبها حمور زيادة في الصفحات الثقافية القاهرية ومظاهرة التوقعات لفوزك بجائزة «البوكر»، وضعت لجنة التحكيم في حرج أن يقال إن نتيجة الجائزة أعلنت في القاهرة قبل أبوظبي، فتم تغيير النتيجة لصالح رواية (الطلياني).. لم يمنحني كاتب (شوق الدرويش) حمور زيادة الفرصة لأستفيض في شرح مبرراتي للسؤال..

وقاطعني قائلاً: سمعت بمثل هذا الكلام من قبل، عن رواية «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» للروائي السوري خالد خليفة، وأن لجنة التحكيم في العام السابق حرمته من جائزة (البوكر) لأنه حصل على جائزة نجيب محفوظ، وأن جائزة «البوكر» لاتمنح لعمل روائي حصل على جائزة أخرى. وأكبر دليل على أن هذا الكلام غير صحيح ومجرد تكهنات لا تستند إلى حقائق، أن رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت، حصلت في تونس قبل «البوكر» على جائزة الكومار الذهبي.

إذاً سبب عدم حصولي على «البوكر» وذهاب الجائزة إلى شكري المبخوت، هو اختيار لجنة التحكيم، وتقديرها الأدبي، أن «الطلياني» أحق بالجائزة.. وهذا رأي مقدر، وله كل الاحترام.

.. هل توافق أن الجوائز الأدبية للرواية والمكافآت المرصودة لها صنعت حالة من الرواج للرواية على حساب أجناس أدبية أخرى؟

ـ الجوائز الأدبية أصبحت مثل لعب القمار، أو لعبة «البوكر» نفسها، البعض يبحث عن ضربة الحظ، من خلال كتابة رواية، ربما تفوز بجائزة تمنحه الشهرة والمجد والأموال الكثيرة، ويصبح صاحب الرواية المحظوظة مليونيراً في عشية وضحاها.. وهذا ظن كثير من الشباب.

.. تدخلت في الحوار.. مثل اتجاه البعض للرواية مفضلاً لها عن كتابة الشعر؟

قال: هناك ظن خاطئ، أن كتابة الرواية، أسهل كثيراً من كتابة الشعر، الذي يحتاج أحياناً إلى أفكار معقدة، وتمكن لغوي، والتزام بقواعد الشعر المعروفة من أوزان وتفعيلات وبحور وغيرها، بعض الناس يظنون أن الشعر فيه صعوبة، وأن جمهوره محدود أمام جمهور الرواية العريض. هناك نصوص روائية كثيرة كتبت باستسهال، استسهال الحكاية والتجربة الهشة في المجتمع، أحيانا تجد من يقدم رواية عن جلسة مخدرات مع أصدقائه، أو علاقة عابرة مع امرأة، يعتقد أن مثل هذه الحكاية تصلح لينسج حولها رواية ولكن في النهاية الحكم للقراء.

.. بمناسبة الاستسهال في الكتابة.. هل الفيس بوك والمدونات أفرزوا للساحة الثقافية أعمالاً أدبية؟

ـــ دعنا نتفق أن هناك أدباً معرفاً بالألف واللام، وأن هناك أدباً يعرف بالإضافة، مثل أدب الرعب والمغامرات، والآن أصبح هناك أدب اسمه أدب المدونات، وهو من جانب اللغة والقضايا التي يتناولها ويثيرها، أكثر خفة وبساطة في التناول والأسلوب، بما يتناسب مع قراء الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، هذا أدب مختلف لايقل قيمة، لكن في نفس الوقت لايمكن أن تتعامل معه مثل الأدب المعرف بالألف واللام.

.. إذا عدنا لحديث الشعر والرواية.. هل توافق أن إمبراطورية الشعر انهارت في مواجهة الرواية؟

ــ في البداية، أنا لست رجل شعر، وليست لي معرفة كبيرة به، لكن بالتأكيد كان يقال إن الشعر ديوان العرب، إلى أن تعلم العرب كتابة الرواية، وأعتقد أن ماجعل هذه الإمبراطورية تتراجع ولا نقول تنهار الجوائز.. والضجة الإعلامية حول الرواية في الوطن العربي. .. الضجة الإعلامية..

..على طريقة الأكثر مبيعا..؟

ــ الأكثر مبيعاً والأكثر انتشاراً، موجودة في العالم كله، وليس في الوطن العربي فقط، لكن مدى صدق الأرقام التي يعلن عنها، وما إذا كانت وهماً أو حقيقة، قضية تخص الناشرين وهم أجدر بالرد عليها ومناقشتها.

.. هل صحيح أن عرش الصفحات الثقافية اهتز أمام صفحات الكتاب الخاصة؟

ــ بكل تأكيد، على الجانب الخبري، الصفحات الثقافية، تعرضت لهزة كبيرة، لأنه أصبح من السهل أن يتابع القارئ أخبار الكاتب على صفحته، ولايحتاج للجريدة أو المجلة المطبوعة، سواء كانت أخبار الكاتب عن أعماله، أو حتى أخباره الخاصة، وهذا أصبح يحدث بشكل مباشر بين القارئ وكاتبه المفضل بدون وسيط بينهما، لكن تظل للصفحات الثقافية، أهمية عرض الكتب، ومتابعة الندوات، وإجراء مقابلات صحفية خاصة مع الكاتب، وهناك فرق بين أن يبدي الكاتب رأيه في قضية ما مثارة في المجتمع على صفحته الخاصة، أو حتى يمارس صمته، وبين أن يجلس أمام صحفي من جريدة يحاوره ويستجوبه ويستخلص منه الإجابات والآراء حول قضية معينة يهم الناس أن يعرفوا رأي هذا الكاتب حولها.

.. ونحن نختم الحوار.. كيف ترى معرض الشارقة؟

ــ معرض الشارقة.. أصبح ظاهرة ثقافية.. ينتظرها المبدعون سنوياً، من كافة أنحاء الوطن العربي للمشاركة فيه، لمتابعة الإنتاج الجديد من الكتب، بعد أن تحول إلى منطقة جاذبة لأهم دور النشر العربية والعالمية، بجانب الندوات والحلقات النقاشية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©