الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قبول الإعاقة

4 ابريل 2007 02:11
قليلة هي النتاجات الإنسانية الفنية التي قدمت صورة الرجل الذي يقبل الارتباط بمعوقة! هذا على صعيد الطرح الافتراضي، أما على صعيد الطرح الواقعي فنادراً حتى ما نرى ذلك، والعكس صحيح، أي فيما يتعلق بالمرأة وقبولها الارتباط برجل معوق، فمن الروايات التي أظهرت قابلية المرأة للرجل معوق، وحتى غير الجميل - لأن مصطلح البشاعة غير أخلاقي- رواية أحدب نوتردام، والجميلة والوحش، وبعض المسلسلات والأفلام، وهذا الواقع يقودنا لطرح سؤال مهم: لِمَ لا تقدم المرأة على القيام بذلك؟! قد يعود بعض الأسباب إلى تابعية المرأة الأسرية والمالية، بحيث تقوم هذه التابعية بتحديد خياراتها عن طريق الفرض، وخاصة من لم يحزن على قدر من الجمال ''الكافي''! فيخترن رجلاً معوقاً ما دام الرجل ''لا يعيبه غير جيبه''! والزواج من معوق يظل أفضل من رجل عجوز، وهو المنتشر إلى حد ما، أو أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة! خاصة أن للمرأة ''سن زواج'' بعدها تبدأ حظوظها بالارتباط تقل، ولربما تنعدم، وخاصة إذا كان المتقدم فقيرا أو غير متعلم، وكانت الفتاة ''غير جميلة''· ولكن في المقابل نجد فتيات جميلات ومتعلمات يقبلن الارتباط برجل معوق، أكثر مما يطلبن فيه هو السوية الثقافية والقدرة على المساعدة بالإنفاق على الأسرة الوليدة· بعد هذا العرض تبدو المرأة أكثر إنسانية، ولربما يعود ذلك إلى طبيعتها الأمومية، ولدينا مقولة تؤكد الجانب الروحي، فكثيراً ما نقول إن المرأة تعشق بأذنها! في حين أن الرجل يعشق بعينه! فهي تهتم بالمضمون، وهو يهتم بالشكل، وكثيراً ما قال الأهل، بل والمرأة ذاتها: ما دام الرجل المتقدم للزواج منها ذا أخلاق ودين، فما الذي يمنع؟! في حين يركز الرجل على الجانب الجمالي أكثر· هذا يقودنا إلى أن ثقافة المجتمع الذكورية وما تطرحه من مفاهيم أضرت الرجل وأفادت المرأة، وإن حولتها الى قيمة استهلاكية، فالظلم الحاصل بوجه المرأة جعلها أقرب للمعاناة، وبالتالي أكثر تقبلاً لها وفهماً لها، وما نراه من زيجات تقوم بها مؤسسات خيرية لمعوقين، تظهر أن النسبة الكبيرة هي لزواج رجل معوق بامرأة صحيحة جسدياً، وهذا ما يؤكد روحانية المرأة في مقابل مادية للرجل· مالك سليمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©