الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بكين تحذر من تدخل واشنطن في نزاع «بحر الصين»

بكين تحذر من تدخل واشنطن في نزاع «بحر الصين»
19 نوفمبر 2011 01:09
ألقى توتر بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على اجتماعات زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادي أمس، إذ اختلف البلدان حول طريقة التعامل مع مطالبات متعارضة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي. وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بقمة شرق آسيا باعتبارها المنتدى الرئيس للتعامل مع النزاع البحري المستمر مع الصين، ما أثار غضب بكين. وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو، إنه ليس هناك عذر لتدخل “قوى خارجية” في النزاع البحري المعقد في ما يمثل تحذيراً مستتراً للولايات المتحدة ودول أخرى للابتعاد عن القضية الحساسة. وقال ون في اجتماع لزعماء منطقة جنوب شرق آسيا التي تزعم دول كثيرة فيها أحقيتها في السيادة على أجزاء ببحر الصين الجنوبي “يجب أن يحل النزاع من خلال المشاورات الودية والمناقشات بين الدول المعنية بشكل مباشر.. يجب ألا تتدخل قوى خارجية تحت أي ذريعة”. والتصريحات هي أحدث مواجهة بين الصين والولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية، حيث سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تأكيد الوجود الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادي لموازنة النفوذ المتنامي للصين في المنطقة. وقال أوباما في أستراليا أمس الأول في آخر محطاته قبل أن يشارك في اجتماعات قمة آسيان في إندونيسيا المجاورة، إن الجيش الأميركي سيوسع نطاق دوره في منطقة آسيا والمحيط الهادي على الرغم من إجراءات خفض الميزانية وأعلن أن الولايات المتحدة موجودة في المنطقة “لتبقى فيها” كقوة في المحيط الهادي. وكان أوباما قد عبر قبل أيام أثناء استضافته منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (ابك) في هاواي عن إحباطه المتزايد بسبب ممارسات الصين التجارية ودفع باتجاه اتفاقية تجارة جديدة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي مع بعض الدول المجاورة للصين. وتريد الولايات المتحدة مناقشة النزاع حول بحر الصين الجنوبي في اجتماعات تعقد في منتجع بالي الإندونيسي اليوم السبت بين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وعددها عشرة وثماني قوى إقليمية كبرى بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان. وعقدت أمس اجتماعات ثنائية قبل الانعقاد الكامل لقمة شرق آسيا اليوم السبت. والدول الأخرى التي تطالب بأحقيتها في السيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي هي تايوان والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي. وبحر الصين الجنوبي طريق رئيسي لتجارة تقدر قيمتها بنحو خمسة تريليون دولار سنويا ويحتمل أن يكون غنيا بالموارد. وأثير الموضوع الشائك في القمة السنوية لمنتدى آسيان الذي افتتح أعماله أمس الأول في بالي من المقرر أن يثار مجددا في قمة شرق آسيا. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أعرب صباح أمس في بالي عن نيته أن تصبح قمة شرق آسيا “مكانا يمكننا العمل فيه على ملفات عدة مثل الأمن البحري ومنع انتشار الأسلحة النووية”. وعلى الفور أعلنت الحكومة الصينية بغضب أن النزاع المتعلق ببحر الصين الجنوبي غير مطروح للنقاش خلال محادثات اليوم السبت التي يحضرها اوباما ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو، فضلاً عن 16 زعيماً آخرين لبلدان بينها عدة دول تتنازع السيادة في مياه وجزر البحر، الى جانب بكين. غير أن اوباما قال، إن التجمع “يمكن أن يمثل المنتدى الرئيسي بالنسبة لنا للعمل معا على صعيد قضايا عدة، منها الأمن البحري وحظر الانتشار”. وقد أثار اوباما غضب الصين بسعيه لتعزيز الدور الاميركي كقوة اقليمية مع الاعلان عن تمركز قوات مارينز في شمال أستراليا ودفعه باتجاه معاهدة تجارية تجمع بلدان منطقة المحيط الهادئ من شأنها أن تغير قواعد اللعبة في المنطقة. وتنظر بكين إلى تلك المبادرات باعتبارها تدخلا في نطاق نفوذها، بينما تظهر بوضوح الخلافات بين مواقف القوتين الدوليتين على خلفية النزاع حول بحر الصين الجنوبي. وترجع أهمية تلك المنطقة إلى أنها تضم مسارات ملاحية تسلكها أكثر من ثلث حركة التجارة البحرية في العالم ونحو نصف حركة نقل النفط والغاز عالميا فضلا عن الاعتقاد بوجود احتياطات نفطية ضخمة في قاع البحر. وخلال لقاء منفصل مع الرئيس الفلبيني بنينيو أكوينو أمس، صرح اوباما بأن الولايات المتحدة والفلبين “تتطلعان كل إلى الأخرى حينما يتعلق الأمر بالأمن”. يذكر أن البلدين تربطهما معاهدة تحالف منذ 60 عاما. وكانت مانيلا اتهمت هذا العام القوات الصينية بإطلاق النار على صيادين فلبينيين وقطع كابلات سفينة لاستكشاف النفط وقامت من جانبها بضبط زوارق صيد صينية صغيرة. وتحدث الدبلوماسيون في بالي هذا الأسبوع عن التحديات التي تواجه البلدان الأعضاء في رابطة آسيان الذين عقدوا قمتهم الجمعة، حيث تطرقوا إلى الصعوبات التي تواجه عملية موازنة العلاقات بين بكين وواشنطن. يذكر أن الصين هي الشريك التجاري الاضخم لبلدان اسيان وتفضل التفاوض مع جيرانها الاضعف في المنطقة كل على حدة بدلا من الدخول في مفاوضات مشتركة.
المصدر: نوسا دوا، اندونيسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©