«أيام التصميم».. بوابة للابتكار والإبداع

خولة علي (دبي) معرض أيام دبي للتصميم في كل عام، يتألق بالكثير من التصاميم الفريدة والمختلفة، ويخرج لنا بحلة جديدة ومختلفة وأكثر أبتكاراً في معروضاته التي أثريت من قبل مشاركة 47 صالة عرض من 21 دولة، والتي جلبت من غاليريات لها شهرة عالمية، مجموعة من التصاميم الحديثة والمعاصرة رفيعة المستوى. تتخلل أيام المعرض الممتد حتى 18 مارس الجاري، الكثير من الورش العملية في ابتكار خامات ومواد تعمل على تطوير فكرة التصميم وتنفيذ القطع الإبداعية، وأيضاً جلسات حوارية لمناقشة بعض قضايا التصميم. توليفة رائعة ويتميز هذا المعرض الذي جاء في دورته الخامسة، باحتوائه على قطع من التصميم الغريبة في شكلها والمبتكرة، غير المكررة، والتي تنطوي على جملة من التفاصيل الدقيقة التي تكونت من نسيج أفكار المصممين الذين ينتمون إلى ثقافات ومدارس مختلفة، يجمع تحت سقف واحد مجموعة مميزة من الابتكارات والإبداعات في عالم التصميم منها قطع الأثاث والإضاءة والأرضيات والمنسوجات والسجاد والأكسسوارات، وهذه التوليفة الرائعة والمتعددة من التصاميم إنما جاءت من نتاج عقول المصممين ورغبتهم في التفرد والتعاطي مع الخامات بكل جرأة، ودون قيود، فقد أطلق المصممون العنان لأفكارهم ليقدموا مزيجاً من الأعمال التي تنبض فيها معاني الحركة والنشاط، والانسيابية الواضحة التي ترتكز عليه أغلب الأعمال المستمدة من خامات الطبيعة لتترجم بنمط من الأثاث المعاصر، المطبوع بدمغة تراثية. الحنين إلى الماضي تفوح رائحة البخور بين ثنايا صالة العرض، عبر أوعية زجاجية تحاكي المباخر، إلا أنها خرجت من إطارها التقليدي لتطلق بصيغة وبثوب حديث ومبتكر، ولكن لم تتخلَّ عن دورها ووظيفتها الأساسية، وقد ساهمت في ابتكار هذه القطع المصممة عائشة السويدي، التي استطاعت أن تدمج في أعمالها الخبرات والسلوكيات القديمة مع التصميم المعاصر للأشياء المستخدمة داخل المنزل حفاظاً على الشعور بالانتماء للمكان، وغالباً ما تستخدم في أعمالها المواد المستوحاة من المدينة لتقارب بذلك بين المدينة العصرية والمنزل، كما تشكِّل مواضيع الذاكرة، والوقت، والحنين إلى الماضي حضوراً قوياً في أعمالها، حيث قدمت مجموعة من المباخر التي ارتبطت بثقافة وتقاليد أهل الخليج. أشكال هندسية ودائماً ما تمتعنا المصممة الجود لوتاه بطريقتها في ابتكار قطع الأثاث، من منظور ثلاثي الأبعاد، حيث تخلق فكرة التناقضات في الشكل والوظيفة، فهي تبدع تصاميمها عن طريق خلط الصور الظلية والمفاهيم التقليدية مع العناصر الحداثية، حيث تشكل الأنماط والأشكال الهندسية مصدر إلهامها، ويبقى اهتمامها وولعها بالتفاصيل، والجماليات، والنهج التجريبي للمواد والتقنيات المحرك الإبداعي لتصاميمها.وتنطلق لوتاه في تشكيل أي قطعة من قطع الأثاث من خلال استخدام أعواد الخشب كمجسم لفكرة التصميم، حيث شكلت مجموعة من المقاعد والطاولات، مع إضاءة باستخدام مادة الرخام الصلب، الذي يعطي القطعة قدراً من المتانة والفخامة. منحوتة رائعة ويسعى عمار كالو إلى تطوير طرق سير العمل المتعلقة بعمليتي التصميم والتصنيع بغية الوصول إلى المعادلة المثالية التي تنظم العلاقة المعقدة بين المواد، وأدوات التصنيع، والتشكيل، ويستعرض كالو منحوتة رائعة لكرسي مبتكر بثلاث أرجل، والمنحوتة نُفذت بإتقان وفن لتخرج كأنها تحفة فنية نفذت من خلال تزاوج فكرة أنظمة التقنيات الرقمية والعمل الحرفي اليدوي، وتتميز بمرونة استخدامها ونقلها.