الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميانمار...اختيار واشنطن الاستراتيجي

18 نوفمبر 2011 23:01
عندما سيلتقي أوباما بنظرائه من رابطة دول جنوب شرق آسيا في بالي الإندونيسية، حيث قمة "الآسيان" التي انطلقت أمس الجمعة، من المتوقع أن يدفع بعدد من المبادرات الكبيرة. ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه واشنطن أهمية منطقة آسيا- المحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين والتزامها بوجود أميركي دائم هناك. ومن جانبها، صمدت ميانمار في وجه عدد من الثورات من دون تغيير في النظام، ومن ذلك "الموجة الأولى" بعد سقوط جدار برلين، وثورة الزعفران في 2007، والانتخابات التعددية في نوفمبر 2010. كما أن الوضع السياسي في ميانمار لا يمكن مقارنته بالانتفاضات الحالية في الشرق الأوسط، لأن ميانمار نفسها تغلبت على انتفاضات مثل تلك التي تغير العالم العربي هذه الأيام. طريق ميانمار مرتبط على نحو معقد باحتياجاتها، وعلى واشنطن ودول الغرب أن يدركوا أن رئيسنا إصلاحي سياسي قوي وأن مقترحنا المتعلق بترشيح ميانمار لرئاسة "آسيان" في 2014 من شأنه أن يسرع هذه العملية. فهذه هي خريطة الطريق السياسية التي يقترحها الرئيس على المجتمع الدولي، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أن الحياة السياسية في ميانمار ستتغير على خطوات، لأن كل تغيير يجب أن يكون مبنياً على الواقع والاستقرار وعملية منهجية. وفي هذا الإطار، يتعين على ميانمار أن تركز على إصلاح النظام القديم مع العمل في الوقت نفسه على بناء المجتمع الذي طالما تمناه المجتمع الدولي. وهذه هي الدراما السياسية في جنوب شرق آسيا اليوم. الرئيس "تاين ساين"، هو أمل شعبنا كله، بما في ذلك الأقليات الإثنية والقواعد الشعبية والطبقة الوسطى. وفي هذا السياق، قالت "أونج سان سو كي" في حوار مع صحفيين محليين إنها تعتقد أن الرئيس تاين ساين "صادق جداً في رغبته في عملية دمقرطة البلاد". ولكنه يحتاج إلى دعم قوي من المجتمع الدولي بما يفضي بنا إلى عهد جديد. ولذلك، على واشنطن والآخرين أن يغيروا سياستهم القائمة على ازدواجية المسار تجاه ميانمار إن هم رغبوا في أن تصبح بلداً ديمقراطياً وفق قيمهم ومعاييرهم. على المدى القصير، تحتاج ميانمار إلى المساعدات والتجارة، واستثمارات أجنبية مباشرة، وفرص تجارية. ولذلك، فلا بد من رفع العقوبات المالية والنهوض بقطاعي التعليم والصحة، كما ينبغي بذل جهود لتطوير الاقتصاد برمته. ذلك أنه إذا لم تكسب ميانمار هذه المعارك، فإنها لن تستطيع التطور على نحو يمثل فوزاً لشعبنا والعالم الخارجي. ما يتعين على الغرب أن يدركه هو أنه في حاجة إلى ميانمار في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي الذي يتميز بالخصوص بصعود الصين. ولذلك على واشنطن والآخرين أن يساهموا في تيسير ارتباط ميانمار بالعالم الخارجي في هذا الظرف الدقيق. والواقع أن قرار رئيس البلاد إلغاء مشروع سد مييتسون المدعوم من قبل بكين يمثل رسالة واضحة إلى العالم بشأن المبادئ التي يمثلها وينتصر لها. وإذا أضاعت الولايات المتحدة هذه الفرصة، فيمكن القول إن واشنطن والنظام الجديد في منطقة "الهند الصينية" سيذهبان في اتجاهين مختلفين. العديد من المراقبين يعتقدون أن ميانمار بدأت تقترب من بداية جديدة. ذلك أن الناس بدأوا يشعرون بأنهم يستطيعون التعبير صراحة عما يريدون، وأنهم يستطيعون طرح أسئلة حول الحكومة، وتقديم مطالب للمشرعين. وهذه نتائج ملموسة لانتخابات 2010. ولذلك، فإن من شأن المحاولات الأميركية لعزل ميانمار في هذا الظرف تحديداً أن تشكل كارثة حقيقية. فبينما يفتح البلد أبوابه للعالم الخارجي، يتعين على واشنطن أن تعبر العتبة، وأن يقوم أوباما والكونجرس بدعم الرئيس "تاين ساين" وعملية الدمقرطة في ميانمار. كما يتعين على البيت الأبيض أن يقوم رسمياً ببناء الجسرالدبلوماسي مع بلدنا في القمة الحالية لدول رابطة جنوب شرق آسيا، عبر دعم ترشح ميانمار لتولي رئاسة "آسيان" في 2014. ذلك أن من شأن رسالة من أوباما تشير إلى أن هذه الخطوة ستساعد على الدفع بالسلام والاستقرار والتنمية في ميانمار أن تعزز الآمال عبر البلاد. البعض عبر عن شكوك بشأن قدرة الدولة في ميانمار، وثقة السكان في القيادة، والتداعيات السياسية لتولي ميانمار الرئاسة. فهل من شأن هذا أن يمثل خطوة في اتجاه رفع العقوبات الدولية؟ أولاً، إن تقلد هذا الدور من شأنه أن يمنح ميانمار الوضع الذي ينبغي أن ينظر إليها به في الساحة الدولية. فالفكرة المهمة هنا هي كبرياء وفخر لشعب ميانمار، وليس للرئيس وإدارته. ثانياً، لقد كانت ميانمار مغلقة في وجه المجتمع الدولي على مدى عقود، والكثيرون في المنطقة وغيرها يضغطون على ميانمار أو يعاملونها بتشكك وطرح الأسئلة. غير أن بلدنا كان تاريخياً قوة إقليمية وينبغي أن يسترجع المكانة التي يستحق. التطور السياسي في ميانمار داخلي المصدر، وقد اتخذ بلدنا خطوات لم تتخذها بعد دول أخرى في المنطقة، حيث اعتمدنا دستوراً جديداً العام الماضي بدأت تأثيراته تترسخ تدريجياً. وإذا كانت الصين قد صعدت إلى الساحة العالمية مع أولمبياد بكين، فإن تولي رئاسة "آسيان" يمثل بالنسبة لميانمار فرصة للتقدم إلى الأمام. ولذلك، فإنه ينبغي إثارة هذا الموضوع في قمة هذا الأسبوع، وألا يؤجل. إن الرئيس "تاين ساين" يتطلع إلى قيادة "آسيان" مثلما قاد ميانمار- محافظاً على التزامه بتحسين التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من دون ضغوط أو تأثيرات. كما أثبت هذا البلد أنه يستطيع الوقوف بمفرده، ولذلك، فقد حان الأوان لكي يبدأ المجتمع الدولي وشعب ميانمار فصلاً جديداً. زو هتاي مدير مكتب رئيس ميانمار ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيورج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©