الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيكليستون يفكر في المطر ويسابق بـ «الميداليات»

إيكليستون يفكر في المطر ويسابق بـ «الميداليات»
6 نوفمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يحكم برنارد شارلز إيكليستون، أو كما يعرف بـ “مستر إي”، قبضته الحديدية على الفورمولا ـ 1 بامتلاكه للحقوق التجارية للبطولة وللفرق، حيث حول هذه الرياضة إلى أكبر بطولة في العالم، ويعد اسم إيكليستون الأكثر شهرة داخل أروقة الفورمولا ـ 1 ورياضة السيارات حول العالم، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، يبقى هذا الرجل أحد أهم الألغاز في عصرنا الحالي، وهو من الذين يبقون في الظل، ولكنه في الوقت عينه يقف تحت الأنوار الساطعة، وهو محط اهتمام الجميع، لذلك لا يوجد أي شيء يتحرك في الفورمولا ـ 1 من دون علمه، ومن دون موافقته. ولد بيرني في أكتوبر 1930، وقد مرت ستون عاماً منذ أن اشتهر هذا الشاب عندما كان يشارك في سباقات الدراجات النارية، معشوقته الأولى، على حلبة براندزهاتش في عام 1947، قبل أن يتحول للجلوس خلف مقود سيارات الفورمولا- 3 500 سي، سي، التي توازي اليوم سباقات فورمولا 3، في حقبة الخمسينيات، ما دفع ببريطانيا إلى قمة رياضة السيارات، وإلى قمة المصممين، والفرق والسائقين أصحاب المواهب المدهشة. الدراجات النارية لعبت دوراً مهماً في نهايته خلال حقبة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ليؤسس بعدها شركة كبيرة في بيكسلايهيث، 20 كيلومتراً شمال لندن، أطلق عليها كومبتون آند إيكليستون، وقد كانت تعكس صورة متحضرة عن هذه الرياضة. العديد من الروايات تروى عن هذا الرجل الذي يُقال أنه دخل مرة إلى معمل برابهام، ووجد أنه تم تركيب هاتف على الحائط بشكل خاطئ، فأقدم على تحطيم الهاتف، وصرخ طالباً إعادة تركيبه بطريقة صحيحة وإلا سيقفل المصنع. في منتصف الخمسينيات، ظهر إيكليستون ككشاف مواهب، صاحب عيون حادة وبصيرة مستقبلية، لرعاية المواهب البريطانية الشابة على غرار السائق ستيوارت لويس ـ إيفانس، الذي أحد أكثر سائقي الفورمولا ـ 1 موهبة في تلك الحقبة، قبل أن ينجو من الموت خلال سباق جائزة المغرب الكبرى 1958. بيرني عاد خلال حقبة الستينيات بالموهبة الرائعة الأخرى للرياضة، وهو السائق النمساوي يوخن رانت. وتحت توجيه إيكليستون تطور رانت وتمكن من الفوز ببطولة العالم للفورمولا - 1 عام 1970 وسجل التاريخ أن رانت فاز باللقب بعدما لقي مصرعه خلال التمارين التي سبقت سباق جائزة إيطاليا الكبرى. ومرة جديدة قام إيكليستون بشراء فريق آخر يدعى برابهام عام 1971، وحقق معه النجاح على مدى طويل، ومع فريق رائع يضم في صفوفه مهندسين متفوقين، مثل هيربي بلاش وشارلي وايتيج، يشغلان حالياً مناصب مهمة في الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، وعبقري التصميم الجنوب أفريقي جوردون موراي، بات فريق برابهام قوة يحسب لها ألف حساب، مع سائقين مثل كارلوس بايس، كارلوس راويتيمان، جون واتسون ونيكي لاودا خلال حقبة السبعينيات، ومن ثم برز النجم نيلسون بيكيت الذي قاد السيارة التي صممها موراي للفوز ببطولة العالم عامي 1981 و1983. في الوقت عينه، كان إيكليستون يؤسس لدفع الفورمولا ـ 1 إلى المستقبل، فأشعل ثورة من ناحية الترويج، الترفيه، وخلق بلايين الدولارات سنوياً كعائدات، وأدار هذه الرياضة، كما يفعل اليوم، مع حماس، متعصب للنجاح، لذا أطلق عليه لقب “الديكتاتور”. ويحرص الإعلاميون دائماً على لقاء الرجل المثير للجدل في سباقات الفورمولا - 1 للحديث معه عن رياضة المحركات، ودائماً يجيب بكلمات مقتضبة مثل “يمكن، لا أدري، لا، لا تعليق” وغيرها من الكلمات القصيرة، ولكنها في الوقت نفسه مهمة وذات دلالة، هو رجل قليل الكلام كثير الأفعال. وطرح مالك الحقوق التجارية فكرة “الأمطار الاصطناعية”، بهدف إبعاد الملل عن السباقات التي تقام في أجواء مناخية عادية على حسب قوله، وأوضح في تصريحات سابقة أن التجاوز على الحلبة أصبح أكثر صعوبة وندرة، ما يدفع مشجعو الفئة الأولى إلى تمني سقوط الأمطار، لأن ذلك يخلط الأوراق في أي سباق. وتحدث ايكليستون عن هذا الموضوع مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للسيارات، قائلاً “التجاوز شبه مستحيل على الحلبة الجافة، لأنه لا يوجد سوى خط مستقيم واحد تصل فيه السيارات إلى سرعتها القصوى بسبب مطاط الإطارات الملتصق بالمسار، ولكن الصورة تكون مختلفة تماماً عندما تكون الحلبة مبتلة، لطالما حظينا بأكثر السباقات إثارة في الطقس الماطر، وبالتالي لنفكر بصناعة المطر”. وتابع: “هناك حلبات بإمكانك أن تلجأ فيها إلى البلل الاصطناعي، وسيكون من السهل أن نحصل على أجهزة مماثلة في عدد من الحلبات، فلماذا لا نجعلها “تمطر” في منتصف السباق؟ لمدة 20 دقيقة أو في اللفات العشر الأخيرة؟ ربما مع تحذير يصدر قبل دقيقتين، ستكون الإثارة مضمونة وينطبق الوضع على الجميع (السائقين)”. من جهة أخرى، جدد ايكليستون رغبته في منح الفائز بالسباق ميدالية ذهبية عوضاً عن نظام النقاط المعتمد حالياً، وهو كان يمني النفس بتحديد هوية بطل العالم استناداً إلى نظام الميداليات اعتباراً من الموسم 2009 لكن الفرق رفضت اقتراحه. وتحدث ايكليستون عن هذه المسألة قائلاً “التزم بها - لنعتمد الميداليات عوضاً عن النقاط. السائقون يريدون الفوز ولا يسابقون من أجل المركز الثاني، الثالث أو الرابع، فلنعتمد نظاماً، حيث يلعب الفوز الدور الأهم”. واحتفل ايكليستون، بميلاده الثاني والثمانين الأسبوع الماضي في العاصمة الهندية نيودلهي، وبدا في حالة جيدة، مستبعداً أي فكرة للاعتزال في الوقت الحالي. وقال ايكليستون أمام حشد من الصحفيين والمصورين “التقاعد، ليس الآن”، بعد أن تلقى هدية من منظمي سباق جائزة الهند الكبرى على حلبة بودا في نيودلهي. وتابع “عندما لا أعود قادراً على الوصول، يمكن أن نغير بعض الأشياء، لكن آمل أن يكون ذلك بعيداً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©