الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفلبين تدفن ضحايا «هايان» في مقابر جماعية

الفلبين تدفن ضحايا «هايان» في مقابر جماعية
15 نوفمبر 2013 00:37
مانيلا (وكالات) - طالبت الأمم المتحدة امس بتسريع المساعدة إلى المنكوبين بإعصار “هايان” في الفلبين، واصفة الوضع بأنه مفجع. وقالت منسقة شؤون الإغاثة في المنظمة الدولية فاليري اموس، بالتزامن مع بدء مدينة تاكلوبان المدمرة بشكل شبه كامل دفن جثث عدد كبير من ضحايا الكارثة في حفر جماعية “أعتقد أننا جميعا متأثرون جدا لأننا في اليوم السادس ولم نتمكن من الوصول إلى الجميع”، مقرة بان المساعدات لم تبلغ مناطق سكانها بأمس الحاجة للمساعدة”، لكنها أضافت “انه في الساعات الـ 48 المقبلة، سيتغير هذا الوضع بشكل واضح”. ويحاول الآلاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية الفرار في رحلات جوية نادرة. في حين أن الجثث لا تزال تحت انقاض المباني المدمرة في المدينة، الأمر الذي ينذر بمخاطر صحية. وقالت اموس التي تفقدت المدينة الواقعة في جزيرة لييتي “الذين تمكنوا من المغادرة قاموا بذلك، وكثيرون غيرهم يحاولون..الناس بحاجة ماسة للمساعدة..يجب أن نقدم لهم المساعدة الآن..باتوا يقولون إنها تأخذ وقتا طويلا للوصول..أولويتنا الفورية التأكد من سرعة توزيعها”. ودفنت جثث عشرات من ضحايا الإعصار امس في مقبرتين جماعيتين خارج تاكلوبان المدمرة بشكل شبه كامل، واحدة للجثث التي تم التعرف إليها، والثانية لتلك التي لم يتم التعرف إلى أصحابها، والتي تم رفع البصمات عنها في محاولة للاستفادة منها في وقت لاحق. لكن العملية توقفت بسبب عطل في إحدى جرافتين. وقال رئيس البلدية الفرد روموالديز “لا يزال هناك الكثير من الجثث في أماكن كثيرة..هذا أمر مخيف”. ولا تزال روائح الجثث المتحللة المنتشرة على الطرقات تنتشر في الهواء، ما يثير مخاوف من انتشار أمراض. وأوضح روموالديز “نتلقى طلبا من قرية لجمع خمس أو عشر جثث لكن عندما نصل إلى القرية يكون هناك 40 جثة”. وأشارت آخر حصيلة رسمية إلى تسجيل مصرع 2357 شخصا واعتبار 77 آخرين في عداد المفقودين. وانتظمت عمليات سحب الجثث تدريجيا في تاكلوبان، لكن السلطات المحلية بحاجة للمساعدة، وفق روموالديز الذي طالب بمزيد من العناصر والمعدات، خصوصا في مجال النقل. وقال “لا استطيع استخدام شاحنة لجمع الجثث صباحا واستخدامها لتوزيع المساعدات بعد الظهر”. واقر امين عام الحكومة رينيه الميندراس بأن أعداد الضحايا تفوق طاقة السلطات على التحرك، وقال “إن السبب الذي توقف من اجله جمع الجثث هو أننا وجدنا انفسنا أمام نقص في أكياس الجثث”، مضيفا “لكن لدينا حاليا 4 آلاف كيس..نعمل على أن يكون لدينا عدد من هذه الأكياس اكبر من المطلوب”. ويتهافت الآلاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية يوميا إلى مطار تاكلوبان المدمر آملين في الحصول على مقاعد في الرحلات الجوية النادرة المغادرة منه. وروى المسؤول في الطيران المدني ايفرين ناغارما “أن أناسا مشوا لأيام عدة من دون مأكل للوصول إلى هنا وانتظار ساعات أو أيام حتى تحت المطر”. وأضاف “أن الناس يتم دفعهم إلى نقطة اللاعودة..انهم يرون طائرات مساعدات لكنهم لا يستطيعون الحصول على غذاء أو المغادرة..إنها فوضى”. ويواجه الناجون، كارثة بطيئة لكنها مؤلمة في الآن نفسه. فهم هائمون على وجوههم في مناطق مدمرة، ينقصهم الماء والطعام والأدوية، ودائما ما يتردد في آذانهم صدى طلقات الأعيرة النارية. وتقدر المنظمة العالمية للصحة ان عددا كبيرا من الناجين يعانون من إصابات يتعين معالجتها. وتسهل الحرارة والرطوبة السائدتان في الفلبين العدوى التي سرعان ما تتفشى وتكون بالتالي قاضية في الظروف الراهنة. ويسود التخوف من سرعة تفشي الأمراض المعدية في أماكن نادرة يتكدس فيها الناجون، ويتخوف الأطباء خصوصا من أوبئة الإسهال بسبب نقص مياه الشرب. وتتخوف المنظمة العالمية للصحة من مواجهة صعوبات حتى في تقديم العناية الصحية الأولية. إلى ذلك، واصل الجيش الأميركي امس تعزيز الإمكانيات التي قدمها لإغاثة المنكوبين في الفلبين مع إرسال 12 طائرة ومروحية إضافية. وقال بيان لسلاح البحرية “إن أربع طائرات أم في-22 اوسبراي إضافية أقلعت من اوكيناوا (اليابان) باتجاه المناطق المنكوبة، ما يرفع إلى ثماني عدد هذه الطائرات التي تقوم بعمليات إغاثة”. وتتمتع هذه الآلية وهي نصف طائرة ونصف مروحية، بقدرة على النقل وبإمكانها أن تجتاز مسافات تزيد اربع مرات عن المسافات التي تقطعها المروحيات العادية وبسرعة اكبر. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت ثماني طائرات شحن هيركل من طراز أم سي-130 ما يرفع إلى 12 عدد هذه الطائرات التي تنقل مواد إغاثة من مياه ومواد غذائية. وأضافت البحرية الأميركية أن حوالى 60 طنا من المساعدات قد سلمت. ووصلت حاملة الطائرات الأميركية جورج واشنطن التي يواكبها طرادان ومدمرة وتنقل ما مجموعه 15 مروحية، بالإضافة إلى عشرات الطائرات وكميات كبيرة من مياه الشرب إلى المنطقة امس. بينما أبحرت مدمرة أخرى واربع سفن تموين إلى المناطق المنكوبة بينها سفينتان برمائيتان هما يو اس اس جيرمانتاون ويو اس اس اشلاند مجهزتان بقوارب إنزال ومعدات طبية ووحدات لإنتاج مياه الشرب ينتظر أن تصل إلى الفلبين خلال ستة أيام تقريبا. ووعدت استراليا امس بتقديم 20 مليون دولار أسترالي إضافية (14 مليون يورو) لمساعدة الفلبين بعد مرور الإعصار المدمر فيها، وأوضحت أنها ستزيد من تعزيزاتها العسكرية الموجودة على الأرض. وقال مكتب رئيس الوزراء توني ابوت “بوصفها صديقا وجارا، تقف استراليا إلى جانب الفلبين التي تواجه كارثة إنسانية”. وخصصت الأموال التي وعدت بها استراليا لشراء وجبات غذائية عاجلة للسكان وتقديم الحاجات الصحية وحماية الأطفال، بالإضافة إلى دعم لوجستي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©