الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
22 مارس 2009 02:52
بعيداً عن المعاناة اليومية، وخارج حدود التعب المضني الذي تستوجبه عملية انتظار سيارة الأجرة تحت الشمس الحارقة، وفي كنف الحر الاستثنائي، أريد البحث بعقلانية وموضوعية عن الأسباب التي تدفع سائقي التاكسي (القديمين منهم للدقة)، إلى النظر نحوي بشيء من الشماتة والانتصار، كلما أشرت لأحدهم طالباً منه التوقف، وتمَّنع عن ذلك، وهو غالباً ما يفعل·· لسبب أو آخر· ما هي العوامل التي تجعل العلاقة بيننا أنا وسائق التاكسي عدائية الطابع، والتي تحيل كل تماس نظري (يتكرر يومياً لمرات عدة) إلى معركة تحتاج، ككل معركة أخرى، إلى منتصر ومهزوم، وغالباً ما أكون أنا ذلك الأخير· أيضاً كيف يمكنه، وهو الرجل الذي أكاد أوقن بحجم معاناته، أن يتحرر، ولو مؤقتاً، من صعوبات العيش وإحباطات الحياة المتعددة بمجرد أن أومئ له بيدي فيرد عليَّ ناظراً نحوي شذراً قبل أن يمضي مسرعاً، وشيء من إشارات الفرح والفوز يموج في عينيه؟ أسئلة كثيرة تجول في خاطري مع قطرات العرق المتصببة، ووفرة الأماني المندثرة تحت عجلات سيارات الأجرة العابرة، حيث تكاد كل منها أن تكون حلماً جميلاً أصحو منه على صفعة مؤلمة، صفعة قوامها نظرة شامتة، وانطلاقة مسرعة·· زين يوسف ننشر مقالات القراء التي نستقبلها على هذا الإيميل dunia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©