إبراهيم سليم (أبوظبي) - توقع مستشفى توام بأبوظبي اكتشاف 1600 حالة جديدة لمصابين بأمراض سرطانية خلال العام الجاري، بزيادة 100 حالة عن العام الماضي الذي تم خلاله اكتشاف 1500 حالة، فيما استقبل المستشفى 100 طفل يعانون أوراماً سرطانية، 60% منهم مرضى بـ “اللوكيميا”، بحسب الدكتور محمد جالودي رئيس قسم الأورام في المستشفى، ورئيس مؤتمر الإمارات للأورام، الذي انطلقت دورته الثانية أمس، في قصر الإمارات بأبوظبي.
وأرجع جالودي زيادة عدد الحالات المكتشفة إلى إجراء الفحص المبكر، الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الوعي بين الجمهور، لافتاً إلى أن هناك 400 إصابة حديثة بسرطان الثدي تم تسجيلها في توام العام الماضي، متوقعا زيادتها، بسبب الحملات التي يتم تنفيذها على مستوى الدولة، من خلال هيئة الصحة في أبوظبي.
واستقطب المؤتمر الذي ينظمه مستشفى توام بالاشتراك مع جونز هوبكنز الطبية، وشركة أبو ظبي للخدمات الصحية “صحة”،1000 مندوب من قطاعات الرعاية الصحية من مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة.
وتضمن اليوم الافتتاحي للمؤتمر أمس، 33 جلسة علمية تحدث فيها 28 متخصصاً في علم الأورام الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية، فيما يناقش المؤتمر 65 ورقة عمل تعرض للمرة الأولى، من إجمالي 120 ورقة وبحث علمي مقدمة.
وقال جالودي لـ “الاتحاد” على هامش المؤتمر، إن المنطقة تفتقر إلى أبحاث علمية كافية تتعلق بالمرض، بخلاف الغرب، ولابد من تضافر الجهود والتركيز على أبحاث علمية متخصصة، بعد أن تبين وجود اختلافات بين أنواع السرطان، منوهاً بأن سرطان الثدي على سبيل المثال بدأ يظهر عند النساء في منطقتنا العربية دون سن الأربعين، بينما في الغرب فوق الـ 55 سنة، مشيراً إلى أن هناك نحو 5% زيادة تقريبية في عدد الحالات المكتشفة بوجه عام في الدولة. وقال، “70% من المصابين بأورام سرطانية في القولون يمكن شفاؤهم نهائياً، وكلما تطور المرض انخفضت نسب الشفاء، منوهاً بوجود 55 حالة تعاني سرطان الرئة في توام، لافتاً إلى وجود علاج عبارة عن حبوب ساهم في شفاء المرضى الذين يعانون أوراماً سرطانية معينة بالقولون.
وأضاف رئيس المؤتمر “لقد وضعنا معايير عالية المستوى في العام الماضي، ونتوقع الحفاظ على تلك المعايير مع سعينا الدائم للتميز، كما تم وضع البرنامج بحيث تتم مناقشة جميع التخصصات الفرعية الرئيسية تقريباً في علم الأورام خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر، وستزود عروض الخبراء العالميين المعروفين وحلقات النقاش الحضور بأحدث المعلومات حول أفضل الممارسات والتطورات في مجال أبحاث وتشخيص وعلاج السرطان، والتي ستساعد على تطوير قدرات المشاركين السريرية، وإتاحة الفرصة لهم بالتفاعل مع الرواد في مجال علم الأورام”.
ويُسلط المؤتمر الضوء على مساحة واسعة من الأمراض المتصلة بالأورام، بدءاً من علم الأوبئة إلى علاج السرطان والعلاج الوقائي والرعاية الملطفة، كما ستشهد الجلسات الرئيسة معلومات حول آخر ما توصلت إليه العلوم الطبيـة في مجال أورام الثدي والرئة والجهاز الهضمي، والجهاز البولي والتناسلي، وأمراض النساء، وأمراض الدم الخبيثـة، وطب أورام وأمراض دم الأطفال، والرعاية الملطفة وتمريض الأورام، هذا وجديدنا في مؤتمر هذا العام جلسات مستقلة خاصة بالتجارب السريرية، وسجل السرطان.
وأكد راشد سيف القبيسي المدير العام بشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، في كلمته أمام المؤتمر، أن الإمارات ملتزمة بتطبيق أفضل الممارسات العالمية المعمول بها في مجال الرعاية الصحية والطبية المتقدمة، خاصة رعاية مرضى السرطان، لافتاً إلى وضع وضع منهاج شامل لتوفير الرعاية الصحية المثلى للمرضى.
وأشار إلى حرص شركة “صحة” وبدعم من القيادة على توفير كل السبل من أجل توفير الرعاية الصحية لمرضى السرطان فعمدت ومنذ عام 2007 إلى افتتاح مركز العناية بصحة الثدي الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات، ومجهز بأحدث الأجهزة الطبية للفحص والتشخيص؛ إلى جانب إطلاق وحدة متنقلة لتصوير الثدي بالأشعة (الماموجرام). وأضاف: قام المركز، من خلال برنامج وحدة تصوير الثدي بالأشعة خلال العام الماضي بزيارة 65 موقعاً، فحص قرابة 1700 امرأة، فيما تتطلع شركة صحة ومن خلال مستشفى توام لإجراء الفحوص الاستقصائية للكشف المبكر عن السرطان بنسبة 100 % من النساء في مدينة أبوظبي.
وقال ستيفن سبان رئيس الأطباء، في كلمته الافتتاحية، نشكر شركة صحة على رؤيتها، وعلى ترحيبها وتشجيعها لنا على تنظيم المؤتمر واستضافته، ولولا دعمها لم نكن لنتمكن من إقامته، وسيقوم شريكنا “مؤسسة جونز هوبكنز الطبية” بتزويدنا بآخر ما توصلت إليه أبحاثهم الطبية في مجال علاج ورعاية مرضى السرطان، كما سيُوفد إلينا مجموعة من أطبائهم المرموقين في هذا المجال.
عدد اليوم
