السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل تعزف لحن التراث في مهرجان الشيخ زايد

أنامل تعزف لحن التراث في مهرجان الشيخ زايد
28 نوفمبر 2014 00:45
أحمد السعداوي (أبوظبي) انتشرت الحرف التراثية في أرجاء مهرجان الشيخ زايد التراثي، لتكشف عن براعة أبناء الإمارات في الصناعات والحرف اليدوية التي امتهونها منذ القدم، واستطاعوا تقديمها في إطار جذاب ومبهر ضمن فعاليات الكرنفال التراثي المقام بمنطقة الوثبة حتى الثاني عشر من ديسمبر المقبل، متيحاً الفرصة امام الجميع لمطالعة مفردات الموروث المحلي الإماراتي. ورشة كبيرة وجعل وجود عدد كبير من الحرف والمشغولات اليدوية من ساحة المهرجان ورشة كبيرة تبرهن على قدرة الإنسان الإماراتي على تطويع البيئة المحيطة به، عبر ابتكار أساليب جعلته سيداً على الصحراء وقادراً على تسيير أمور حياته بشكل أكثر سهولة ويسراً. تنفيش الصوف وصناعة الغزل، من أكثر الحرف ارتباطاً بالبيئة البدوية وبرعت فيها المرأة الإماراتية، وعن هذه الحرفة تقول، الوالدة شما الرميثي، إنها تعلمتها عن طريق والدتها ونساء الأسرة، موضحة أن هذه الحرفة كان لها قيمة وأهمية كبيرة في المجتمع البدوي، نظراً لاستخدام الخيوط المصنوعة من الغزل في غالبية الأدوات التي يستخدمها ساكني الصحراء ومن الاشياء التي تعتبر فيها خيوط الغزل عامل رئيسي في شغلها، بيوت الشعر وهي مسكن أهل الصحراء، والخري «الخرج»، الذي يوضع على جانبي الدابة وكثيرا ما يوضع على ظهر الجمل ويوضع به المعدات الخفيفة للبدو في السفر، كما يصنع من غزل الصوف عتاد الإبل وهي الأدوات المرتبطة بها مثل الأدوات الخاصة بركوب واقتياد الإبل. وتلفت إلى أن عملية نفش وغزل الصوف تحتاج صبرا ممن تمارسها كونها لا تستطيع عمل سوى متر أو مترين يومياً على أقصى تقدير، ومن ثم فإن «لفة» الخيط المصنوع من غزل الصوف والتي يمكن استخدامها في أي من الأغراض السابقة تحتاج إلى فترة عمل ربما تتجاوز الشهر في كثير من الأحوال، والأدوات المستخدمة في غزل الصوف بسيطة وتتمثل في مغزل خشبي تمسكه الصانعة بيدها، وعصا مثبتة في الأرض يتم وضع الصوف عليها، ثم التعامل معه بواسطة المغزل حتى يصير خيوطاً يمكن استخدامها فيما بعد. صناعة الخوص أما صناعة الخوص، فقد برعت في عرضها إلى جموع الزائرين لمهرجان الشيخ زايد، الوالدة أم خالد الشحي، وذكرت أن الخوص وغيره من منتجات النخيل، كانت ولا تزال مصدراً للعديد من الأدوات التي يستخدمها الإماراتيون سواء داخل المنزل أو خارجه، وتتنوع منتجات الخوص بحسب الحاجة، ومنها أدوات لحفظ الطعام، ومنها ما يستخدم في أغراض الزينة والديكور، مبينة أن الكثير من أبناء الإمارات والسائحين الأجانب لازالوا حريصين على اقتناء هذه المنتجات وتزيين منازلهم بها. السدو روضة عيسى المنصوري، قدمت درساً عملياً في فنون استخدام السدو الذي يشبه آلة النول التقليدية موضحت أنها تمارس تلك المهنة منذ 25 عاماً، واصفاً إياها بأنها تتطلب صبرا مثل غيرها من أنواع الحرف اليدوية، غير أن أجمل ما فيها، أنها تنتج أشكالا وألوانا متعددة من الأبسطة التي يستخدمها أهل الصحراء، ومن أشهر تلك الأبسطة ما يعرف بالـ «العشيرية»، وهي عبارة عن سجادة كبيرة مكونة من ثلاث قطع طولية يتم استخدامها بشكل معين حتى تستخدم كفاصل في الخيمة بين مجلس السيدات ومجلس الرجال، أو بين المجلس وغرفة النوم في الخيمة الواحدة، «الساحة» وهي قطعة مستطيلة منقوشة بخطوط متعرجة يتم وضعها على ظهر الجمل. كما تستخدم منتجات السدو في صناعة بيوت الشعر، اعتماداً على صوف الجمال الذي يتميز بقدرته على تحمل الأجواء الصحراوية سواء حر شديد أو بارد قارس في الليالي الباردة. صناعة الشباك أما جمعة الشحي الذي كان يتفنن في صناعة أنواع من الشباك المختلفة التي كان ولا يزال العديد من أهل البحر يستخدمونها في الصيد، فقال إنه عرف العمل في البحر قبل نحو 40 عاماً وخلال هذه الفترة الطويلة من عمره تعلم الكثير من الصناعات المرتبطة بالبحر، سواء الشباك أو صناعة الجراجير وحتى بعض أنواع السفن، التي يصفها بأنها كانت أهم المصادر التجارية لأهل الإمارات عبر مئات السنين كونهم كانوا يستخدمونها في صيد الأسماك والغوص عن اللؤلؤ، وكذا التبادل التجاري مع الدول الأخرى المرتبطة بحدود بحرية مع الإمارات وسكان الخليج، وحرفة صناعة السفن تسمى «الجلافة» والصانع «الجلاف». ومن أنواع هذه السفن، «الشاشة» وتستخدم في صيد السمك واللؤلؤ من المياه القريبة من الساحل، كونها عبارة عن مركب صغير مصنوع من الجريد وبداخلها كرب النخل، ومن ممزيات الشاشة قلة تكلفتها في الصنعة، فيستطيع كثير من الناس العاديين امتلاكها، كما أنها آمنة ولا تغطس في البحر أبداً لأن الموج يعلوها ويبتعد عنها دون أن يغرقها، لأن الماء يتسرب بين الكرب والجريد. الجلبوت والسنبوك «الجالبوت» من سفن الغوص الرئيسية التي امتلكها العديد من أهل الإمارات، وتتميز بكثرة عدد المجاديف المستخدمة فيها ويجري تصميمها بشكل يقاوم الغرق في المياه البعيدة، بحيث لا يمكن للماء تخطي مقدمتها، أما «البوم» تتميز بشكلها الانسيابي وسرعتها قياسا إلى السفن الأخرى، فضلاً عن أنه يمكن استخدامها في الصيد والغوص ونقل البضائع بين الأماكن القريبة. أما «السنبوك»، وهي سفينة كبيرة الحجم واستخدمت في أغراض الغوص عن اللؤلؤ وصيد السمك والتجارة مع الأماكن البعيدة وهي من أول أنواع السفن التي استخدمها أهل الإمارات، حيث كانوا يسافرون بها إلى الهند ويستبدلون اللؤلؤ بأنواع أخرى من البضائع يعودون بها إلى الإمارات. كادر// خيوط التلي قالت هند الحميدي إن التلي يصنع باستخدام بكرات الخيوط و«الكاجوجة»، وكانت حرفة مهمة لدى كثير من النساء يمارسنها خلال سفر الرجال في رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ. صناعة الحبال صناعة الحبال، من الحرف المميزة التي كان لها حضورها في ساحات المهرجان، ويقول عنها الوالد سعيد حميد البادع، إنه يعتمد في صناعة الحابول على ليف النخيل بعد تجفيفه، حيث يقوم بفركه ثم فتله في مجموعات صغيرة تسمى «ميل»، ثم يضم بعضه إلى بعض عن طريق الفتل أيضاً حتى يصنع منه أنواعاً مختلفة من الحبال، ومنه «الحابول»، وهو الحب الذي يستخدمه جامع التمر ومتسلق النخيل والمعروف باسم «الجدّيد»، و«الكفة» والتي يسند إليها طالع النخل ظهره، وهي مربوطة في الحابول، والـ«طوع» الذي يدخل في الكفة. ويذكرأنه تعلم من والده هذه الحرفة عن طريق المشاهدة في سنوات الطفولة، وكانت هذه المهنة قديماً مطلوبة في المجتمعات البدوية لأنها الوسيلة الوحيدة التي تساعدهم على الاستفادة من منتجات النخيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©