الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شكسبير الإمارات» عمره 16 عاماً و«مذكرات الرعب» أولى رواياته

«شكسبير الإمارات» عمره 16 عاماً و«مذكرات الرعب» أولى رواياته
28 نوفمبر 2014 02:23
أشرف جمعة (أبوظبي) «أقوى وأقدم عاطفة في الكيان البشري هي الرعب، وأقدم نوع من الرعب هو الخوف من المجهول»، بهذه العبارة استهل الأديب الإماراتي الصغير محمد سيف الواحدي حياته الأديبة فأصدر أول عمل روائي وهو لم يتعد بعد الـ16 عاماً لتتـــوزع روايته عبر موقع «أومازون دوت كوم» وتصبح «مذكرات الرعب» وقصص أخرى» التي صـدرت باللغة الإنجليزية في أميركا مرحلة مهمة في حياته. ومن ثم جذب نظر الطفل والمثقف الأوروبي إلى مبدع صغير يبدأ حياته الأدبية بدعم كامل من والده الذي يدرس الدكتوراه- في قانون العقوبات في بريطانيا- ومن معلميه في المدرسة، ومن خلال الدعم الذي يجده من المسابقات الوطنية التي حاز فيها المركز الأول. أجواء عائلية استفاد الشاب محمد الواحدي، الذي يودع سنوات الطفولة وينطلق نحو مرحلة تلوين الحلم، من الأجواء العائلية التي غذت عقله بالثقافات الإنسانية المختلفة، خصوصاً القصص القصيرة التي كان يحرص على قراءتها في طفــولته الباكرة، غير أنه يدين بالفضل للمدارس الحكومية التي تعلم فيها، وأحاطه فيها المعلمون بالاهتمام، نظراً لموهبته في السرد وبراعته في التصوير،. ويذكر أنه عندما اعترف أساتذته في المدرسة بموهبته في الكتابة طلبوا منه أن يلخص لهم بعض القصص العالمية حتى يطلع على فنيات الكتابة الأدبية، وهو ما كان أحد العوامل الخصيبة التي دربته على اكتشاف مواطن الإبداع. محفوظ وشكسبير ويقول الواحدي: «عندما وجدت قصصي القصيرة تطول مني بعض الشيء شعرت بأنني أستطيع كتابة الراوية، خصوصاً أنني اطلعت على نماذج عليا في هذا الفن لكتاب عالميين في الوطن العربي وفي الغرب، مثل نجيب محفوظ وشكسبير وغيرهما ومنذ عامين تقريباً وفي أثناء وجودي في بريطانيا شرعت في كتابة روايتي الأولى التي تحمل عنوان «Memorabilia Of The Horror -Other Tales Of Terror» وحرصت على كتاباتها باللغة الإنجليزية حتى يتواصل معي جمهور غربي من الصغار والكبار، مؤكداً أنه فور تقديم الرواية لإحدى دور النشر في أميركا تزايد الطلب عليها بصورة غير متوقعة وهو ما أعطاه دفعة معنوية عالية. تصورات مرعبة وينظر محمد الواحدي إلى ثيمة الرعب في الأدب العالمي على أنها هى الأقوى في اجتذاب القراء بوجه عام والقارئ الصغير بوجه خاص، وهو ما جعله يلون قصصه القصيرة بمشاهد الخوف ومحاولة الإفلات مما يهدد مشاعر الإنسان وما تحيكه الطبيعة من أشياء مخيفة بعض الشيء في الوجدان. وكذلك كم التصـــورات المرعبة التي تسيطر على الأطفـال، والتي تدعوهم للخوف من الظلمة والغول والعنقاء والخرافات وبعض الأساطير، لذا بدأ مؤلفه الأول بعدد من القصص القصـــيرة ثم الرواية ثم مجموعة أخرى من القصص التي تستوحي بيئة الرعب في مشاهد متشــــابكة تحتــــاج إلى قدرة إبداعية في تضفير أحداثها على نحو ما. سلسلة أدبية وعن الملامح التي شكلت أسلوبه الأدبي ونمت لديه الخيال يوضح الواحدي أنه تأثر بسلسلة أدبية شهيرة تحمل عنوان «horrid henry» للمؤلفة البريطانية فرنسيسكا سيمون التي تلقت منه العديد من الرسائل التي كانت تحمل في مضمونها مشاعر الإعجاب بما تكتب، ويلفت إلى أنه من الأشياء الطريفة التي حدثت من خلال المراسلات بينه وبين هذه الكاتبة أنها ضمنت بعض النكات التي أرسلها لها من وحي بيئته المحلية في بعض رواياتها خصوصاً، وأنها كانت تعتمد على هذا اللون الفكاهي في كتاباتها، ويرى الواحدي أنه تمنى أن يكون حينها من الأدباء المشهورين عالمياً. مؤلفات عربية وحول مشروعاته الأدبية المقبلة يشير محمد الواحدي إلى أنه سيختزل الحياة الإماراتية بكل ما تحفل به من زخم تاريخي وإنساني وما تشمل من قصص لها جذور عميقة في طبيعة الأرض، بحيث يوظفها في كتابة أعمال أدبية تتنوع ما بين القصة القصيرة والرواية، حتى يتعرف القارئ الغربي على طبيعة الحياة الإماراتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، كما أنه يحلم بأن يكون خير من يروج للثقافة الإماراتية في أسواق الأدب العالمية، وعلى الرغم من أنه يكتب بالإنجليزية، إلا أنه يؤكد أنه لن يهمل إبداعه بلغته الأصلية وسوف يضع مؤلفات بالعربية في المرحلة المقبلة. قصة طريفة يجزم الواحدي بأن هواياته الأدبية ستقوده للالتحاق بإحدى الجامعات العالمية التي راسلها بالفعل ،وطلبت منه أن يستمر في تعميق ملامح إبداعه، لافتاً إلى أن والده بمثابة محرك البحث جوجل في داخله الذي يحرضه على الإبداع ويأخذ بيده إلى المستقبل، ويشير إلى أنه عندما كان في اسكتلندا مع والده، واستطاع الوالد أن يصيد من إحدى الجزر أسماك سردين كبيرة، والتف حوله الناس لكون موسم الصيد آنذاك شحيحاً، وطلبت منه الصحافة أن يكتب لها قصة هذا الصيد الثمين، فطلب الأب من محمد أن يكتب كلمات موجزة حول هذا الأمر، لكن خيال الابن طاف، وكتب قصة بديعة ضمنها فيما بعد بكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©