الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شمس 1» ترفع الإنتاج المستهدف إلى 213 جيجاواط خلال 2016

«شمس 1» ترفع الإنتاج المستهدف إلى 213 جيجاواط خلال 2016
17 مارس 2016 15:55
سيد الحجار(أبوظبي) رفعت محطة «شمس 1» للطاقة الشمسية في المنطقة الغربية في أبوظبي، الطاقة الإنتاجية المستهدفة بنحو 1,5% إلى 213 جيجاواط خلال العام الحالي، مقابل نحو 210 جيجاواط العام الماضي، بحسب عبدالعزيز العبيدلي المدير العام لشركة شمس للطاقة التابعة لـ «مصدر». وقال العبيدلي، للصحفيين، خلال جولة نظمتها الشركة في مقر المحطة بالمنطقة الغربية أمس، إن المحطة سجلت زيادة في حجم إنتاجها بنحو 3% العام الماضي، لتضيف 216 جيجاواط ساعة من الكهرباء النظيفة، رغم أن المستهدف كان 210 جيجاواط فقط. وأضاف أن تجاوز المستهدف خلال العام الماضي، شجع الشركة على رفع الطاقة الإنتاجية خلال 2016 إلى 213 جيجاواط، متوقعاً تجاوز المعدلات الإنتاجية التي تم تسجيلها العام الماضي، لاسيما بعد أن سجلت المحطة معدلات إنتاج خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، تتجاوز إنتاج ذات الفترة من العام الماضي. وأوضح العبيدلي أن حجم الإنتاج بالمحطة يتباين من شهر لآخر، موضحاً أن البعض يتوقع ارتفاع الإنتاج خلال شهري يونيو يوليو بسبب زيادة الطاقة الشمسية، لكن الواقع يكشف خلاف ذلك، حيث غالبا ما يؤدي انتشار الغبار والأتربة خلال أشهر الصيف إلى تراجع حجم الإنتاج أحياناً. إلا أن العبيدلي أكد أنه بفضل تكثيف عمليات التنظيف خلال أشهر الصيف التي عادة ما ينخفض خلالها الإنتاج الشهري لكل من شهري يونيو ويوليو، وذلك بسبب شدة الرياح وشدة تركيز الغبار، تمكن المشرفون على المحطة من الحد من آثار الرياح والغبار. وأضاف أن حجم إنتاج المحطة في العام 2015 والبالغ 216 جيجاواط ساعة من الكهرباء النظيفة، تكفي لتزويد 20 ألف منزل في أبوظبي باحتياجاتها الشاملة للكهرباء على مدار العام، موضحاً أن المحطة قامت بتزويد الشبكة العامة للكهرباء في إمارة أبوظبي من خلال محطة فرعية في مدينة زايد في المنطقة الغربية. وتابع: بالإضافة إلى ذلك فإن محطة شمس1 ساهمت خلال العام الماضي في الحيلولة دون إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون (ما يساوي زرع مليون ونصف المليون شجرة أو إزاحة 20 ألف مركبة من الطرقات)، والذي يعتبر أحد الغازات الرئيسة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما يؤكد مصداقية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمساهمة بالالتزام العالمي للحد من تداعيات التغير المناخي. وبمناسبة مرور ثلاث سنوات على تشغيل المحطة، قال العبيدلي: «كانت السنوات الأولى لتشغيل محطة شمس1 للطاقة الشمسية المركزة مسطرة بالنجاحات المتتالية التي جعلت منها إحدى المحطات الأكثر كفاءة عالمياً في مجالات الإنتاج، والصيانة، والأمن والسلامة، ولاشك أن ذلك يعود إلى عوامل كثيرة من أهمها الدعم اللامحدود الذي قدمته حكومة إمارة أبوظبي من خلال مؤسساتها التنفيذية والإشرافية، بالإضافة إلى الدعم التقني من المساهمين في المشروع مثل شركة «مصدر» وشركة توتال، وأخيراً الحرفية والكفاءة العالية من فريق العمل المشرف على تشغيل المحطة». وتمتد المحطة على مساحة 2,5 كيلومتر مربع بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاواط، ضمن حقل شمسي مؤلف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ لتجميع الطاقة الشمسية، وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة. تحديات الطقس وأوضح العبيدلي أن «محطة شمس1» تعد الأولى من نوعها التي تم بناؤها وتشغيلها في قلب الصحراء، لتواجه بذلك تحديات الطقس القاسي والجاف التي يصعب التنبؤ بها، وزيادة العواصف الرملية المحملة بالأتربة والغبار. وأضاف أن مثل هذا الغبار العالق في الطبقات السفلى للغلاف الجوي يقلل من كثافة تدفق الإشعاع الشمسي إلى حد كبير، فإنه عادة ما يستقر على سطوح المرايا العاكسة مسبباً نقصاً في درجات الانعكاس، وبالتالي نقصاً في معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أن مثل هذه العواصف الرملية شديدة السرعة قد تتسبب في تحطيم المرايا والقواعد المثبتة لها إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حماية مناسبة. وأوضح العبيدلي أنه، وللتغلب على هذا التحدي، تم تصميم محطة شمس 1 للطاقة لتكون المحطة الوحيدة في العالم المحاطة بجدار كاسر للرياح ارتفاعه 7 أمتار، حيث يساهم هذا الجدار في كسر شدة الرياح وتخفيف سرعتها قبل اصطدامها بالمرايا العاكسة، وأيضاً يقف مانعاً تجاه زحف الرمال المستمر، وقد مرت على محطة شمس 1 للطاقة عواصف رملية فاقت سرعة الرياح فيها الـ 120 كم/‏ساعة، واستطاعت المحطة مقاومة مثل هذه العواصف بخسائر لا تذكر، حيث لا تتعدى الـ 0.004%. وأضاف أنه خلال العاصفة الترابية التي شهدتها الدولة الأسبوع الماضي، بلغت سرعة الرياح بالمنطقة 130 كم/‏ساعة، ورغم ذلك لم يتحطم إلا 10 مرايا فقط، من بين258 ألف مرآة بالمحطة، لتبلغ بذلك نسبة مقاومة المحطة للعاصفة 99,99%. وذكر العبيدلي أن العمر الافتراضي للمرايا يصل إلى نحو 25 عاماً على الأقل. تنظيف المرايا وفيما يتعلق بالصيانة، أشار العبيدلي إلى أهمية عمليات تنظيف الحقل الشمسي، حيث يعتبر تنظيف المرايا أحد أهم التحديات الرئيسية، وذلك بسبب الكثبان الرملية الصحراوية المحيطة بها، والكثافة العالية للغبار في الغلاف الجوي، ولذلك تقوم آليات التنظيف التي تم تصميمها خصيصاً للمشروع بتنظيف الحقل الشمسي على الأقل مرة في الأسبوع، وذلك عن طريق العمل في دوريات مسائية. وأضاف: أثمرت هذه الجهود في إبقاء سطوح المرايا العاكسة نظيفة، وحققت معدلات تنظيف تتعدى في متوسطها الـ 95%، أي تفوق المعدلات التي تم افتراضها خلال مرحلة تطوير المشروع. وبالإضافة إلى الجدار، فقد طور مهندسو المشروع آليات تنظيف متطورة تساهم في تنظيف المحطة بشكل آلي وبدون تدخل بشري، وقد أثبتت هذه الآليات فعاليتها في تحقيق مستويات عالية للتنظيف وضمان انعكاس الضوء من صفوف المرايا بكميات كبيرة. وقال العبيدلي: من التحديات الأخرى التي تمكنت شمس1 من تجاوزها بكفاءة عالية شح المياه، فجميع محطات الكهرباء التقليدية والشمسية منها تحتاج إلى تكثيف البخار الخارج من التوربين الموصول بالمولد الكهربائي، ولذا عادة ما تبنى مثل هذه المحطات بجانب بحيرات وأنهار أو على الشريط الساحلي، كما هو الحال في معظم محطات الدولة، حيث تستخدم المياه الحلوة أو المالحة لتوفير التبريد اللازم لتكثيف البخار في مكثفات توصف بأنها رطبة، لكن مثل هذه المكثفات الرطبة تستخدم كميات هائلة من المياه مما يجعلها غير مجدية للاستخدام في المحطات التي تبنى في قلب الصحراء بعيداً عن مصادر المياه، كما هو الحال في محطة شمس1. وحول كيفية تجاوز هذا التحدي، قال العبيدلي: للتغلب على شح المياه كان لابد من الإتيان بحل مبتكر، وهنا تم اتخاذ القرار باستخدام مبردات هوائية للمرة الأولى في محطة تعمل بالطاقة الشمسية، وساهم هذا القرار في الحيلولة دون استهلاك ما يقارب 200 مليون جالون من الماء بشكل سنوي». أما على صعيد الأمن والسلامة، فحققت محطة شمس للطاقة معدلات قياسية، مقارنة مع محطات شبيهة خارج الدولة، حيث لم يتم تسجيل أي إصابة تستدعي التغيب عن العمل، ويعزى ذلك إلى فاعلية برنامج الأمن والسلامة والبيئة الذي تم تبنيه من خلال إدارة شركة شمس للطاقة، بالإضافة إلى التعاون المستمر للشركة مع المؤسسات المحلية المعنية بالأمن والسلامة وإدارة الكوارث مثل إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الغربية، حيث تقوم الشركة بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني من خلال إجراء تمارين وهمية لقياس جاهزية الفريقين للاستجابة لأي طوارئ محتملة الحدوث في المحطة، وكذلك عن طريق ورش العمل المشتركة لتبادل الخبرات في مجال الأمن والسلامة والاستجابة للطوارئ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©