الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

3 آلاف و327 لاعباً من 12 إلى 18 عاماً في 31 نادياً بالإمارات

3 آلاف و327 لاعباً من 12 إلى 18 عاماً في 31 نادياً بالإمارات
18 نوفمبر 2011 00:57
تواصل «الاتحاد» في الحلقة الخامسة حديثها عن أزمة قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم التي باتت «نعمة» لدى الغرب و«نقمة» على العرب، وبعد أن رصدت «الاتحاد» تجارب دول أوروبية صاحبة باع طويل في حقل الاهتمام بتطوير المواهب والناشئين، في مقدمتها ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وهولندا، إضافة إلى تجارب ميدانية في دول عربية، كشفت إشكاليات القطاع في كل من مصر والمغرب والجزائر وتونس والسودان بصفتها الأكبر في شمال القارة السمراء من حيث المساحة والتعداد السكاني، نتصدى في هذه الحلقة لتجربة الإمارات التي تشهد بعض أنديتها نجاحات مهمة ومحورية جنبا إلى جنب مع تجارب فشل لدى بعض الأندية الأخرى، مرورا بعرض تجارب خليجية أخرى، على رأسها السعودية وقطر. ويمارس كرة القدم بالساحة الإماراتية 31 ناديا، من بينها 10 أندية فقط، يمكن وصفها بالمستقرة، بينما تتبادل 4 أندية الصعود والهبوط سنويا، وتتوافر للأندية المستقرة موارد مالية ودعم كاف يمكنها من مقاومة متطلبات الاحتراف غير أن المشكلة تكمن في تفاوت الإمكانيات بين تلك الأندية، مما مكن عدداً قليلا منها من إنشاء أكاديمياته بالمعنى العالمي، وعلى رأسها أندية الوحدة والعين والجزيرة والأهلي وهي الأكثر تخريجا للمواهب، وبعدها يأتي الوصل والشباب والشارقة ثم النصر. والمفارقة أن أندية الإمارات الـ31 تضم في كشوفها 3327 لاعباً من سن تحت 12 عاما وحتى تحت 18، يشارك منهم فعليا 2898 لاعبا فقط، ما يعني أن هناك إهمالاً في 429 لاعباً بمختلف الأندية لا يعرف أين هم ولماذا ابتعدوا عن الانتظام في التدريبات واللعب وهو ما يكشف الفجوة التي يعانيها القطاع لاسيما في غياب التنسيق بين معظم الأندية وأسر لاعبيها أو توفير إداريين يقومون بدور همزة الوصل مع الأسر نفسها. ووفق دراسة إحصائية، تنفق أندية الإمارات ما لا يقل عن مليار و100 مليون درهم في المتوسط سنويا على كرة القدم منذ إطلاق دوري المحترفين قبل 3 مواسم مضت، وهو رقم وضع الدوري الإماراتي في قمة الترتيب ليس في غرب آسيا فقط ولكن خليجيا وعربيا. وتخصص المجالس الرياضية والحكومات المحلية دعما كبيرا لدفع عجلة تطوير اللعبة عبر توفير الموارد اللازمة على الرغم من شكوى الأندية المستمر من قلة الدعم، وعلى الرغم من ذلك توجه الأندية نفسها أقل القليل لبرامج تطوير الناشئين والصرف على الأكاديميات وما يرتبط بها من مصاريف عالية. وتظهر الفجوة واضحة في الفوارق بين أندية الهواة والمحترفين، حيث تعاني الأولى من عدم قدرتها على الايفاء بمصاريف اللعبة ما دفعها لعدم الاهتمام بتتابع المراحل السنية بقطاعات الناشئين لديها، فغابت أعمار كاملة عن بعض الأندية على الرغم من وقوعها في مناطق تخدم عدداً ليس بالقليل من السكان والمقيمين، وعلى رأسها أندية الشعب الذي لا يمتلك فريقي 15 و13 سنة، والشارقة الذي لا يمتلك فريق الأشبال تحت 12 سنة، وكذلك حال الخليج وكلباء. ويفتقد نادي مسافي قطاع الناشئين كاملاً ولا يمتلك إلا 21 لاعباً فقط في سن 12 سنة، وكذلك الأمر بالنسبة لنادي الجزيرة الحمراء الذي يمتلك فريقاً واحداً، تحت 16 عاما يضم 30 لاعباً، بينما لدى نادي الحمرية فريقي 18 و13 سنة فقط، والعربي لديه فرق 18 و16 و14 سنة فقط، ولدى الذيد 3 فرق، تحت 18 و15 و13 سنة فقط. احتراف حديث ومن جانبه، اعترف محمد مطر غراب رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة والمشرف على تطبيق مشروع مجلس دبي الاستراتيجي لاستحداث أكاديميات كرة القدم وتطوير قطاعات الناشئين لكافة أندية الإمارة، بالفجوة بين فرق المحترفين والهواة، في الإمكانيات المالية والدعم، مشيرا إلى أن الاهتمام بالقاعدة والعمل على توسيع أعداد المشاركين بات مطلبا ضروريا ولا يمكن إغفاله أو الحيد عنه في سبيل الحديث عن تطوير اللعبة والنهوض بها مستقبلا. وقال: كل بناء قوي يحتاج لأساسات قوية، ونحن ندور في فلك الفرق الأولى فقط، سواء الإعلام أو الإدارات أو الجماهير، فالكل يتحدث عن الفرق الأولى ولا ينظر لأهمية قطاعات الناشئين والأكاديميات التي باتت الملاذ الوحيد أمام استمرارية الكرة الإماراتية ودفعها للتطور. وأضاف: وضع قطاعات الناشئين في منظورها الصحيح، لن يحدث من اتحاد الكرة وحده أو حتى المجالس الرياضية وحدها التي تأخذ على عاتقها التطوير والتحديث والتمسك بأسباب التطور، بل يجب أن تتفاعل جميع الحكومات والوزارات وأن يهتم الجميع بالحديث عن اللعبة وكرة القدم على أنها حياة وعالم قائم بذاته وليس مجرد نشاط ترفيهي، فالرياضية باتت من أهم مقاييس ومعايير تقدم الأمم والحضارات في العصر الحديث، وإذا لم نفعل ذلك، سنظل نصارع طواحين الهواء. وأشار غراب إلى أن الإمارات دخلت الاحتراف حديثا وفق مشروع الاتحاد الآسيوي الذي فرض الاحتراف، وكشف أن الاتحاد نفسه سيبدأ في تطبيق معايير مشددة فيما يتعلق بتطوير الأكاديميات وقطاعات الناشئين حيث سيكون لزاما على كل ناد لديه رخصة نادي كرة قدم أن يمتلك مدرسة موهوبين وأكاديمية شاملة وبها نظام تعليمي ومتابعة أكاديمية علمية وغيرها من متطلبات هذا الأمر وذلك قبل العام 2013. وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت تراجع الاهتمام بالأكاديميات وقطاعات الناشئين قياسا بما كان يحدث سابقا عندما كانت الأندية ترسل لاعبيها للحصول على خبرات في أوروبا ولو على فترات متباعدة. وقال: يجب ألا تترك الأمور للأندية لتديرها بنفسها، والمفروض أن يكون الدعم من الجميع، فالموسم الجاري بدأ يشهد فصل حساب شركات كرة القدم عن حسابات الأندية نفسها، حتى يوجه كل دعم مالي في مكانه الصحيح، لكن المشكلة أن 90% من ميزانيات الأندية توجه للفريق الأول، وأقل من 10% يوجه للمراحل السنية والأكاديميات. ويرى غراب أن ناديي الوحدة والجزيرة هما الأفضل من حيث تطوير قطاعات الناشئين وإيجاد المواهب والعمل على تطويرها وتصعيدها للفرق الأولى، وقال: الجزيرة نموذج مختلف في التقييم وهو أفضل من أندية السعودية نفسها، وهو يتخطى في تقييمه كناد حاجز الـ 300 درجة ويزيد عن أندية المنطقة، ويمثل نموذجاً يحتذى به في الإمارات. خطة تطوير وتحدث غراب عن خطة التطوير الاستراتيجية التي سيبدأ مجلس دبي الرياضي في تنفيذها، وقال: لدينا خطة استراتيجية لإنشاء الأكاديميات، تتعلق بإنشاء بنية تحتية لأكاديميات تضم ملاعب ومقرات إقامة وفصول تدريب وتدريس وربطها بمدارس وأكاديميات تعليمية، وهي من ضمن متطلبات الاتحاد الآسيوي، لافتاً إلى أن اتحاد الكرة ومجلس دبي الرياضي يحثان الخطى لاستيفاء هذه المعايير. وأضاف: الأكاديميات في العالم تقوم على 3 أنظمة، سواء في أوروبا أو أميركا اللاتينية، وتدور جميعها في فلك الاهتمام باللاعب نفسه والبيئة المحيطة به، ولكن ليس شرطا مبيت اللاعب في الأكاديمية، خاصة في حالة تكثيف قدراته الفنية وعدد الحصص التدريبية التي يحصل عليها وفق نظام اليوم الكامل الذي سيطبق على أندية دبي بداية الموسم المقبل بالنسبة للاعبين الموهوبين. وأوضح: ستفرض شروط على أندية دبي لتطبق نظام اليوم الكامل على اللاعبين الموهوبين في جميع الأندية، فهذا النظام يوفر الوقت الذي يتحرك فيه اللاعب من وإلى البيت قادما من المدرسة ثم النادي، ووفق الرؤية الجديدة سيتمكن النادي من السيطرة على الأمور، ويوفر للاعب وجبتين رئيسيتين هما الغداء والعشاء، كما سيتم توفير مدرسين ومشرفين وأماكن للراحة حتى يقوم اللاعب بمذاكرة دروسه تحت إشراف متخصصين، ورغم ذلك هناك أندية مجهزة بوسائل تعين على مبيت اللاعبين فيها مثل نادي الوصل الذي يمتلك مقرات إقامة فخمة للاعبين داخل الاستاد الرئيسي. اليابان وأوروبا وعن التجارب المماثلة في هذا الجانب، قال غراب: أوروبا لديها تاريخ طويل من التجارب تجاوز الـ100 سنة، والفارق الزمني يصب في صالحهم هم، ونحن لن نخلق شيئاً جديداً أو غير موجود، ولا يمكن أن نختزل جميع المراحل ونغير في يوم وليلة ما هو قائم لدينا منذ سنوات. وقال: لا تزال هناك سلوكيات وأفكار خاطئة وغير احترافية لدى الكثير من لاعبينا في مرحلة التكوين لأن أسلوب التعليم والتدريب غير صحيح، كما لا تتواصل معظم الأندية مع أسر اللاعبين مثلما يحدث في اليابان التي أرسلت 500 لاعب إلى البرازيل ونقلت بيئتهم كاملة معهم حتى لا يشعر اللاعبون بالغربة من حيث زيارات من الأهل، وارسال إداريين ومدرسين يابانيين حتى أماكن الإقامة، لتكون الأجواء شبيهة بما هو في اليابان ولا يشعر اللاعبون بالغربة ويفشل المشروع، وقد حقق المشروع الياباني نجاحات مبهرة وباتت اليابان قوة في آسيا وفي العالم كله كروياً. وتابع: أما هنا أو في أي دوري خليجي أو عربي فلا يقدر أحد على القيام بهذا الأمر، لأن الفكر في أوروبا أو اليابان يتم على مستوى المجتمع، فتجد أسرة اللاعب نفسها تشارك فيه هي الأخرى، بينما في الوطن العربي لن تتخلى أسرة عن أبنها اللاعب لأن الأهم بالنسبة للأسرة هو التحصيل العلمي والدراسة وليس الرياضة وكرة القدم تحديدا. ولفت غراب إلى أن العادات السيئة تتواصل في أكثر من مظهر آخر، منها طريقة اهتمام اللاعب بغذائه نفسه، ففي وقت العشاء تجد الطاولة خالية من اللاعبين لأن معظمهم لا يريد إلا «الفاست فود»، والاحتراف الذي فرض علينا من آسيا فرض واقعا جديدا بالتبعية وبات على اللاعب أن يعي هذا الأمر، وقد اهتمت أندية كثيرة في الدولة بضم مدراء أجانب وأصحاب قدرات وتاريخ للأكاديميات وذلك لوضع البرامج، وخلال الـ20 عاما القادمة سيكون لدينا نظام عمل كامل، يحقق ما نصبو إليه، وحتى لو أخطأنا فلا يعني ذلك أن نكون فشلنا، بل نضع أنظمة ونغير ونعدل حتى نحقق أفضل ما نريده لأن لدينا بالفعل أسساً وتجارب سابقة، فأنديتنا نجحت في تطوير ناشئيها خلال السنوات الماضية، ولكن علينا الآن البحث عن توظيف هذه الخبرات والتعديل عليها. وتابع: يجب أن يكون لدى كل أكاديمية نظام تعليمي ودراسي وتدريبي كامل، وفي كل مرحلة من عمر 6 سنوات حتى 23 سنة، مؤكداً أن كل نظريات كرة القدم الخاصة بالناشئين في العالم تتعلق بهذه النظم. تحرك المجتمع وتحدث غراب على ضرورة تحرك فئات المجتمع ومؤسساته وليس اتحاد الكرة أو الأندية فقط، وقال: مجتمعنا نفسه يحتاج لوضع استراتيجية تختلف عما هو موجود في أوروبا واليابان، بل تقوم على دراسة مفاهيمنا نحن، للسيطرة على الناشئ وبيته وأهله، ولذا علينا إنشاء نظام يتماشى مع الثقافة المجتمعية الموجودة، ونحن في مجتمع يحتاج لعمل جماعي، ولذلك لن ننهض لو ظل كل طرف يعمل وحده دون أن يعي كل مسؤول بجهة حكومية أو وزارة أن الأمر يتطلب عمل الجميع. وأضاف: وزارة التربية لن تستفيد من أجيال لديها أمراض ومن خريج جامعة لديه سكر وضغط، وبالتالي فإن المجتمع يحتاج إلى التعاون ليتم بناؤه بصورة أفضل، فمتى تجد القاعدة السليمة تستطيع توجيه اللاعبين لما يناسبهم من ألعاب. ومضى غراب قائلاً: المجالس الرياضية تعمل على الأندية ولكن المفروض أن يعمل الجميع لنشر الرياضة في الدولة وفي المدارس ولذلك نحن نحتاج لثورة تصحيح للمفاهيم الرياضية في المجتمع الإماراتي، فلا يزال صاحب القرار الرياضي ينظر إلى الرياضة على أنها ترفيه رغم أنها أسلوب حياة. ولفت رئيس لجنة المسابقات إلى أن اتحاد الكرة يقوم بمسؤولياته في حث الأندية على تطوير ناشئيها، دون أن يعني ذلك ضرورة أن يراقب ويكافئ من يعمل أو يجازي من يقصر. وقال: نحن نطور عن طريق المسابقات نفسها، ولكن صلاحيتنا لا تمكننا من الاستثمار في الناشئين أنفسهم بل هي مسؤولية الدولة ككل بالإضافة لضرورة الاهتمام بتأهيل عقول إدارية تدير الأكاديميات والأندية نفسها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©