دبي - محمود الحضري:
قال مسؤول رفيع في المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) إن الإمارات من بين أهم الدول التي تطبق أسس السلامة الجوية وفقاً للمعايير المنصوص عليها في المنظمة، كما أنها من بين 80 دولة حول العالم وافقت على نشر تقارير على موقع المنظمة على الشبكة العالمية لتتاح لجميع الأفراد حول العالم تنفيذاً لقرار المنظمة في اجتماعها الأخير بمقرها في مدينة مونتريال الكندية·
وقال الدكتور طيب شريف الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو)- في مؤتمر صحفي بدبي أمس: إن المنظمة انتهت مؤخراً من عمليات التدقيق الأمني على مطار أبوظبي الدولي ضمن برنامج عالمي للتدقيق الأمني، وسيمتد إلى مطارات الإمارات الأخرى خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن التقرير أكد على امتلاك مطار أبوظبي كافة القدرات الأمنية الجوية، والتي تكفل الحماية لكل مستخدمي المطار وحركة المطار بصفة عامة، ونتوقع أن تكون باقي مطارات الإمارات على نفس المستوى، خاصة أن لجان التدقيق لبرنامج السلامة الجوية أكدت التزام الإمارات بالمعايير الدولية بنسبة 100 بالمئة·
وقال إن المنظمة تبحث مع الهيئة العامة للطيران المدني بالدولة تأسيس مركز مشترك للتدريب والأبحاث والدراسات المتقدمة في مجالات أمن وسلامة الطيران والنقل الجوي، موضحاً أن اختيار الإمارات لإنشاء هذا المركز يأتي انطلاقاً من دورها الإقليمي العالمي في مجال تطبيق معايير السلامة والأمن الجويين·
وأشار الدكتور طيب شريف إلى قيام المنظمة بتنفيذ مشروعين في غاية الأهمية، الأول يتعلق ببرنامج التدقيق العالمي على نظم السلامة الجوية، موضحاً أن هناك تفاوتا بين دول العالم والدول العربية منها حول تطبيق معايير السلامة الجوية·
وأضاف: في أعقاب 11 سبتمبر ،2001 بدأت المنظمة تنظيم برنامج دولي للتدقيق على إجراءات الأمن الجوي، وتقوم فرق من الخبراء بعمليات التدقيق على مختلف المعايير الأمنية في مطارات العالم، وقام الفريق في نهاية العام الماضي بعمليات التدقيق في مطار أبوظبي الدولي، والتي أكدت إلتزام مطار أبوظبي بمجمل المعايير الخاصة بالأمن· وقال: إن التقارير التي تقوم المنظمة بإعدادها بشأن التدقيق الأمني تتصف بالسرية، ويتم تحويلها للدول المعنية بالتقرير فقط، أو إلى أي دولة أو جهة أخرى بشرط موافقة الدولة نفسها بموجب اتفاق مشترك، موضحاً بأن سرية هذه التقارير تأتي انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على أمن مطارات دول العالم، من أي استغلال غير شرعي لهذه التقارير وما تحتويه من معلومات·
من جانبه، أشار سعادة محمد غانم الغيث المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، إلى أن علاقات التعاون بين الإمارات والمنظمة الدولية للطيران المدني ليست وليدة اليوم، وهناك تعاون مباشر وغير مباشر، وستشهد المرحلة المقبلة نقلة جديدة عن العلاقات مع المنظمة الدولية لنعمل معها من الداخل، ويأتي في هذا الإطار مشروع انشاء مركز عالمي متخصص في التدريب والأبحاث والدراسات ذات العلاقة بالطيران والنقل الجوي، مؤكداً أن الإمارات تمتلك القدرات التي تؤهلها لإقامة المركز، والذي سيعتمد في أسلوب عمله على أهداف غير تجارية، موضحا أن المركز سيغطي مجالات أمن وسلامة الطيران والنقل الجوي، وسيكون صرحا للخبرات والأبحاث وسيعمل على المساهمة في التطوير الشامل لقطاع الطيران المدني في المنطقة وخارجها·
وتوقع الغيث أن تتوصل الهيئة العامة للطيران المدني لاتفاق مع (إيكاو) يقضي بأن تكون الإمارات المركز الإقليمي للإدارة والتنسيق فيما يتعلق بالسلامة الجوية على المستوى الإقليمي ليصبح أول برنامج يمتد نشاطه خارج المنطقة وحتى أفريقيا، خاصة بعدما اجتازت الإمارات كافة عمليات التدقيق فيما يتعلق بالسلامة الجوية بما في ذلك الأمور ذات الصلة بالقوانين والتدريب والرقابة والمتابعة· وأضاف أن الهيئة العامة للطيران المدني تعمل من خلال تنشيط وتعزيز علاقاتها مع الـ (إيكاو) على توفير الحماية لصناعة الطيران التي شهدت تطوراً كبيراً في الإمارات، ومن هنا يأتي وجود مكتب للهيئة في المنظمة الدولية، وأعطينا لنفسنا الحق لنشارك في تعزيز قدرات المنظمة الدولية والإفادة والاستفادة منها·
وقال الغيث: إن الإمارات ستنافس على نيل عضوية مجلس إدارة منظمة ''ايكاو'' في سبتمبر المقبل، وهناك تأييد لترشيح الإمارات في انتخابات المنظمة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الترشيح يأتي ضمن جهود الهيئة للتواجد والتفاعل مع المنظمة والعمل معها من الداخل، ونتوقع أن ننال تأييدا واسعا من أعضاء المنظمة خلال الانتخابات، خاصة مع الجهود التي قامت بها الإمارات في السنوات الماضية·
عدد اليوم
