السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد الدين وهبة نصف قرن من الإبداع المسرحي والسينمائي

سعد الدين وهبة نصف قرن من الإبداع المسرحي والسينمائي
18 نوفمبر 2011 01:44
احتفت الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية بالذكرى الرابعة عشرة لرحيل سعد الدين وهبة، أحد القلائل الذين أثروا الحياة الفنية والأدبية والصحافية بالعديد من الإنجازات والكتابات، واستمرت رحلته مع الإبداع ما يقرب من نصف قرن، وكانت أعماله وتحديداً المسرحية قراءة في دفتر أحوال الوطن.ويعد موقفه الرافض للتطبيع مع اسرائيل نموذجاً، حيث أصدر اتحاد النقابات الفنية المصرية تحت رئاسته قراراً برفض التطبيع مع اسرائيل بأي شكل من الاشكال الفنية في‏19‏ يناير‏1981 ومعاقبة من يقدم على ذلك من أعضاء النقابات.‏ ولد محمد سعد الدين وهبة في قرية دميرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية “135 كيلومتراً شمال القاهرة” في 4 فبراير عام 1925، والتحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، وفيها شاهد لأول مرة السينما الناطقة حيث شاهد فيلم “الوردة البيضاء” لمحمد عبدالوهاب، الى جانب مسرحيتي “الدفاع” و”راسبوتين” ليوسف وهبي وغيرهما في مسرح البلدية، ثم حصل على الثانوية من مدرسة الرمل في الاسكندرية، وتخرج في كلية الشرطة نزولاً على رغبة والده عام 1949، وعمل ضابطاً بالشرطة لفترة قبل أن يقرر دراسة الفلسفة في كلية الآداب جامعة الاسكندرية ويتخرج فيها عام 1956، علماً بأنه عمل في الصحافة من عام 1954 حتى عام 1964، وعين سكرتيرا لتحرير جريدة “الجمهورية” عام‏ 1959‏ ثم مديراً لتحرير مجلة الإذاعة ثم مديراً لتحرير الجمهورية من يونيو ‏1961‏ حتى ‏5‏ سبتمبر ‏1964، وأصدر في مارس ‏1958 ‏مجلة “الشهر” الأدبية وترأس تحريرها وكان من كتابها عباس محمود العقاد ومحمد مندور ورشاد رشدي ومحمود أمين العالم‏ ومن الشباب محمد زكي العشماوي ورجاء النقاش وسليمان فياض ومحفوظ عبدالرحمن ومحمود السعدني وأحمد عبدالمعطي حجازى وعمل كاتباً غير متفرغ بالأهرام منذ عام 1992 وحتى وفاته. كتاباته السينمائية ورغم تنوع كتاباته مابين المسرح والسينما والقصة القصيرة الى جانب مقالاته السياسية والأدبية‏، فإن كتاباته السينمائية لعدد من الأفلام التي كتب لها السيناريو أو الحوار أو الاثنين معاً، تحتل مكانة متميزة في تاريخ السينما المصرية والعربية لارتفاع مستواها الفني والفكري ومنها “زقاق المدق “لشادية وحسن يوسف ويوسف شعبان وصلاح قابيل وعبد المنعم ابراهيم، و”عروس النيل” لرشدي أباظة ولبنى عبدالعزيز وشويكار، و”أدهم الشرقاوي” لعبد الله غيث ولبنى عبدالعزيز وشويكار وصلاح منصور، و”الحرام” لفاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم وحسن البارودي، و”مراتي مدير عام” لشادية وصلاح ذو الفقار، و”الزوجة الثانية‏” لسعاد حسني وشكري سرحان وسناء جميل وصلاح منصور، و”أرض النفاق” لفؤاد المهندس وشويكار و”أبي فوق الشجرة” لعبدالحليم حافظ وعماد حمدي ونادية لطفي وميرفت أمين، و”‏ سوق الحريم ‏1970” لشريهان وحسين فهمي وتحية كاريوكا ومحمود حميدة، و”شباب في العاصفة‏1971” لنيللي ونور الشريف وعادل امام وسهير رمزي، و”أريد حلاً ‏” لفاتن حمامة ورشدي أباظة وأمينة رزق وليلى طاهر، و”آه يا بلد‏” لفريد شوقي وحسين فهمي وليلى علوي، واختير أربعة من أفلامه هي “الحرام” و”أريد حلاً” و”مراتي مدير عام” و”أبي فوق الشجرة” ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية في الاستفتاء الذي نظمه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته العشرين. كتاباته للمسرح ولفتت مجموعاته القصصية التي كان يستخدم فيها الأسلوب المسرحي آراء النقاد وفي مقدمتهم الدكتور عبد القادر القط، وشجعوه على الكتابة للمسرح، فكانت البداية عام 1961 بـ “المحروسة”التي كانت أحداثها تدور في تفتيش المحروسة الذي كانت تمتلكها الخاصة الملكية وقرية المحروسة التي كان يعيش فيها الفلاحون المصريون ضحايا للاحتلال والإقطاع والفساد، وبعد 36 عاماً كتب مسرحيته الأخيرة “المحروسة” التي عاد فيها الى قرية المحروسة و”تفتيش المحروسة” الذي صار ملكاً للشركة المصرية للزراعة. وبلغت مسرحياته التي قدمها لمسرح الدولة 13مسرحية طالب فيها بضرورة الثورة على القيم البالىة السلبية، والسعي إلى تحقيق قيم إيجابية تنادي بضرورة التغيير والقضاء على سلبيات الماضي، ومنها “سكة السلامة” لسميحة أيوب وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين وعبدالمنعم ابراهيم وإخراج سعد أردش، و”السبنسة” لشفيق نور الدين واحمد الجزيري وحسن البارودي وسميحة ايوب وتوفيق الدقن، و”كوبري الناموس” لسميحة ايوب وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين، و”كفر البطيخ”، و”الحيطة بتتكلم” و”رأس العش”، واهتم في غالبيتها برصد أبعاد القضية الاجتماعية التى تمركزت حول محاولة إظهار جوانب الظلم الاجتماعي الواقع على فئات الشعب المصري. كما قدم للقطاع الخاص مسرحيات “سد الحنك‏”و”سبع ولا ضبع “لفرقة أمين الهنيدي و”‏8‏ ستات‏” لزبيدة ثروت وهدى سلطان وليلى علوي وإخراج جلال الشرقاوي، وصودرت له خلال مشواره المسرحي ثلاث مسرحيات هي “الأستاذ” و”اسطبل عنتر” و”سبع سواقي”. أهم مناصبه عمل وهبة في وزارة الثقافة من عام 1964 وحتى عام 1980، وشغل العديد من المناصب منها رئيس مجلس الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، ورئيس هيئة الفنون، ووكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، وسكرتير المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ووكيل أول وزارة الثقافة، ونائب للوزير من 1975 حتى 1980، واُنتخب نقيباً للسينمائيين عام 1979، ثم رئيساً لاتحاد النقابات الفنية، ثم اُنتخب رئيساً لاتحاد كتاب مصر عام 1997، كما اُنتخب عضواً بالبرلمان واُختير رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1985، ورئيساً لمهرجان القاهرة لسينما الأطفال 1990، وأسس الاتحاد العام للفنانين العرب وانتخب رئيسا له حتى رحيله. أوسمة وجوائز حصل سعد الدين وهبة على العديد من الأوسمة والجوائز منها وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة عام 1965، ووسام الشرف الفرنسي من درجة ضابط عام 1976، ووسام سيمون بوليفار من حكومة فنزويلا عام 1979، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1985، وجائزة الدولة التقديرية عام 1987، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1988، ووسام الفنون والآداب بدرجة قائد من الحكومة الفرنسية ووسام الاستحقاق من تونس عام 1991. وتوفي في الحادي عشر من نوفمبر 1997 عن عمر يناهز 72 عاماً.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©