الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم النعيمي: خوفي على الهوية الإماراتية دفعني لإنجاز فيلم «لهجتي»

مريم النعيمي: خوفي على الهوية الإماراتية دفعني لإنجاز فيلم «لهجتي»
18 نوفمبر 2011 01:42
حاز الفيلم الوثائقي القصير «لهجتي» للمخرجة الإماراتية مريم النعيمي على الجائزة الثالثة لمسابقة أفلام الطلبة في مهرجان أبوظبي السينمائي الخامس، وقد بدا لافتاً للاهتمام أن يكون المخرج السينمائي مأخوذاً بموضوع اللهجة التي لا يتوقف عندها الناس عادة، إذ هم يعتبرونها إحدى بداهات العمران الإنساني، حيث فطر الخلق على تنوع لهجات، واختلاف وتعدد ملامح. هذا التباين كان مشروعاً من وجهات نظر الناس إلى حدود عدم ضرورة التوقف عنده، وافتراضه واحدة من السمات الطبيعية التي يتكامل عبرها البشر.. جواباً على هذه الحيثية توضح النعيمي أنها، وبالرغم من خصوصية العنوان الذي اختارته لفيلمها، إلا أنها تعاملت معه بأسلوب عادي، حيث مهدت له بالخطوات التقليدية التي تعتمدها في أي فيلم آخر: «التخطيط للفكرة، بناء محور الموضوع الذي يتناوله الفيلم الوثائقي، اختيار فريق العمل المناسب، والتنسيق مع ضيوف المقابلة». عقبات لا عثرات الضيوف ليسوا أناساً عاديين أو عابرين هنا، فالمطلوب التخاطب مع أناس يتعاملون مع اللهجة الإماراتية بنقائها الأصلي، وتكون لديهم القدرة على تجاوز الشوائب التي لابد أن تكون قد لحقت بها جراء هذا الاختلاط والتفاعل الاستثنائي مع كم هائل من لغات الأرض ولهجاتها، هنا تستدرك مريم أن بعض من حاولت أخذ آرائهم في الموضوع المستهدف، من كبار السن، قد ترددوا في الكلام، وبعضم رفض الأمر كلياً، الأرجح أن ذلك نابع من رغبة في عدم الاعتراف بإشكالية ما تواجهه اللهجة الإماراتية، وتقتضي إخضاعها للنقاش. بالحديث عن الإجراءات التفصيلية تقول محدثتنا: مدة التحضير استغرقت أسبوعاً، كذلك احتاج التصوير لأسبوع آخر، وثالث لإنجاز الفيلم، ووضع اللمسات الأخيرة عليه. أيضاً كانت هناك حاجة لبعض الوقت لتذليل بعض العقبات التي اعترضت مسيرة العمل، وبينها إقناع المترددين بالكلام، والبحث عن بدائل لمن أصر على تمنعه منهم. جزء من الهوية حول ما إذا كانت مريم تشعر بالخشية على اللهجة الإماراتية، وهو بالتالي العامل الذي دفعها لإخراج فيلم حولها، ترد مؤكدة: نعم أكيد، فاللهجة الإماراتية معرضه للتأثر بسبب تداخلها مع اللهجات الأخرى، الأمر الذي أدى إلى ضياع كثير من المصطلحات الإماراتية. ثم تردف حاسمة: اللهجة جزء من الهوية الإماراتية ويجب الحفاظ عليها. وبالحديث حول مقدار منطقية أن يخصص فيلم سينمائي لتناول لهجة ما توضح محدثتنا: للإعلام له دور كبير في توعية الشعوب، وطرحي لموضوع اللهجة على هذه الصورة كان بهدف الحفاظ عليها، وتحفيز الشعب الإماراتي على التمسك بلهجته. كذلك للأمر بعد شخصي فموضوع اللهجة يستجيب لهواجس فردية عندي لكوني عانيت مشكلة اختلاط اللهجات العربية الأخرى منذ صغري، لتعدد الجنسيات حولي، لهذه الأسباب جميعاً بدت فكرة معالجة اللهجة الإماراتية عبر فيلم وثائقي مسألة مهمة بالنسبة لي. ضيق الوقت فيما يتعلق بقدرة الفيلم على إبراز النواحي الجمالية التي تنطوي عليها اللهجة الإماراتية، تقول النعيمي: كان هناك الكثير مما يمكن إنجازه على هذا الصعيد، لكن اقتصار الوقت المخصص للفيلم على مدة 16 دقيقة كان عنصراً معيقاً، حيث لم يتسن لي الوقت الكافي للتعمق في بحث ما يمكن اعتباره كماليات لغوية مع بعض المتخصصين الذين حاورتهم، وفي مقدمهم الخبير الباحث عبد العزيز المسلم. ندرة تقنية بالانتقال إلى تجربة الأفلام بالنسبة للطلاب، والمعيقات والمحفزات التي تواجه الطالب في مضمار الإخراج السينمائي، تقول المخرجة النعيمي: أبرز المعوقات التي يواجهها الطالب في المجال الإخراجي يتمثل بندرة المعدات التصويرية وتوابعها، إضافة إلى غياب الحديث منها، ما يعني وقتاً إضافياً لإنجاز العمل السينمائي، في حين أن زمن إعادة الأدوات المستخدمة محدد بدقة، خاصة أن الطلبة يتناوبون على استخدامها، إذ من شأن أي تأخير في عملية تسليمها أن يؤدي إلى عرقلة العمل الجماعي لزملائه، وذلك في مقدمة الأسباب التي تدفع الطلبة الإماراتيين لاعتماد الأفلام القصيرة في إنتاجاتهم الجامعية، أما المحفزات فتتمثل في تخصيص مسابقات ضمن المهرجانات السينمائية لأعمال الطلبة، الأمر الذي يساعد الطالب على عرض قدراته، واختيار العناوين التي يرتبط بها، ويرغب في التعبير عنها. فرصة المهرجانات ضمن توصيفها لإيجابيات المهرجانات السينمائية التي تحتضنها الإمارات بالنسبة للداخلين حديثاً إلى هذا المعترك، وما إذا كانت هناك من سلبيات ناجمة عن حدة المنافسة مع تجارب عالمية أكثر احترافاً.. تقول النعيمي: من الإيجابيات التي نحظى بها كمخرجين سينمائيين إماراتيين تحت فئة الطلاب، أننا نحصل على فرصة التعرف على مواهب عربية وعالمية أخرى، ما يمكننا من تبني الفكرة أو الأسلوب المتوافق مع الهوية الإماراتية وإبرازها بأسلوب عصري متميز. أما السلبيات التي يمكن رصدها في بعض المهرجانات السينمائية الجديدة داخل دولة الإمارات فهي تتلخص بإبتعاد إداراتها عن التركيز على فئة الأفلام الإماراتية على وجه الخصوص، وعدم تحفيز المواهب الإماراتية، إلا أن مهرجان أبوظبي السينمائي يركز بصورة خاصة على الأفلام الإماراتية بأنواعها. مستقبل السينما الإماراتية تقول مريم النعيمي، حول نظرتها إلى مستقبل السينما الإماراتية ومقدار التفاؤل الذي تشعر به حيالها، والمخاوف التي تعتريها بشأنها: أرى أن الأمور مبشرة، فنحن نسير بخطى حثيثة نحو الاحتراف والتمكن، نستفيد من الدراسة والتعليم، ونملك الفرصة على اختبار تجاربنا بصورة عملية قبل دخول معترك العمل من بابه الواسع، كل ذلك يجعلني أثق أن للإمارات مستقبلاً زاهراًِ في مجال الإنتاج السينمائي، لكن ذلك لا ينفي وجود بعض المخاوف هي جزء من كل عمل إبداعي ويبقى مصيرنا كمخرجين ومخرجات في أيدي الجمهور، والذي له الحق والقدرة في الحكم عل أعمالنا سلباً أو إيجاباً، ما أستطيع تأكيده أني وزملائي سنستمر في المحاولة حتى تحقيق الحلم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©