السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن مسعود.. أول من جهر بالقرآن

18 نوفمبر 2011 01:40
الصحابي عبدالله بن مسعود فقيه الأمة كان من السابقين الأولين في الإسلام، ومن النجباء العالمين، وأحد أوائل المهاجرين، وأول من جهر بالقرآن. وقال الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس، هو عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب، الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة، وكنيته أبوعبدالرحمن، وكان يعرف أيضا بأمه فيقال له ابن أم عبد بنت عبد ود بن سوي، من بني زهرة. وأشار إلى أنه كان من السابقين الأولين في الإسلام، وقيل انه سادس من أسلم، وقال ابن إسحاق: أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا، أسلم عبد الله قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الارقم. قصة إسلامه وأضاف الدكتور محمد داود: يروى انه أسلم عندما مر عليه النبي، عليه الصلاة والسلام، وهو يرعى غنما بمكة لعقبة بن أبي معيط، فأخذ النبي منها شاة حائلا وحلبها، فأسلم وحسن إسلامه، وعن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال: يا غلام هل من لبن؟ قلت: نعم، ولكني مؤتمن. قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع اقلص فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك غليم معلم. وبين الدكتور داوود، أن الصحابي لازم الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان أول من جهر بالقرآن بعد الرسول، صلى الله عليه وسلم- بمكة، اذ اجتمع يوما أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرته يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني، فان الله سيمنعني. وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وأحدا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أجهز على أبي جهل. وقال ابن عباس: ما بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم ابن مسعود. وفى غزوة حنين كان من الثمانين رجلا من المهاجرين والانصار الذين ثبتوا مع الرسول-عليه الصلاة والسلام. وكان صاحب سر الرسول صلى الله عليه وسلم، وصاحب سواكه ووسادته ونعليه، وعن ابي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لكثرة دخولهم وخروجهم عليه. دعوة المؤمنين ويذكر انه لما مر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بين أبي بكر وعمر، وعبد الله قائم يصلي فافتتح سورة النساء فقال:” من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد “، فأخذ عبد الله في الدعاء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” سل تعط “، فكان فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد، فأتى عمر عبد الله يبشره فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال: إنك لسباق بالخير. وشهد له الرسول-صلى الله عليه وسلم- بالتقوى والصلاح، وبلغ عظم شأنه عنده -عليه الصلاة والسلام- حين أمره، فصعد على شجرة أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه الى ساق عبد الله بن مسعود، حين صعد الشجرة، فضحكوا من حموشة ساقية. اى دقة الساقين، فقال رسول-صلى الله عليه وسلم:” ما تضحكون لرجل عبد الله أثقل فى الميزان يوم القيامة من أحد “. دعوة الرسول وكان أحد الذين دعا الرسول، عليه الصلاة والسلام، الله تعالى ان يكونوا رفقاءه النجباء الوزراء، وكناه، صلى الله عليه وسلم، أبا عبدالرحمن قبل أن يولد له، وعن علي رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لو كنت مؤمرا أحدا عن غير مشورة لأمرت عليهم ابن أم عبد “. وروى حذيفة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال:” اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد”. وكان ابن مسعود حسن الصوت، وكثير الشغف بالقرآن، وعنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:”اقرأ علي القرآن”. قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال:”إني أشتهي أن اسمعه من غيري”. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا” النساء 41، فإذا عيناه تذرفان. وذكرت كتب السيرة ان تقديم عثمان زيد بن ثابت على ابن مسعود في كتابة المصحف، كان لغيبته عنه بالكوفة، ولأن زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو إمام في الرسم وأما ابن مسعود فإمام في الأداء، ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصديق لكتابة المصحف وجمع القرآن، وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان. وتوفى ابن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة 32 هجريا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©