الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة المغني: قيادة الدولة تعتبر المواطن ركيزة التطوير

فاطمة المغني: قيادة الدولة تعتبر المواطن ركيزة التطوير
18 نوفمبر 2011 01:39
قالت فاطمة المغني خبيرة التراث الشعبي وعضو المجلس الاستشاري للشارقة في الفترة من 2004 إلى 2007، إن مناطق كثيرة في الدولة أصبحت مختلفة اليوم تماماً عن الماضي، معتبرة نفسها شاهد عيان على تطورها، الذي بدد المعاناة في الأيام الأولى من عمر المنطقة، خاصة وعورة الطرق، وكيف كانت عائقاً للنمو التجاري والحياة العملية، لعدم القدرة على تحمل مشقة السفر على الطرق الجبلية، بالإضافة إلى عدم توافر الأمان. وأكدت أن تلك الصعاب تبدلت إلى الأفضل بفضل اهتمام ورعاية القيادة الرشيدة واهتمامها بتوفير احتياجات المواطن، واعتباره الركيزة الأساسية لأي خطط تستهدف التطور. أكدت فاطمة المغني التي تولت رئاسة مجلس سيدات الأعمال في الشارقة من 2007 إلى 2009، أن أهالي الإمارات، يحرصون أشد الحرص على إبقاء حب الاتحاد والوطنية جذوة متقدة في قلوب أبنائهم؛ لأن الطفل إن لم ينشأ من طفولته المبكرة على حب الوطن والتضحية، فإنه لن يستطيع العطاء، ولن يقدر المكتسبات التي يجب أن يحافظ عليها. وقالت من المهم أن يعلم الأبناء أن حب وطنهم والهوية يعنيان أن نحافظ على كل البيئات المختلفة من حولهم، وأن ينشأ الأبناء في أحضان المراكز التدريبية والتطويرية التي تنمي شخصيتهم وتربيهم على الانتماء للوطن الغالي، الإمارات، والولاء لقائدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. الخطوات المهمة أشارت إلى أن حكومتنا الرشيدة برعاية وتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة اتخذت العديد من الخطوات المهمة، ووضعت الخطط التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وجعلت الدولة في مصاف الدول المتقدمة، حيث أنشأت الطرق والجسور التي قربت المسافات وسهلت حركة التنقل بين المناطق المختلفة، بعد أن كانت المسافة بين منطقتين متقاربتين تستغرق ساعات طويلة وربما أياماً في بعض الأحيان حسب وعورة الطريق، أصبحت تستغرق دقائق معدودة. وقالت إن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات اعتبرت المواطن ركيزة أساسية في خطط التطوير إيماناً منها بأن أفضل استثمار في القوى البشرية، ولذلك سخرت إمكاناتها لخدمة العنصر البشري، وتوفير احتياجاته. وعن الحياة في مرحلة البدايات، قالت إن الساحل الشرقي متنوع البيئات ما بين سهل وجبل ومناطق مباشرة على الساحل وقرب الشواطئ، لكن على الرغم من ذلك لم تكن المهن تنحصر في صيد السمك، فهناك من يزرع النخيل في السهول الخصبة، أو الحبوب على سفوح التلال الجبلية، كما عمل أهل الحيور وهم سكان الجبال ضمن الزراعة والخروج في قوافل التجارة، وكان أهم محور في حياة الجميع البحث عن الماء، والسكن بقرب أي نبع أو بئر أو فلج تتوفر فيه المياه. وأشارت إلى أنها كبرت في حضن جدها وجدتها الأكثر قرباً منها، وكان الجد يحرص على أن يكون بالقرب منه كل من ينتمي له، والرجال يقضون وقتهم في مزارع كلباء، حيث تقيم الأسرة في مدينة كلباء. وتتذكر فاطمة قصة جدها الذي هو في الأصل من مدينة خورفكان، ويعيش في منطقة معروفة بأن بها منازل أجدادهم التي توجد آثارها حتى اليوم. أول مدرسة تقول المغني، إن أول مدرسة في مدينة كلباء عندما كانت لا تزال طفلة، كانت مدرسة جميلة بوحريد ومدرسة سيف اليعربي، وكان الذهاب إلى المدارسة سيراً على الأقدام، ووجدت فاطمة في جدتها تلك الشخصية المعلمة، مثل الكثير من الأمهات الإماراتيات اللاتي كبرن مع القيم والأصالة الإسلامية والعربية، وزرع فيهن اتحاد دولة الإمارات معايير القيادة والعيش من أجل الآخرين، وأن اللقمة لا تصنع لفرد واحد، إنما يجب أن ينتظر الإنسان أحد قادم ليتقاسمها معه، وأن الضيف مقامات، وكانت هناك لغة تخاطب بالإشارة عندما يكون هناك ضيوف. وقالت: تلك الصفات التي زرعها اتحاد دولة الإمارات كانت تتوافر في معظم أهالي المنطقة، ولا تزال لليوم سمة من سمات أهالي في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أن نساء المنطقة تتوافر فيهن صفات الترشيد والتوفير، ومع ذلك لم تكن المرأة تدخر شيئاً في حال كان هناك زائر أو مجموعة من الضيوف، مشيرة إلى أن للمرأة أدواراً كثيرة منها إدارة المنزل، وإن كانت هناك عدة أسرة كالوالدين وأخوين مع زوجتين، فإن الزوجتين مع الأم تتوزع الأدوار بينهن للعمل على تنفيذ كل تفاصيل حياة أفراد الأسرة اليومية. وتذهب المغني بذاكرتها إلى المصيف وأيام المقيض، وتغيير مكان المعيشة من البيئة الشتوية إلى البيئة الصيفية؛ لأن الدولة قبل اتحادها اعتاد أهلها على البحث عن الطقس الجميل في الصيف، والدافئ في الشتاء، ويصبح المصيف مكاناً ثقافياً عاماً يلتقي من خلاله القادمون مع المقيمون، وأيضاً العائدون من السفر في الخارج، ليتم تبادل الأخبار وما يحدث خارج المنطقة. وأشارت إلى أن الأهالي والمصطافون كانوا يتابعون أحوال الأمة العربية وأحوال الحروب، ومن ذهبوا في سفرات للتجارة أو العلاج أو لزيارة صديق أو قريب، والرسائل الخطية كانت الوسيلة المتوافرة، حيث ترسل عن طريق السفن من الدول التي يعمل فيها رجال الإمارات، أو من إمارة إلى إمارة على ظهور الإبل، ومن كان يأتي من إي إمارة ربما يجد عن الموانئ وفي الأسواق، بعض من يحملون رسائل ويبحثون عن من يوصلها يدويا. وبينت أن خورفكان نالت الكثير من الاهتمام والرعاية من قبل الحكومة الاتحادية، مشيرة إلى أنها “بندر” منذ قديم الزمان، ويعني ذلك المرفأ الذي يوفر الأمان، في الأوقات التي تهب فيها العواصف وتكثر الأمطار؛ لذلك كانت من ضمن أهم المدن الساحلية بسبب موقعها الاستراتيجي. وقد أصبحت أحد أهم طرق التجارة ما بين آسيا والخليج، حيث سهلت خورفكان التواصل ما بين دول الجوار، وما بين المدينة والمناطق القريبة وبين إمارتي دبي والشارقة، حيث كان أسهل على أهل إمارة الفجيرة ومدينة كلباء والمناطق القريبة من خورفكان السفر إلى الشارقة ودبي عن طريق السفن، عوضاً عن الطرق الوعرة والخطرة. وذكرت أن المرأة استطاعت القيام بالمهام الصعبة التي كانت حكراً على الرجال، وأصبحت اليوم وزيرة وعضوة بالمجالس النيابية، وشغلت العديد من المناصب القيادية وتحملت مسؤولية المساهمة في مسيرة البناء والنهضة، لتكون عضواً فاعلاً في وطنها، حيث كانت في مرحلة من قبل الاتحاد تعمل فقط في صناعة شباك صيد السمك، والأدوات الخاصة بالصيد، والمساهمة زيادة دخل الأسرة عن طريق بعض الأعمال البسيطة، مشيرة إلى دور الاتحاد النسائي والجمعيات النسائية في الدولة وما تقوم به خدمات في خدمة الوطن. مراكز التنمية وقالت إن مراكز التنمية الاجتماعية، التي جاءت مع اتحاد دولة الإمارات مراكز مساندة للجمعيات النسائية تعمل على محو الأمية وتطوير المرأة نفسياً وصحياً وتدريبها على المهارات الوظيفية، سواء للوظيفة أو لإدارة أسرتها ومشاريعها، وبعد ذلك تم فتح مراكز انتساب لجامعة الإمارات، وكانت تلك المراكز من الخطوة المهمة التي اتخذتها الحكومة الرشيدة للدولة، التي كانت بحاجة لكوادر متعلمة، وفي الوقت ذاته كانت هناك ظروف تعوق تحقيق تلك الرؤى، ومنها أن الجامعة كانت فقط في مدينة العين، والراغبون في إكمال تعليمهم إما موظفون أو ربات بيوت، أو معلمات في مناطق مختلفة من إمارات الدولة؛ ولذلك أتت تلك المراكز لتكون زوارق النجاة التي قامت بالتقاط كل روح، تتوق إلى العلم لتضعها في المكان الصحيح. وكانت المرأة مكرمة منذ عهد بعيد من قبل الأهل والزوج، واليوم لا تزال مكرمة وتحصل على كل الفرص دون أن تزاحم الرجل، موضحة أن المرأة الذكية والأصيلة ليست نداً للرجل، وإنما جزء منه ومساند يعينه على أداء أدواره، وقد منحتها الدولة منذ قيام الاتحاد الكثير، من أجل أن تعيش مع أسرتها حياة كريمة، وتستمتع بكل خيرات دولتها، في حدود يحافظ على كل المدخرات. ولذلك كانت فاطمة المغني خلال دراستها الجامعية، قد تطوعت للعمل في مركز دبا الحصن لتحفيظ القرآن، وكانت تعمل من ذاتها ودون أي تكليف بشؤون عديدة، ومنها تطوير قدرات الفتيات وتحث الكبار منهن على التعليم والعمل؛ لأن الدولة بحاجة لكل السواعد من أجل البناء والنهضة.
المصدر: خورفكان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©