الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات..دراما أوباما

غدا في وجهات..دراما أوباما
16 مارس 2016 21:12
دراما أوباما: أكد محمد عارفأنه في حديث «أوباما» نكتشف أن ما يُسمى «المجتمع الدولي» ملعب كرة قدم لا يحق اللعب فيه إلا للاعبين يلعبون بمصائر الدول الأخرى! «شدّ أفكارك خارج متاعبك، سواء من آذانها، أو من كعوبها، أو أيّ طريقة أخرى تَتَدبّرها»، قال الكاتب الأميركي الهزلي «مارك توين»، وهذا ما يحاول فعله «أوباما» طوال الوقت، وحتى في تعامله مع «داعش». فالرئيس الأميركي يقارن التنظيم الإرهابي بشخصية «الجوكر» في فيلم «باتمان الفارس الأسود»، الذي يشعل حرائق تأتي على جميع رؤساء العصابات الذين يتقاسمون أحياء المدينة. ويرى «أوباما» نفسه في المنطقة مثل «مايكل كوروليوني» في فيلم «الزعيم الروحي» الذي «ما إن يتصور أنه تحرر من رؤساء المافيا حتى يشدوه إليهم من جديد». وآخر متاعب الرئيس الأميركي العثور على «بضعة حكام أوتوقراطيين، وتكنوقراط مضبوطين»، ويضيف: «لو كان كل شخص كالاسكندنافيين لسهل كل شيء». وأكثر متاعب «أوباما» وأصعبها ليس في المنطقة العربية، بل في الولايات المتحدة نفسها، وأحاديثه عنها موضوع مقالة الكاتب الأميركي جفري غولدبرغ التي تقع في 20 ألف كلمة. عنوان المقالة المنشورة في مجلة «ذي أتلانتيك» الأسبوع الماضي «عقيدة أوباما» وتمثل بالأحرى دراما رئيس القوة العظمى التي أبدعت علوم وتكنولوجيات تغيّر العالم، لكنها عجزت عن تحرير نفسها من «الغواط القديم». تتردد هذه الشتيمة بتعابير مختلفة على لسان مسؤولي البيت الأبيض، ويستخدمها الرئيس الأميركي نفسه عندما يعلن التراجع عن قرارات صعبة، مثل «الخط الأحمر»، الذي وضعه لبشار الأسد في حال استخدام السلاح الكيماوي. خيارات إيران: يقول د. محمد العسومي إن الاقتصاد الإيراني بحالة داخلية متردية زادها سوءاً انهيار أسعار النفط، رغم ارتفاع الإنتاج الإيراني، يضاف إليها تردد من قبل الاستثمارات الأجنبية للقدوم إلى إيران. «تحولات المشهد السياسي في إيران على ضوء الاتفاق النووي والانتخابات التشريعية» كانت موضوع ورشة عمل نظمها الأسبوع الماضي «مركز الإمارات للسياسات» بالعاصمة أبوظبي، وهذه التحولات ستترتب عليها دون شك تداعيات مهمة ستجد لها انعكاسات محلية وإقليمية ستؤثر في تطورات الأحداث على أكثر من صعيد. وعلى الرغم من أن تطورات المشهد السياسي هيمنت على مداولات الورشة من خلال مناقشة التغيرات التي يمكن أن تطال البنية الفوقية، بما في ذلك صراع مراكز القوى داخل النظام الإيراني ضمن ما يُسمى بالمحافظين والإصلاحيين، وبالأخص بعد الانتخابات الأخيرة، فإن المشهد الاقتصادي ممثلاً في البنية التحتية الأساسية للمجتمع ستبقى المحدد الأساسي للتطورات العامة للأوضاع في إيران بعد الاتفاق النووي والانتخابات التشريعية. والمشهد الاقتصادي في إيران سيئ للغاية، كما تشير إلى ذلك البيانات الرسمية، بما في ذلك بيانات المصرف المركزي، فالرئيس روحاني قال بعد تسلمه السلطة من سلفه أحمدي نجاد المتهم بالفساد حالياً «إنه تسلم خزينة الدولة فارغة» جاء هذا التصريح وأسعار النفط في قمتها وتتجاوز 100 دولار للبرميل، فما بالك الآن والأسعار في الحضيض. أما بيانات المصرف المركزي الإيراني، فتشير إلى تحقيق معدل نمو سلبي بلغ 6.8% قبل عامين و2.5% في عام 2014، في حين وصلت البطالة إلى 30% ويعيش نصف السكان تحت خط الفقر بسبب انهيار العملة الإيرانية وهروب رؤوس الأموال وتدهور قطاعات مهمة، كالسياحة والنقل والتجارة وهيمنة الحرس الثوري ومؤسسات المرشد على مفاصل الاقتصاد وتهربهم من دفع الضرائب والرسوم. يضاف إلى ذلك استنزاف مالي كبير ناجم عن تمويل تدخلات إيران في الشؤون العربية، وبالأخص في سوريا واليمن والعراق وبعض دول الخليج وتمويل منظمات تابعة لها، مما يكلف الخزينة الإيرانية مبالغ طائلة ويشكل استنزافاً مستمراً لقدراتها المالية. الانسحاب الروسي من سوريا.. مكسب لـ«داعش»: يقول نوح فيلدمان إن لحظة الإعلان عن «إنجاز المهمة» تأتت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، حيث أعلن عن اعتزام روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا بعد أن نجحت في قلب مجرى الحرب بين الأسد والثوار السوريين. الإعلان يفسر جزئياً لماذا دعم بوتين وقفاً لإطلاق النار وهدنة خلال الشهر الماضي: ذلك أن هدفه كان تعزيز المكاسب التي حققها مع الأسد. ومن منظور المصالح والحسابات الذاتية، يمكن القول إن العملية شكّلت نجاحاً كبيراً بالنسبة لبوتين: تكثيف القصف من أجل خلق أزمة إنسانية، بينما تحقق قواتك تقدماً على الميدان، ثم التفاوض حول سلام حتى تظهر بمظهر الرجل المحب للسلام، مع ضمان عدم قدرة الطرف الآخر على القتال والرد من دون خرق الهدنة. هذا علماً بأنك ستحقق كل ذلك بموازاة مع تعزيز وضعك التفاوضي مع الولايات المتحدة وأوروبا. لكن الإعلان يشير أيضاً إلى أن بوتين لا مصلحة لديه في منح الأسد الدعم الذي يحتاجه لمحاربة قوات «داعش». ومن خلال إعلانه النصر قبل أن يواجه الأسد التنظيمَ المتطرف، فإن لسان حال بوتين يقول إن روسيا لا ترى مشكلة في بقاء «داعش» إلى أجل غير مسمى. والحال أن فقدان بوتين الاهتمام أمر مؤسف، على اعتبار أن استمرار تنظيم «داعش» كـ«دويلة» قائمة مزعزع لاستقرار المنطقة، وسيء للعالم، وكارثي بالنسبة لضحايا قمعها ووحشيتها. لكن للإنصاف ينبغي القول إن لا أحد آخر في المنطقة يبدو مهتماً جداً بمحاربة «داعش». وعلى ما يبدو، فإن بوتين خلص بكل بساطة إلى أنه سيربح أقل إنْ هو حاول قتال التنظيم -مع ما ينطوي عليه ذلك من احتمال الفشل- منه إذا أعلن النصر الآن وانسحب من الميدان. لكن ينبغي ألا يتوهم أحد أن الأسد استشير بشأن قرار بوتين، الذي عكس مصالح روسيا، وليس مصالح نظامه. ولا شك أن الأسد سيفتقد الجنود الروس، وإنْ كان سيستمر ربما في تلقي بعض الدعم الجوي الروسي، لأن الروس أبقوا على قاعدتهم الجوية في حميميم بالقرب من اللاذقية. بيد أنه من غير المستبعد أن الأسد يتفق مع بوتين على أن محاربة «داعش» الآن تمثل خطوة غير واقعية وغير مضمونة النتائج. ذلك أنه سيكون من الخطير جداً أن تسعى سوريا لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم حتى مع دعم روسي، لأن الأسد يحتاج لكل القوات لديه من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققها ضد الثوار السوريين، وخاصة بالقرب من حلب. كما أنه يحتاج لإقامة نوع من الحكومة الفعالة في الجزء الذي يسيطر عليه من سوريا. وذلك معناه أن إعلان الحكومة الروسية يمثل مكسباً مهماً بالنسبة لـ«داعش»، لأن بوتين ضمن أنه لن يكون لدى الأسد خيار آخر غير السعي وراء سلام بارد مع التنظيم، فيحترم حدوده على أمل ألا يسعى لغزو الأراضي التي استعادها الأسد أو الزحف على دمشق. ومن منظور «داعش»، فإن سلاماً بارداً ومؤقتاً مع الأسد يبدو أمراً مغرياً. ذلك أن التنظيم لا يستطيع حكم ملايين العلويين الموالين للأسد. ولأنه يعتبرهم كفاراً، فإنه سيحاول حملهم على تغيير مذهبهم أو طردهم أو قتلهم إن هو تمكن بطريقة ما من كسر النظام. وإلى ذلك، فإن «داعش» لا يستطيع القتال على جبهات متعددة في آن واحد، فهو يواجه قتالاً طويلاً مع الحكومة العراقية التي تحاول استعادة المناطق السنية في العراق. كما أنه من المحتمل أن يواجه نزاعاً طويل الأمد مع تركيا، والتي لا ترغب في «دولة» إرهابية بالقرب من حدودها، ومع الأكراد من كل الأطياف الذين سيقاتلون من أجل كل شبر من الأراضي. وتحت هذه الظروف، فإن مصالحة قصيرة الأمد مع الأسد تبدو أمراً جيداً بالنسبة لـ«داعش». وفضلاً عن ذلك، يمكن القول إن بوتين والأسد أسديا خدمة كبيرة للتنظيم من خلال انتصاراتهما الميدانية الأخيرة على الثوار السوريين الآخرين. وقد لا يحدث ذلك فوراً، لكن «داعش» قد يتحول بسهولة إلى ما يشبه البديلَ السني الوحيد للأسد، وهو ما قد يعني انضمام المزيد من «المتطوعين» إلى صفوفه، بل ودعماً من السوريين السنة المحبَطين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©