الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الجوائز الأدبية بصفتها محفزاً»: الحياد الصافي خرافة

«الجوائز الأدبية بصفتها محفزاً»: الحياد الصافي خرافة
13 نوفمبر 2013 23:14
أقامت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول في ملتقى الأدب بموقع المعرض في أرض المعارض – إكسبو الشارقة ندوة حملت العنوان: “الجوائز الأدبية بصفتها محفزاً”، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة الثانية والثلاثين. شارك في الندوة على التوالي بحسب المتحدثين: الدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والناقد عبدالفتاح صبري ممثلا لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عن جائزة الشارقة للإبداع الشبابي، والدكتور محمد المطوع الأمين العام لجائزة سلطان بن علي العويس. جائزة زايد بداية أشار الدكتور ابن تميم إلى أن “الوعي بأهمية الجوائز الأدبية في العالم العربي قد جاء متأخرا، مقارنة مع العالم الغربي الذي اعترف مبكرا بدورها في تنشيط الحياة الثقافية، فظهرت الجوائز الأدبية تتويجا لنهضته الثقافية والحضارية لتعلي بذلك من شأن أدبائه وعلمائه ومفكريه”. وأضاف: “وتبعا للإحصاءات المنشورة فقد بلغ عدد الجوائز المعروفة في العالم خمسمائة جائزة تقريبا، واتُكِئ في ذلك على جملة من الأسس كالديمومة والمنهج الواضح المعلن، فضلا عن المكانة التي تتمتع بها الجائزة والأصالة والشهرة دوليا وإقليميا ووطنيا”. ثم تحدث ابن تميم عن أشهر الجوائز العالمية في ضوء معايير انتشارها عالميا، أما عربيا فأشار إلى أن “الريادة في مضمار منح الجوائز فإنها تسجل لمصر إذا ما استثنينا “جائزة المغرب العربي” - التي أنشأها الاستعمار الفرنسي عام 1925، وظلت حكرا على الفرنسيين حتى فاز بها الكاتب المغربي أحمد الصفريوي- حيث بدأت مصر بمنح الجوائز في عام 1958 عبر المجلس الأعلى للثقافة، وخليجيا فقد أُسست الجائزة الأولى في السعودية باسم “جائزة الملك فيصل العالمية” عام 1977، ومنحت لأول مرة عام 1979، أما أول جائزة إماراتية فهي جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وأُسست عام 1988. وبعد أن تطرق إلى عدد من الجوائز الأخرى مشرقيا ومغربيا ومحليا أيضا، توقف الدكتور ابن تميم عند جائزة الشيخ زايد للكتاب فتحدث عن نشأتها وأوضح أن قصتها بدأت عندما تقرر عام 2006 إنشاء جائزة تحمل اسم الراحل الكبير الشيخ زايد “تحمل اسمه ودوره الريادي والحضاري في التنمية وبناء الإنسان، وهي جائزة محايدة تشرف عليها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة وتمنح سنويا لمفكرين وباحثين وأدباء شباب وناشرين عن مساهماتهم في ميادين ومجالات معرفية وأدبية متعددة وفق معايير علمية وموضوعية”. وقال أيضا: “تمثل هذه الجائزة تكريما للمبدعين والمفكرين والباحثين واحتفاء بهم، وتقديرا وتشجيعا ماديا ومعنويا وتعريفا بهم عربياً وعالمياً، عبر حرصها على عقد الندوات الثقافية وحضورها في معارض الكتاب الدولية – باعتبارها أحد أهم المنافذ للإعلان عن الجائزة ونشر محتواها الثقافي وفتح آفاق العالمية للفائزين بالجائزة - وتحفيزهم على الخلق والابتكار والتجديد والارتقاء بمشاريعهم ومنجزاتهم الابداعية من أجل خلق حالة ثقافية وتنويرية تتجاوز السائد، وتعيد للثقافة العربية وهجها وتألقها، وتجدد دورها الحضاري والريادي إبان عصورها الذهبية”. كما أضاف في وصف استراتيجيا الجائزة: “ومما أضفى على الجائزة قيمة مضاعفة، التفاتها إلى ميادين بحثية أغفلتها منظومة الجوائز العربية والعالمية كدراسات النقد التشكيلي والنقد السينمائي والموسيقى والمسرح وفنون الصورة والعمارة والخط العربي”. جائزة الشارقة للإبداع الناقد عبد الفتاح صبري أشار إلى أن “جائزة الشارقة للإبداع الشبابي، بمختلف فروعها، تشكل جزءا من حزمة من الجوائز الإماراتية التي استهدفت قطاعات عديدة على نحو جعل من الإمارات الدولة العربية الأولى في هذا المجال إدراكا من الدولة لأهمية دعم الثقافة”. وقال عبد الفتاح صبري: “انطلقت الجائزة في عام 1997، وهي الأولى عربياً التي لفتت الانتباه إلى الكتّاب العرب الشباب الذين لم تكن تلتفت إليهم الجوائز الأخرى فأقبلوا عليها، لأنها جائزة تفتح باب اليقين والثبات أمام الكتاب الذين ما تزال خطواتهم مترددة”. وأضاف: “إن الاهتمام بهذه الشريحة من الكتّاب جعلهم يمضون قدماً في مشاريعهم الابداعية حيث بدأ الاهتمام بها من الكتّاب الشباب من المشرق العربي، لكن الاهتمام بها تزايد عربياً بمرور الوقت ليشمل الكتاب الشباب المغاربة الذين باتوا نسبة مشاركتهم في الجائزة تشكل جزءاً كبيراً من نسبة المشاركات من الوطن العربي عموما”. جائزة العويس أما الدكتور محمد المطوع فقدم ما هو أقرب إلى شهادة عيان في ما يتصل بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية منذ تأسيسها هو الذي كان عضوا في مجلس إدارتها منذ تشكلها، فأشار إلى أن الجائزة قد ولدت في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من أجل تكريم المفكرين والأدباء والمبدعين والكيفية التي تسنى بها للجائزة أن تصبح مؤسسة مستقلة تماما، ما أتاح لمجلس إدارتها أن يتبع سياسة فتح المجال أمام الجميع من المبدعين العرب في الحقول المختلفة للتقدم إلى الجائزة سواء شخصيا أو عبر أحد المؤسسات. وشرح المطوع آلية العمل في الجوائز بالقول إن المؤسسة تستقبل المساهمات ثم تقوم بتحويل نسخ الكتاب إلى ثلاثة محكمين في الوطن العربي من دون أن يعرف أحدهما الآخر ثم يتم استقبال القرارات من دون تدخل من قبل المؤسسة في فروع الجائزة كافة باستثناء جائزة الإنجاز الثقافي التي تمنح لشخصية أو مؤسسة على اعتبار أنه يمتلك مشروعا ثقافيا وحضاريا خدم من خلاله الثقافة العربية. ثم دار حوار مع الجمهور عاد فيه المنتدون الثلاثة، وقدموا اجتهادات وآراء مختلفة حول منح الجوائز، والكيفية التي يتم بها ذلك، ومدى استحقاق الجائزة وما يمثله المحكمون من اعتبارات وسلوك ثقافي يحافظ على منظومة القيم الثقافية العليا؛ وذلك في سياق الرد على نسبية النزاهة في أي جائزة في العالم، مؤكدين على أن فكرة “الحياد الصافي” هي أمر يتصل بالخرافة، بحسب تعبير الدكتور علي بن تميم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©