الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيتنام ومواقع «التواصل»

13 نوفمبر 2013 23:12
إذا قلنا إن فيتنام لديها علاقة مضطربة مع عالم الإنترنت، فقد يكون ذلك تصريح مقتضب. وعلى الرغم من جهود الحكومة للحد منها، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، تحظى بشعبية هائلة في فيتنام، حيث تبلغ نسبة زائري هذا الموقع 70 بالمئة من مستخدمي الإنترنت في فيتنام.(حوالي ثلث سكان فيتنام البالغ عددهم 90 مليون نسمة يستخدمون الإنترنت)، شأنها شأن العديد من الدول، تحاول فيتنام احتضان وادي السيليكون الخاص بها، كما أن هناك مواقع محلية للتواصل الاجتماعي مثل موقعي «زينج مي» و «هاي في إل». ويضم وادي السيليكون الذي تعتزم فيتنام إنشائه العديد من الشركات الناشئة، حيث تقوم الحكومة الفيتنامية بإنفاق 400 ألف دولار لدعم المشروع الجديد. ولكن السلطات حتى الآن غير قادرة على استنساخ جدار الصين العظيم الناري لمنع أي دخول محتوى معاد للنظام، كما أنها تقوم بتضييق الخناق على الآراء المختلفة عبر الإنترنت بالطرق التقليدية مثل المضايقات والاعتقالات. يقدر عدد المدونين والنشطاء الذين اعتقلتهم فيتنام في هذا العام حتى الآن بحوالي 46، لتأتي في المرتبة الثانية بعد الصين، كما تأتي في المركز الـ172 من بين 179 دولة مدرجة في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلين بلا حدود. أن رغبة النظام في فرض رقابة على المعلومات المتداولة عبر شبكة الإنترنت تحتدم بشكل منتظم. ففي شهر أكتوبر، في نفس اليوم الذي أدين فيه مواطن فيتنامي بنشر إعلان على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يطالب فيه بإطلاق سراح أخيه، لجأ ناشط آخر لنفس الموقع لبث أخبار عن اعتقاله من قبل الشرطة. وقد أسفرت حملة المواطن واسمه «دينه نهات وي»، التي قام بها لإطلاق سراح أخيه، وهو ناشط معتقل، عن حكم بالسجن 15 شهراً مع إيقاف التنفيذ عقاباً على نشره أربعة إعلانات على شبكة «فيسبوك» حيث أدين المواطن بـ «سوء استغلال الحريات الديمقراطية»، حسبما ذكرت منظمة «مراسلين بلا حدود». وجذبت القضية الانتباه في عالم المدونات على الإنترنت في فيتنام، لكونها الأولى التي ترتكز على شبكة الإعلام الاجتماعي ذات الشعبية الكبيرة. وقال «روبرتسون»، «أرى أنها واحدة من أوائل القضايا في فيتنام التي يمثل فيها فيسبوك محوراً للاتهام». وأفادت تقارير إعلامية رسمية بأن «وي» نشر التماسات على «فيسبوك» سعياً لإطلاق سراح شقيقه ديتش نجوين خا 26 عاماً، الذي صدر بحقه حكم في مايو الماضي بالسجن ثمانية أعوام بعد إدانته بتوزيع منشورات تنتقد «الحزب (الحاكم) وسياسات الدولة فيما يتعلق بالدين والأراضي» وسياساتها إزاء النزاعات الحدودية مع الصين، وجرى تعديل الحكم لاحقاً إلى السجن أربعة أعوام فقط. وفي الوقت نفسه، وضع أصدقاء المدون «نجوين لا ثان» شريط فيديو على موقع «فيسبوك» عقب اعتقاله في مطار هانوي، حيث ذكر فيه «عندما تشاهدون هذا الفيديو، سيكون من المؤكد أنني قد تم اعتقالي». وفي وقت سابق من هذا العام، أعرب مسؤولون أميركيون عن استيائهم عندما حُكم على «لو كووك كوان»، وهو مدون شعبي ومحام في مجال حقوق الإنسان تلقي تدريبه في الولايات المتحدة، بالسجن لمدة ثلاثين شهراً بتهم ضريبية يعتقد أنها ذات دوافع سياسية. وربما يكون أكثر ما يثير الذهول، أنه من أجل حماية سلطة وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، وتضييق الخناق على وجهات النظر المثيرة للجدل، فقد قامت فيتنام بحظر تقاسم الأخبار عبر شبكة الإنترنت. والقانون، الذي دخل حيز التنفيذ في شهر سبتمبر الماضي، يجعل من غير القانوني لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نشر معلومات تم جمعها من كل مصادر الأخبار تقريباً تحت مسمى «الأمن القومي» ومنع التعدي على حقوق الطبع. أرييل بوجل باحث في «فيوتشر تينس» وهي شراكة بين مؤسسة «أميركا الجديدة» بجامعة أريزونا ومجلة «سليت» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©