الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وإسلام آباد... توترات ما بعد مقتل «محسود»

13 نوفمبر 2013 23:12
قبل أسبوعين، كان رد فعل أعضاء حكومة رئيس وزراء باكستان نواز شريف غاضباً فيما يتعلق بمقتل زعيم حركة «طالبان باكستان» بواسطة طائرة أميركية من دون طيار، حيث ذكروا أن هذه الضربة أحبطت فرص محادثات السلام مع الجماعة بشأن إنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأرواح في شمال غرب باكستان في السنوات الأخيرة. ولكن اليوم، تشير الحكومة إلى أن خطط محادثات السلام ما زالت تمضي قدماً على الرغم من مقتل زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود، حيث قال رئيس الوزراء نواز شريف ، إن هناك إجماعاً سياسياً في الدولة لبذل جهود من أجل تحقيق السلام. وأشار شريف إلى الحاجة لإرجاع «العناصر المرتبكة والمضللة إلى المجتمع». كما تم تخفيف حدة الانتقاد الموجه للولايات المتحدة. فكثيراً ما ذكر شريف أن باكستان لا تستطيع المجازفة بعزل نفسها عن العالم. كما ذكر «سارتاج عزيز»، مستشار نواز للشؤون الخارجية والأمن القومي أن «هناك علاقة طويلة الأمد (بين الولايات المتحدة وباكستان). ونحن نحاول الآن إيجاد حل للمشكلة التي ظهرت». كما تم استدعاء السفير الأميركي في باكستان لوزارة الخارجية للاحتجاج على مقتل محسود. وقالت الخارجية في بيان لها: «إن مقتل زعيم طالبان سيكون له تأثير سلبي على الجهود الرامية إلى التفاوض مع حركة طالبان، ولكن الحكومة ستستمر في ملاحقتهم لوضع حد لأعمال العنف الجارية. وأعادت الولايات المتحدة مؤخراً مساعدات عسكرية واقتصادية تزيد قيمتها على 1.6 مليار دولار إلى باكستان التي ترغب في توسيع علاقاتها مع أميركا في مجالي الطاقة والتجارة. وذكر وزير الداخلية الباكستاني يوم السبت أن الولايات المتحدة «دمرت الطريق إلى السلام». وقال فيما بعد إن تعليقاته السابقة قد خلقت علاقات أكثر توتراً مع الولايات المتحدة. وطالب زعيم حزب «حركة الإنصاف» المعارض عمران خان، والذي له نفوذ سياسي، الحكومة بإغلاق طرق الإمدادات في باكستان لقوات حلف شمال الأطلسي المنتشرة في أفغانستان. وفي مقابلة له مع تلفزيون «دنيا» قال خان: إن ذلك من شأنه أن يتسبب في ضربة مالية كبيرة للولايات المتحدة. كما أطلقت «جماعة الإسلام»- وهى حليف لحزب خان- على «محسود» لقب «شهيد». ووعدت الحكومة بمناقشة الخيارات مع سياسيين وقالت إنها لا تعتقد أن إغلاق طريق الإمدادات سيوقف غارات الطائرة من دون طيار. ولكن حتى الآن تم تجاهل مناشدات «خان» وغيره كما يبدو أنه من غير المرجح أن الجيش الباكستاني القوي يفضل حدوث أي اضطرابات كبيرة في العلاقات الأميركية. وبينما يعارض الجيش رسمياً ضربات الطائرة من دون طيار - ويشعر بالقلق من المصالح الأميركية في المنطقة – إلا أن «إيجاز حيدر»، كاتب عمود باكستاني، يقول إن الجيش قد يعارض غلق خطوط إمداد «الناتو» عبر البلاد. وقد أغلقت باكستان طرق الإمداد آخر مرة عقب مقتل 24 جندياً باكستانياً في غارات لـ«الناتو» في نوفمبر 2011. وقد ردت باكستان الغاضبة بوقف توريد المواد الخاصة بالمجهود الحربي لـ«الناتو» في أفغانستان لمدة سبعة أشهر. إن غضب باكستان لمقتل جنودها أمر مفهوم. ولكن اتخاذ نفس النهج لمقتل رجل مسؤول عن مقتل الآلاف من الجنود والمدنيين الباكستانيين فضلاً عن المحاولة المزعومة لشن هجوم إرهابي على ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك، فإنه أمر غير مقبول من قبل الولايات المتحدة أو الجيش الباكستاني. ويقول حيدر «على الرغم من أن هجمات الطائرة من دون طيار تعتبر غير قانونية دولياً، وأن الحكومة الباكستانية لم تعط موافقتها على شن هذه الضربات خلال العامين الماضيين، إلا أنه لا يزال هناك شخص مسؤول عن قتل آلاف الباكستانيين، والتخطيط للهجوم على المدنيين والقوات المسلحة». وقالت شاميلا تشودري، وهي زميلة بارزة في مؤسسة أميركا الجديدة والمديرة السابقة لمجلس الأمن القومي الأميركي لأفغانستان وباكستان، إن باكستان بإمكانها قبول مقتل قادة «طالبان» في الظروف العادية، لكن توقيت الهجوم «هو ما أغضب الحكومة الباكستانية». وتتذكر «تشودري» زيارة الجنرال أحمد شجاع باشا، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية لواشنطن في أبريل 2011 عقب قيام «ريموند ديفيس»، عميل وكالة المخابرات المركزية الأميركية بقتل شابين في لاهور في يناير من العام نفسه، حيث كان «باشا» يسعى لتهدئة العلاقات مع الولايات المتحدة، وعقب عودته مباشرة لبلاده، شنت الولايات المتحدة غارات بطائرة من دون طيار على المناطق القبلية بباكستان. «لقد أغضب ذلك الباكستانيين في ذلك الوقت، لأن الأمر بدا كما لو كان الجنرال باشا قد أعطى موافقته على هذه الضربات أو أن الولايات المتحدة رافضة لهذه الحساسيات الباكستانية»، حسبما قالت تشودري. وينطبق نفس الأمر على مقتل محسود الذي جاء في وقت تمد فيه الحكومة يدها. «إن سوء تقدير الوقت يظهر أنه لا يزال هناك نقص في الوعي، والنظر في كلا الجانبين فيما يتعلق بالحساسيات المحلية المرتبطة بتعاونهما». وقد دافع عضو الكونجرس «مايك روجرز»، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، عن ضربة الطائرة من دون طيار التي أدت إلى مقتل محسود، وذلك خلال برنامج «واجه الأمة»، الذي يُذاع على شبكة «سي. بي، إس» الأميركية يوم الأحد. وبثت تعليقاته على نطاق واسع في قنوات التلفزيون الباكستاني، حيث قال «روجرز»: لقد كان رجلاً سيئاً. وقد تلقينا معلومات مؤخراً أثارت قلقنا بشأن سلامة قواتنا. واليوم أشعر بالاطمئنان قليلاً على قواتنا أكثر من قبل»، وأضاف: «علينا حماية جنودنا في الميدان والحريات المدنية باستخدام كافة الوسائل القانونية». صاعب امتياز كراتشي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©