«بيئة أبوظبي» تجدد تنفيذ برنامج مراقبة أبقار البحر

نظمت هيئة البيئة أبوظبي وشركة “توتال” أمس حفلاً لتجديد اتفاقية التعاون المشترك للاستمرار في تنفيذ برنامج الهيئة لمراقبة أبقار البحر ودراسة بيولوجيتها ومواطنها وتوزيعها الجغرافي في المياه الإقليمية لدولة الإمارات والذي ترعاه شركة “توتال” منذ عام 1999. وأصدرت “ناشيونال جيوجرافيك” خلال الحفل الذي أقيم على مسرح مبنى المعمورة كتاباً جديداً بعنوان “أبوظبي الطبيعة المحمية”. وقالت رزان خليفة المبارك أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي في كلمتها خلال الحفل، إن نسبة كبيرة من أبقار البحر الموجودة في العالم توجد في مياه الخليج العربي، ويوجد منها حوالي “40” في المائة من هذه التجمعات في مياه أبوظبي مما يجعل دور الدولة وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص في حماية أبقار البحر مهماً في الجهود الإقليمية والعالمية المبذولة لحماية هذا النوع من الحيوانات. وأوضحت أنه ومنذ عام 1999 وبتمويل من شركة توتال، تنفذ الهيئة دراسة حول أبقار البحر في الدولة والتي ساهمت في التعرف على مواقع انتشارها. وأضافت أن دراسات المرحلة الأولى استمرت أربع سنوات، وتركزت على جمع معلومات عن توافر وتوزيع هذه الأنواع ووضعها وحمايتها في المياه الإقليمية للدولة، مشيرة إلى أن دراسات المرحلة الثانية توسعت لتشمل النواحي البيولوجية والبيئية إلى جانب تركيبة هذه النوع حيث تم تحديد المخاطر التي تهدد أبقار البحر من خلال التعرف على أسباب نفوقها، فضلاً عن أسباب تدهور وفقدان الموائل. وقالت المبارك إنه تم جمع بيانات عن بيئة وبيولوجية أبقار البحر بما في ذلك دراسة أنماط هجرتها من خلال تتبعها عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تحديد المناطق المحمية البحرية وتعزيز التعاون الإقليمي المشترك بين الدول التي يوجد بها هذا النوع من خلال وضع مذكرة تفاهم لحماية أبقار البحر على المستوى الإقليمي. ومن جهته، أكد جان لوك جيزو رئيس توتال قوة العلاقات التي تربط توتال بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1939، موضحاً أن توتال تحرص على تعزيز التعاون وبناء الشراكات طويلة الأمد مع الدول المضيفة في جميع أنحاء العالم. وأشاد جيزو بالشراكة بين هيئة البيئة في أبوظبي وشركته في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تؤكد التزام حكومة أبوظبي بحماية البيئة، مشدداً على أن “توتال” ستستمر في دعم أبوظبي لتحقيق التزاماتها نحو حماية البيئة. ومن ناحيته، استعرض كلود ريف مؤلف كتاب “أبوظبي: الطبيعة المحمية” الذي صدر في نسختين عربية وإنجليزية وأخرى فرنسية، كيفية اعداد الكتاب وجمع المعلومات والصور وكيفية إجراء بعض البحوث عن التنوع البيولوجي والنظم البيئية في إمارة أبوظبي وأشار إلى مساهمة سلطان الحجي نائب رئيس “توتال” في تنفيذ مشروع دراسة أبقار البحر وفي إصدار كتاب “أبوظبي: الطبيعة المحمية”. وأوضح أن دعم توتال لبرنامج المحافظة على أبقار البحر يأتي في إطار دعمها للجهود المبذولة من قبل دولة الإمارات لحماية أبقار البحر واتخاذ تدابير حاسمة للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة. ولفت إلى أن كتاب “أبوظبي: الطبيعة المحمية” يهدف إلى زيادة الوعي حول أبوظبي على المستوى العالمي، معربا عن سعادته بقيام “ناشيونال جيوجرافيك” وللمرة الأولى بنشر كتاب عن البيئة في أبوظبي باللغة العربية. يذكر أن أبقار البحر أو ما يعرف بـ”الآطوام” من الحيوانات الثديية النباتية الوحيدة المعروفة والمتبقية من عائلتها وكلها مدرجة تحت قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض، وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وتنتشر أبقار البحر في حوالي “48” دولة وتوجد نسبة كبيرة منه في مياه الخليج العربي. وقد تم مؤخراً إدراج أبقار البحر ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والتي صدرت في عام 2009 تحت فئة “الكائنات المعرضة للانقراض”. وفي إطار التزامها باتفاقية حماية أبقار البحر، اتخذت حكومة دولة الإمارات وهيئة البيئة في أبوظبي زمام الأمور في الجهود العالمية التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية الأنواع المهاجرة لحماية هذه الحيوانات.