الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التأثير العربي··· معدوم!

21 مارس 2009 03:14
الهجرات العربية إلى الولايات المتحدة وكندا قديمة نسبياً، لكنها تزايدت في العقود الأخيرة بسبب الأحوال السياسية والاقتصادية السيئة التي يمر بها العالم العربي، مما دفع مئات الآلاف من المواطنين العرب إلى الهروب من أوطانهم إلى الدنيا الجديدة··· إلى عالم ما الحرية والديمقراطية والفرص··· كما يتخيلون قبل وصولهم ومواجهة الواقع الأليم· وهناك اليوم مئات آلاف الأميركيين والكنديين ذوي أصول عربية، وكثير من هؤلاء الأميركيين والكنديين العرب قد حققوا نجاحات شخصية عظيمة في مهنهم، فأصبح من بينهم الطبيب والمهندس والفني والكاتب ورجل الأعمال، ممن يشار إليهم بالبنان ومن يحتلون مكانة ممتازة في مجتمعاتهم المهنية· وفي كندا والولايات المتحدة، تلعب هذه الأصول الإثنية التي تجنست وأصبح أهلها مواطنون، دوراً مهماً في النظام الانتخابي السياسي الديمقراطي· وفي بلاد تعتمد المؤسسة الديمقراطية فيها على الصوت الانتخابي، تكتسب الجماعات مكانتها في الأحزاب المتنافسة، حسب وجودها الفعلي ومساهمتها الإيجابية··· لكن وللأسف، فإن الوجود العربي الكثيف في كندا لم يستطع إلى الآن أن يصبح مؤثراً بالشكل المطلوب إن لم أقل إنه غير موجود إلا في دوائر محدودة للغاية (اتحادات الطلاب والعمال)· سبب هذا الحديث اليوم حادثتان وقعتا في كندا وفي تل أبيب؛ في لقاء صحفي (مبرمج) خرج وزير الهجرة والمواطنة الفيدرالي الكندي فجأة ليشن هجوماً شديداً وقاسياً على الاتحاد الكندي العربي (كاف)، وهو المنظمة التي بناها العرب الكنديون بشق الأنفس ونالت الاعتراف بها رسمياً من قبل الدولة والمجتمع، وظلت تحظى بالاحترام والتقدير والتمويل الرسمي لبرامجها الثقافية والتعليمية، ومنها برنامجها لتعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين الجدد وبرامج التأهيل للبحث عن العمل···إلخ· والمبرر الذي قدمه الوزير المتحمس ما نسب في حديث خلال اجتماع عام قال فيه رئيس الاتحاد (الكاف) إن وزير الدولة للخارجية رفض إدانة الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة لأطفال فلسطين في غزة بنتها ''اليونسكو'' والوكالة بأموال دافع الضرائب الكندي··· بل إن وزير الدولة للخارجية ذهب إلى أكثر من من ذلك، مبدياً تأييده لحرب إسرائيل على غزة باعتبار أن ذلك حقاً مشروعاً لإسرائيل! ومضى وزير الهجرة إلى أبعد من ذلك، فأعلن أنه يفكر الآن في سحب التمويل الذي تقدمه وزارته لبرامج (الكاف)، وأنه قد امتنع عن التعاون مع (الكاف)··· والتمويل المشار إليه تقريباً قد يصل إلى نصف مليون دولار! الحدث الثاني، جاء على لسان وزير الخارجية أثناء زيارته لإسرائيل بعد لقائه وزيرة الخارجية ومحادثاته معها ومع رئيس الوزراء المكلف، إذ نقلت عنه الصحف الكندية أن ''انطباعه بعد لقائه القادة الإسرائيليين هو أن الاتفاق تام بين كندا وإسرائيل حول كل القضايا التي تحادثوا فيها، وأن كندا تؤيد إسرائيل في كل خطواتها السابقة واللاحقة للدفاع عن أمنها وأمن سكانها المدنيين، وأنهم جميعاً أعربوا عن تقديرهم للموقف الأخلاقي لحكومة رئيس الوزراء هاربر تجاه إسرائيل''· وعندما سئل عن موقف كندا من طلب الأمم المتحدة من المجتمع الدولي ستمائة مليون دولار لإعادة بناء وإعمار ما دمرته إسرائيل في غزة، امتنع عن التعليق، وقال: المهم ألا تصل تلك المعونات لـ''حماس''! وهنا أود أن أسأل: أين الجامعة العربية؟ ماذا هي فاعلة في مجال العلاقات الرسمية مع كندا التي تبدو اليوم وهي تحل محل أميركا بوش في تأييد ودعم إسرائيل؟ إن وزير الخارجية الكندية زار إلى جانب إسرائيل، كلاً من عَمان ورام الله والقاهرة وشرم الشيخ··· فماذا أنتم قائلون له ولنا·· حفظكم الله؟ عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©