أسهم صندوق الزكاة منذ تأسيسه قبل سبع سنوات في تحقيق مجتمع متكافل اجتماعياً ومتلاحم إنسانياً، ونشط في مجال تنمية العمل الخيري، وخدمة المحتاج، وفق أسس الشريعة الإسلامية، منطلقاً من برامج تستهدف للعناية بالفقراء والمحتاجين والمستحقين.
وبلغ حجم أموال الزكاة التي أنفقها الصندوق منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، نحو 50 مليوناً و300 ألف درهم لمساعدة المستحقين من خلال مشاريعه المختلفة التي تندرج تحت المصارف الشرعية لهذه الفريضة، كما بلغت إيرادات الصندوق خلال الفترة نفسها نحو 79 مليوناً و500 ألف درهم، ما يعكس تزايد حجم الثقة بينه وبين المتعاملين.
ومع بداية العام الجاري أطلق الصندوق خطته الاستراتيجية الثالثة (2011 /2013) تحت شعار “مرحلة التمكين” التي جاءت بعد مرحلتين سابقتين، هما مرحلة التأسيس عام 2005 ثم تبعتها مرحلة الانطلاقة عام 2010، والتي استطاع فيهما الصندوق الوصول إلى الصدارة والريادة بين المؤسسات الزكوية على مستوى الخليج، والمنطقتين العربية والإسلامية بمشاريعه وخدماته الإلكترونية الرائدة.
وجاءت المرحلة الجديدة من مراحل التمكين بهدف إيجاد مجتمع متلاحم محافظ على هويته، تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة للدولة، وذلك من خلال أهداف استراتيجية الأربعة هي، المساهمة في زيادة الوعي بمفهوم الزكاة، وتنمية موارد الصندوق من الزكاة والموارد المالية الأخرى، والمساهمة في تحسين المستوى المعيشي للفئات المستحقة، وضمان أن كل الخدمات الإدارية تتم بجودة عالية وكفاءة وشفافية وفي الوقت المحدد.
ويكمن سر نجاح صندوق الزكاة خلال السنوات السبع الماضية من عمره في أن له خمسة برامج إلكترونية مسجلة كمصنف في وزارة الاقتصاد، بجانب 14 برنامجاً إلكترونياً، كلها نفذت بأيدي أبناء الصندوق، بالإضافة إلى 40 برنامجاً سيتم إطلاقها خلال مرحلة التمكين، وهو ما أهل الصندوق للحصول على جائزتين من جوائز برنامج الشيخ خليفة للأداء الحكومي المتميز في أول مشاركة له العام الماضي في مجالي رضا المتعاملين والموارد البشرية.
ومن بين أهم البرامج التي أطلقها الصندوق هذا العام البرنامج الإلكتروني “أنجز عملك من مكانك”، وذلك لتسهيل عمل موظفي الصندوق خلال مهامهم الرسمية التي تكون خارج العمل أو في إجازاتهم السنوية بغية تخفيف العبء عنهم والاستثمار الأمثل للموارد البشرية، وضمان الجودة في سير العمل.
ويعد البرنامج الأول من نوعه الذي يطبق في مؤسسة حكومية، حيث يراعي المرونة في العمل، واختصار الوقت، وتحقيق هدف من أهداف الصندوق بإنجاز معاملات توصيل الزكوات لمستحقيها في أسرع وقت وبكل سهولة ويسر.
أنشطة متعددة
شارك صندوق الزكاة في أنشطة متعددة داخل الدولة وخارجها، ففي يناير الماضي ترأس الصندوق المؤتمر السنوي الثامن
للمؤسسات الزكوية بدول مجلس التعاون الخليجي والذي عقد بمملكة البحرين بدعوة من وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لمناقشة أهم المستجدات على الساحة الزكوية بالمنطقة، وتبادل الخبرات والآراء.
وفي فبراير الماضي وقع سوق أبوظبي للأوراق المالية مذكرة تفاهم مع صندوق الزكاة بهدف تفعيل خدمة “زكاة أسهمي” المطروحة على الموقع الإلكتروني للصندوق، وذلك من خلال تضمين الموقع الإلكتروني لسوق أبوظبي للأوراق المالية ايقونة خاصة بالخدمة المشار إليها بغية تسهيل عملية تحصيل أموال الزكاة عن طريق القنوات الإلكترونية بالسوق، بالإضافة إلى رعاية البرنامج على موقع الصندوق من قبل السوق.
واستمرت مسيرة العطاء مع صندوق الزكاة قدر حجم أموال الزكاة التي أنفقها الصندوق منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث نحو 50 مليوناً و300 ألف درهم لمساعدة المستحقين من خلال مشاريعه المختلفة التي تندرج تحت المصارف الشرعية لهذه الفريضة.
وقام الصندوق بتحمل تكاليف علاج 513 شخصاً بالكامل من خلال مشروع “أجر وعافية”، وذلك بإجمالي 8 ملايين و103 آلاف و915 درهماً، حيث يهدف المشروع إلى مد يد العون إلى المرضى المحتاجين الذين يجدون صعوبة في تحمل تكاليف العلاج .
وأنفق الصندوق نحو مليون و111 ألف درهم لمساعدة نحو 40 من أسر السجناء الذين تعثروا مالياً بعد دخول معيلهم إلى السجن من خلال مشروع “تواصل” الذي يهدف إلى رعاية أسر السجناء أثناء وجود عائلهم في المؤسسة العقابية، إلى جانب رعاية السجين نفسه.
كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمها الصندوق لمساعدة الأيتام وأسرهم من خلال مشروع “كافل” نحو مليون و932 ألف درهم
استفادت منها 78 من أسر الأيتام غير القادرة، حيث يهدف المشروع إلى رعاية الأيتام وأسرهم ودعمهم مادياً ومعنوياً وتحويلهم إلى عناصر منتجة وفاعلة في المجتمع ودمجهم فيه.
وأنفق صندوق الزكاة عن طريق مشروع “تلاحم” نحو مليونين و88 ألف درهم لمساعدة 57 امرأة مطلقة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المعيشية الأساسية، حيث يعمل المشروع على توفير مساعدات شهرية أو مقطوعة للمحتاجات منهن، تقدر بحسب احتياجات كل حالة، ويتم اعتمادها بعد إجراء بحث دقيق، كما استفادت 68 أرملة من غير القادرات على مواجهة تكاليف الحياة من مشروع “رحمة” بإجمالي مليون و756 ألف درهم.
وقام الصندوق من خلال مشروع “وقل ربي ارحمهما” بتقديم نحو مليونين و93 ألف درهم لـ96 مسناً من مستحقي الزكاة الذي يهدف إلى تقديم المعونة المالية لفئة كبار السن، بهدف تسهيل الظروف الصعبة التي تواجههم وضمان توفير الحياة الكريمة لهم.
واستفاد ألفان و393 شخصاً من ضعاف الدخل المستحقين للزكاة من مشروع “داعم” الذي قدم لهم نحو 10 ملايين و900 ألف و761 درهماً، ضمن أهم المشروعات التي يتبناها الصندوق ليقدم مساعدات شهرية أو مقطوعة للأسر التي تعاني عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المعيشية المختلفة بسبب ضعف دخلها.
تقديم العون لغير القادرين
وعبر مشروع “أمل” كان الصندوق حريصاً على تقديم يد العون لغير القادرين مالياً من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قدم مليوناً و64 ألفاً و500 درهم لنحو 50 شخصاً من تلك الفئة التي تأتي ضمن أهم الفئات التي يوليها الصندوق الاهتمام والدعم المادي والمعنوي، وذلك إيماناً بأهمية دمجهم في المجتمع باعتبارهم أشخاصاً منتجين وفاعلين في الدولة وعنصراً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه في بناء الوطن، وبلغ إجمالي المساعدات المقطوعة المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة 238 ألفاً و500 درهم بينما وصل عدد المساعدات الدائمة إلى 72 ألف درهم.
واستفاد نحو 180 شخصاً من العاطلين عن العمل من مشروع “إعانة” بإجمالي بلغ مليوناً و612 ألفاً و650 درهماً اشتملت على مساعدات شهرية ومقطوعة أغلبها في النصف الأول من العام الجاري، حيث يتم من خلال هذا المشروع صرف مساعدات شهرية قد تصل في بعض الحالات إلى 7 آلاف درهم.
ومن خلال مشروع “مودة”، قدم الصندوق مساعدات مالية لنحو 121 من المواطنات المتزوجات من أجانب والذين لا يستطيعون تحمل أعباء ونفقات الحياة بإجمالي 5 ملايين و94 ألف درهم.
وبلغ إجمالي عدد طلاب المدارس غير القادرين الذين تحمل الصندوق تكاليف دراستهم بالكامل من خلال مشروع “اقرأ” نحو ألفين و128 طالباً وطالبة بإجمالي 8 ملايين و448 ألفاً و801 درهم بهدف إعانة طالب العلم غير القادر على تسديد الرسوم الدراسية وتمكينه من مواصلة تعليمه وتركيز جهده واهتمامه على الدراسة بما يضمن له تحقيق التحصيل العلمي بتفوق بما يجعل من هؤلاء الطلبة عناصر منتجة وفاعلة تكون مستقبلاً دافعة للزكاة بعد أن كانت مستحقة لها.
واستفاد 56 شخصاً من غير القادرين من مشروع “وقل ربي زدني علماً” الذي وفر لهم تكاليف التعليم الجامعي بالكامل بإجمالي 6 ملايين و806 آلاف و130 درهماً.
وقدم صندوق الزكاة عن طريق مشروع “فزعة” نحو 60 ألف درهم لثلاث أسر من المنكوبين الذين تعرضوا لكوارث وحوادث مفاجئة شلت قدرتهم المالية على تحمل تكاليف الحياة، كما قدم عبر مشروع “أمتي” نحو مليون و342 ألف درهم لمساعدة 290 شخصاً ممن دخلوا حديثاً إلى الإسلام، وكذلك مليوناً و701 ألف درهم لنحو 68 من المدنيين غير القادرين على تسديد ديونهم عبر مشروع “خلاص”.
ثقة بين المتعاملين والصندوق
وصلت حصيلة إيرادات صندوق الزكاة منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية الربع الثالث عبر مختلف وسائل دفع الزكاة نحو 79 مليوناً و500 ألف درهم، وهو ما يعكس تزايد حجم الثقة بين المتعاملين والصندوق واجتذاب أعداد جديدة من المزكين، حيث بلغ حجم إيرادات الصندوق من الجمهور خلال شهر رمضان الماضي نحو 44 مليوناً و456 ألفاً و766 درهماً عن طريق مختلف وسائل التحصيل من أموال زكاة وصدقات، إضافة إلى زكاة الفطر.
وبلغ إجمالي حصيلة أموال الزكاة فقط خلال الشهر الفضيل نحو 44 مليوناً و107 آلاف و882 درهماً، فيما بلغت أموال الصدقات المحصلة نحو 234 ألفاً و999 درهماً، كما تسلم الصندوق نحو 113 ألفاً و885 درهماً من المتصدقين كزكاة فطر.
وجاءت الإيرادات المباشرة للصندوق في المرتبة الثانية بإجمالي 17 مليوناً و420 ألفاً و668 درهماً بنسبة تقدر بنحو 19 ر39 بالمائة من إجمالي الأموال المحصلة، وحلت التبرعات عن طريق الصراف الآلي للبنوك في المرتبة الثالثة بإجمالي مليون و944 ألفاً و640 درهماً بنسبة تصل إلى 37 ر4 بالمائة.
أفضل خدمة إلكترونية
كرمت حكومة الإمارات الإلكترونية صندوق الزكاة ضمن الجهات الحكومية التي فازت بالترشح لجائزة الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي في فئة أفضل خدمة إلكترونية موجهة للأفراد، وذلك عن جهاز الصراف الآلي الخاص بالصندوق.
وقام صندوق الزكاة خلال العام الجاري بتدشين خمسة أجهزة صراف آلي خاصة به، في البوادي مول، ومركز اكسترا بمدينة العين، والمهيري سنتر بمدينة أبوظبي، وجهازين بالمنطقة الغربية بمركز تم بفرعيه بالسلع وغياثي، ليصل عدد الأجهزة إلى 15 جهازاً، وجار تجهيز مجموعة جديدة من الأجهزة لتوزيعها على بقية إمارات الدولة.
مذكرات تفاهم لتحصيل الزكاة
استطاع الصندوق أن يوقع عدداً من مذكرات التفاهم مع البنوك والمصارف الإسلامية، لتحصيل الزكاة عبر أجهزة صرافاتها الآلية، وتم تفعيل هذه الخدمة في 1750 جهاز صراف آلي للبنوك والمصارف الإسلامية بالدولة، كما تم تدشين الموقع الإلكتروني الجديد للصندوق خلال 2011 والذي يعد نقلة نوعية وتقنية تواكب مستجدات العصر وتبرز خدمات الصندوق وأهدافه في صورة متطورة تيسر عملية تصفح الموقع في يسر وسهولة وشاملة كل المعلومات التي تهم متصفح الموقع الزكوي الأبرز على مستوى العالم بخدماته ومواضيعه المتفردة، وتم تطويره بناء على أساس اعتماد المعايير القياسية التي طلبتها الهيئة العامة للمعلومات، بجانب قابلية الموقع لإضافة عدد من اللغات مستقبلاً مع اللغتين العربية والإنجليزية. وأطلق الصندوق خدمة دفع الزكاة من خلال بوابة حكومة أبوظبي الإلكترونية بهدف تسخير التكنولوجيا الحديثة لتعزيز هوية الدولة من خلال توفير وسيلة تقنية تسهم في أداء الركن الثالث من أركان الإسلام، وتقديم خدمات حكومية حديثة ترقى للعالمية وفق مفاهيم التنمية المجتمعية المستدامة.
عدد اليوم
