استقبل اتحاد كرة القدم مساء أمس، الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، قائد منتخب «التانجو» الأسبق وسفير الرياضة في دبي، وذلك تلبية لرغبة الأخير في زيارة مقر الاتحاد، والتعرف على مسؤوليه، وكان في مقدمة المستقبلين، يوسف السركال رئيس الاتحاد، ويوسف عبد الله الأمين العام، وعبد القادر حسن مدير إدارة المنتخبات وعدد من مسؤولي وموظفي الاتحاد، وعقب اللقاء اصطحب السركال النجم الأرجنتيني، في جولة لمنشآت الاتحاد.
وعن دوافع طلبه زيارة الاتحاد في خطوة مفاجئة، أكد ماردونا أن الزيارة تأخرت بالفعل، حيث كان يجب أن تتم فور وصوله إلى الإمارات، لأن الاتحاد هو بيت كرة القدم وكل الرياضيين، وقال «كانت لدي رغبة منذ وقت طويل للتعرف على قيادات اتحاد الكرة، ومن يقودون اللعبة، وأن الزيارة هدفها الوحيد، هو التعرف على مسؤولي الاتحاد برئاسة السركال الذي اعتز به كثيراً، وتشرف بالتعرف عليه، واحترم ما يقوم به هو وأعضاء مجلس الإدارة، من جهد لتطوير اللعبة، وهو ما يظهر في مسيرة منتخب الإمارات، خصوصاً عقب فوزه بكأس الخليج، حيث لا يزال «الأبيض الكبير» يقدم كرة قدم جميلة وبقيادة فنية إماراتية».
ولفت مارادونا إلى أنه سمع عن ترشحه لتدريب منتخب الإمارات خلال فترة عمله مع نادي الوصل، ولكنه لم يكن يفكر في تلك الخطوة لأن الوقت لم يكن مناسباً للقيام بها، وقال «حالياً أن أستمتع هنا في دبي، ولكن لا يعني ذلك أنني جئت إلى هنا للعمل، بل لبحث إمكانية تقديم الدعم لخطط الاتحاد لإعجابي، بما يتم من عمل لتطوير الكرة الإماراتية».
وعن رأيه، في رفض طلب ميلان الإيطالي، بأداء مباراة ودية أمام منتخب الإمارات، حتى لا يتم إيقاف الدوري، قال «لا يمكن إضاعة فرصة لمواجهة عملاق أوروبي بحجم ميلان الإيطالي، كان يجب على مسؤولي لجنة دوري المحترفين، أن يكون لديهم نظرة أبعد، سعياً لتحقيق استفادة جيدة لفرق الإمارات، وللمنتخب من مواجهة ميلان ودياً، أنا أؤمن بأن روح الانتصارات والأداء القوي هو عبارة عن عدوى، لذلك كان من المفيد أن تتاح فرصة للاعبي الإمارات المحليين أعضاء المنتخب الوطني الأول، بالتعرض لعدوى الاحتراف الحقيقي من لاعبي ميلان والاحتكاك بهم».
وفيما يتعلق بدوره في دعم دبي خلال منافستها على نيل شرف استضافة معرض «إكسبو2020»، قال «نحن نعمل بكل طاقتنا في هذا الملف، والتقيت عدداً من القضاة المحكمين في الملفات المقدمة، وعرضت عليهم لماذا يجب أن تفوز دبي بهذا الملف، لأن دبي هي الأكثر تقدماً في شتى مجالات الحياة، ولكونها محطة عالمية مهمة في مجال الاقتصاد العالمي، كما وقعت على كرات كرة قدم وقمصان مختلفة لمسؤولي اللجنة المنظمة لهذا المعرض».
وأضاف ثقتي في فوز دبي بالتنظيم والاستضافة لا تتزحزح، وأنا واثق من حسم «دانة الدنيا» السباق لمصلحتها، لو أراد مسؤولو هذا المعرض إنجاحه، وتحقيق تطور كبير في مسيرته، ويكفي السجل المشرف لدبي وللإمارات، في مجال تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الكبيرة».
كما تحدث مارادونا عن أزمة كوزمين مع نادي العين، وقال «ما فعله المدرب الروماني يثبت صدق موقفي ويثبت كلامي بحقه، عندما تطاول علي، من أجل هدف في مباراة جمعت الوصل والعين، وهو تعامل معي بأسلوب غير مهذب، والآن ظهر هذا المدرب على حقيقته أمام الناس، وأنا سعيد لأن الوقت والتاريخ أثبتا أن كلامي يصدق دائماً، وآرائي التي تقابل بالرفض فور التصريح بها، مع مرور الوقت تتحول إلى حقائق دامغة كما في حالة كوزمين الذي وصفته بأنه غير مهذب وما زلت عند قناعاتي».
كما أشاد مارادونا بالمنشآت الخاصة باتحاد الكرة وبما شاهده خلال زيارته للاتحاد، وقال «ما يوجد هنا من منشآت هو إنجاز كبير لكرة الإمارات، وشيء رائع سوف يطور من قدرات جميع المنتخبات وأطراف اللعبة، وهذه المنشآت والمشاريع الخاصة بالاتحاد، من شأنها أن تضمن تطور اللعبة، وتبث الثقة في المنتمين إليها، لذلك أنا أعرض خدماتي على الاتحاد، وتحت أمره متى ما أراد الاستفادة من خبراتي في أي مشروع أو مجال يهدف لتطوير اللعبة نفسها، ولكن لا يعني ذلك أن اللقاء الذي تم يتعلق بتوقيع عقود، أو القيام بإشراف على فرق أو منتخبات، بل هي زيارة ودية تعارفية تتبعها زيارات أخرى، لأنني ابن كرة القدم واللعبة في دمي، كما أن مجال التدريب في دمي، ولم أتركه، ولكني لا أزال في فترة استراحة».
السركال: فكرنا في إسناد مسؤولية تدريب المنتخب الأول إلى مارادونا
دبي (الاتحاد) ــ أكد يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، أن مجلس الإدارة بالفعل فكر في التعاقد مع مارادونا لقيادة المنتخب الوطني، بعد مرحلة السلوفيني كاتانيتش، وبعد النجاحات الأولية التي حققها مع الوصل، غير أن القدرات الفنية والقيمة العالية التي كانت تتوافر لمهدي علي، بناء على نجاحاته في قيادة منتخبات الشباب، وانتهاء بالأولمبي كانت كافية بحسم القرار لمصلحته. وقال «بالفعل الاستفادة بحجم نجم مثل مارادونا، فكرة خطرت في عقل الاتحاد سابقاً، ولكن وقتها الظروف كلها كانت تصب في مصلحة مهدي علي الذي لم أجد من هو أفضل منه في مجال التدريب من خلال خبراتي المتواضعة مع «الساحرة المستديرة»، كما كان مهدي عند حسن الظن به، وحقق نجاحات وراء أخرى، مع جميع المنتخبات التي تولى قيادتها». وعن السر في زيارة مارادونا للاتحاد، قال «لا توجد أي أسرار، وكل ما في الأمر أن «الأسطورة» طلب زيارتنا ورحبنا بذلك، وهو محل ترحيب دوماً والكل يعلم مدى عشقه لدبي وللإمارات، وبالفعل ندرس كيفية تطوير العلاقة فيما بعد، إلى شراكة مستمرة مع أنشطة الاتحاد للاستفادة من وجود شخصية بهذا التأثير العالمي في دبي، ويكفي أنه من عرض مساعداته على الاتحاد في مبادرة طيبة من جانبه، وسوف تتبعها لقاءات قادمة وتنسيق مستمر فيما بيننا».
وأشاد السركال بقدرات مارادونا، وشدد على أنه مدرب جيد وشخصية ذات «كاريزما» عالمية، وقال «تجربة «الأسطورة» مع الوصل كانت أكثر من إيجابية، لقد رأيته مدرباً نجاحاً في فترة الأولى مع الوصل، ولكن تدخلت عوامل كثيرة لعرقلة مشواره، وحالياً لو كنت مسؤولاً بأحد الأندية لاخترت التعاقد مع مارادونا والاستفادة من قدراته وقيمته».
عدد اليوم
