الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختراق الكون

اختراق الكون
26 نوفمبر 2014 21:59
خطوة جبارة قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، منذ الأبحاث الفلكية التي قام بها الخوارزمي والرازي ونصير الدين الطوسي.. أخيراً تتمكن دولة عربية من أن تستعيد أمجاد العلوم العربية الإسلامية. يتعلق الأمر بإنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وإرساء مشروع مستقبلي لإرسال أول مسبار* عربي من نوعه لكوكب المريخ خلال السنوات المقبلة وتحديداً عام 2021. الفاهم محمد هكذا تمكنت الإمارات من دخول نادي الدول الصناعية، التي احتكرت منذ عقود تكنولوجيا الفضاء، وهي بالمناسبة 9 دول فقط. بذلك تعطي الإمارات المفهوم الصحيح للتنمية ولمجتمع الإعلام والمعرفة والحداثة التي ترتبط بالبحث العلمي والتكنولوجي، وبتكوين مقدرات بشرية متخصصة في هذا المجال، وليس التنمية التي تسود مجتمعاتنا المعاصرة والمرتبطة بالصناعات الاستهلاكية والفرجوية. مشروع عملاق بميزانية تتجاوز 20 مليار درهم، والجميل هو أنه يتم بسواعد عربية إماراتية. الرسالة واضحة إذن، رغم الأزمات السياسية التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الإنسان العربي مع ذلك بإمكانه تحقيق مشاريع حضارية كبرى. بين النجوم ليس رفاهية أو شيئاً من الكماليات أو استعراضاً للعضلات أن يتم الاهتمام اليوم بالفضاء الخارجي. كل الباحثين والعلماء والاستراتيجيين يؤكدون أن مستقبلنا بين النجوم. هذه هي روح العصر والعصور القادمة. علوم الفضاء باتت اليوم من الضروريات، فالأرض أصبحت مرتبطة بالسماء ارتباطاً يزداد يوماً عن يوم. سواء فيما يتعلق بالأقمار الصناعية التي تساعد على الاتصالات أو مراقبة أحوال الطقس، أو سواء بغزو الكواكب الأخرى واستكشافها واستغلال ما يمكن أن تمنحه لنا من معادن أو طاقة. هناك مثلا حوالي 9000 نيزك تحوم بالقرب من الأرض وهناك تفكير في إمكانية الاستفادة من المعادن التي تحتضنها هذه النيازك، خاصة بعد النضوب الذي بدأ يحيق بالمعادن فوق كرتنا الأرضية وفي باطنها. أما الهدف البعيد وراء الاهتمام بالفضاء الخارجي فهو الرغبة في ضمان بقاء الجنس البشري وحمايته. إننا نعلم أن الأرض مهددة داخلياً وخارجاً: داخلياً بسبب الهشاشة التي أصبح عليها النظام البيئي اليوم، وخارجياً لأنها كما عبر الفيزيائي الأميركي ميتشو كاكو: «الأرض تقع في قلب غرفة كونية للرماية» (1) بسبب النيازك التي من المحتمل أن تصطدم بها في المستقبل وهو ما نتمنى أن يكون بعيداً جداً. وباختصار شديد هناك ميادين عديدة واعدة مرتبطة بتكنولوجيا الفضاء، منها مراقبة الأمن الوطني للدول خاصة الأخطار والكوارث البيئية، تطوير شبكات الاتصال اللاسلكية، تنظيم حركة الأشخاص والبضائع، ومشاريع السياحة الفضائية. يمكن القول: أن تكنولوجيا الفضاء تحرك العديد من القطاعات الأخرى وتدفعها إلى الابتكار والاختراع، كالطب والهندسة والمعلوميات وغيرها. ويشار في هذا السياق، إلى الكثير من المخترعات التي ربما ما كانت لترى الضوء، لولا السباق نحو غزو الفضاء الذي كان سابقاً بين أميركا والاتحاد السوفييتي، مثل شاشات التلفاز العملاقة، والهواتف الخلوية، والكمبيوترات المتطورة وغيرها كثير. تطلعات قديمةفلسفة غزو الفضاء والاهتمام بالكون وما يحويه من أجسام، مستمدة أساساً من أسس الثورة العلمية الحديثة والتي انتقلنا فيها من الكون المغلق إلى الكون المفتوح بتعبير ألكسندر كوييري alexandre koyré. تاريخ طويل قطعناه قبل الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم. بدايات استكشاف الإنسان للفضاء الخارجي قديمة جداً، ربما تعود إلى آلاف السنين قبل ولادة المسيح، إلى ذلك الزمن الذي تطلع فيه الإنسان نحو النجوم البعيدة، واعتبرها أبراجاً قائمة بذاتها وأمكنة تذهب إليها أرواحنا مثل ما نجد في المعتقدات المصرية القديمة (2). كان الإنسان قديماً ينظر إلى السماء، ويقرأ طالعه فيها كما لو أن حركتها وأحوالها تتنبأ بأحواله هو على الأرض. مع ذلك ظل الفضاء في هذه الثقافات والأساطير كما لو أنه شيء بعيد عن متناولنا، أو أنه من المستحيل الوصول إليه إلا بعد موتنا على الأقل حيث تبعث فيه أرواحنا. مواقع النجوم عند البابليين مثلا هي مواقع للآلهة. كان أرسطو قديماً يميز بين عالم ما فوق القمر وعالم ما تحت القمر، هذا الأخير في نظره عالم البشر حيث يجري الكون والفساد بتعبيره. أما عالم ما فوق القمر فهو عالم الآلهة حيث الثبات والسكون والأبدية. استمرت هذه النظرة الأرسطية والتي سيعبر عنها فيما بعد بطليموس في كتابه الشهير «المجسطي»، مهيمنة على أوروبا حوالي 16 قرناً حتى غدت فلسفة رسمية للكنيسة. إن النجوم في نظر بطليموس تدور حول الأرض سالكة دوائر تامة صنعتها الآلهة لذلك. الدائرة في الكوسمولوجيا اليونانية كانت تعبر عن الكمال المطلق. انغلاقات واختراقاتالمحاولات الأولى للانفصال عن نظرية مركزية الأرض جاءت مع كوبرنيك، الذي أثبت من خلال ملاحظات وحسابات فلكية دقيقة أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، لكنه مع ذلك رفض أن ينشر نتائج بحثه خوفاً من الاصطدام بالكنيسة، وأوصى أحد تلامذته ريتيكوس أن ينشر كتاباته بعد مماته باسمه. قد يكون كوبرنيك على حق في هذا الموقف الحذر الذي اتخذه من الكنيسة، فسلطة وجبروت هذه الأخيرة ستبرز واضحة ضد الإيطالي جيو دارنو برونو الذي آمن بنظريته، بل أكد أكثر من ذلك أن هناك عوالم كثيرة، وأن الكون لا نهائي وهو الموقف الذي دفع حياته ثمناً له عندما أحرق حياً. في نظر الكنيسة، فإن الله وحده هو الذي يتمتع بصفة اللانهاية ولا يمكن أن يشترك الكون معه فيها. جاءت الضربة الأخرى القاضية على الفلك القديم من طرف جاليليو غاليلي. فبعد أن استفاد من الأعمال التي قام بها كوبيرنيك استطاع أن يزحزح هذا النسق الفلكي البطليموسي/ الأرسطي، وذلك عندما وجه مرقابه البسيط نحو السماء فلاحظ أن القمر يتضمن بعض البثور وبالتالي فهو ليس كاملا كما اعتقد أرسطو. أكثر من ذلك قادته ملاحظاته وحساباته الفلكية إلى التأكيد على أن الأرض ليست هي مركز الكون وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس وهو الموقف الذي كلفه كما هو معروف محاكمة الكنيسة له. أن تتحرك الأرض هذا شيء أخاف الكنيسة، إذا كان الله قد وضع الإنسان في مركز الخلق فينبغي أن تكون الأرض ثابتة ومحاطة بعنايته. مركزية الأرض هي من مركزية الإنسان إذن. نحن ما زلنا إلى يومنا هذا نحتفظ في تعابيرنا اللغوية بهذه الفكرة الدالة على مركزية الأرض عندما نقول: طلعت الشمس، في حين أن هذه الأخيرة علمياً وفلكياً، لا تطلع ولا تتحرك من مكانها بل نحن الذين نفعل ذلك. ورغم تعنت الكنيسة إلا أنها مع ذلك لم تستطع أن تصمد أمام الثورة العلمية التي أسسها رجال أمثال كوبرنيك وغاليلي ونيوتن. لقد ساهم هؤلاء بشكل كبير في توحيد نظرة الإنسان للكون وللطبيعة عموماً. بل وفي تغيير طريقتنا في فهم العالم المحيط بنا، فالعلم كما يقول كارل ساغان: «هو أكثر من مجرد كم من المعلومات إنه أسلوب في التفكير» (3). انقلاب المواقف مع ذلك ظلت الثورة العلمية الكلاسيكية محافظة على مفهوم هندسي محدود للفضاء ومتطابق مع الحس العام ـ نظرا لكونه ينبني على الأبعاد الثلاثة المعروفة ـ وهو ما قادها إلى أن تعرف أزمة كبيرة عرفت بأزمة العلوم التجريبية. كان علينا أن ننتظر إلى غاية القرن التاسع عشر للانتقال إلى مفهوم مغاير للفضاء وذلك بفضل الرياضيات التي قدمها كل من ريمان ولوباتشيفسكي أو ما يعرف بالهندسات اللاأقليدية. تغيرت حدود العلم وأهدافه. كنا نعتقد أن الفضاء والكون هو بمثابة آلة ضخمة تتحرك فيها الأجسام بطريقة ميكانيكية في زمان ومكان مطلقين. لكننا فجأة اكتشفنا أن هناك إمكانية للتفكير في الكون بطريقة أخرى وهو ما عبرت عنه الفيزياء النسبية في بداية الأمر مع ألبير أينشتاين، ثم الفيزياء الكوانطية بعد ذلك مع ماكس بلانك وفيزيائيين آخرين. ورغم الاختلاف الموجود بين النسقين العلميين الأساسيين اللذين يشكلان العلوم المعاصرة، إلا أنهما معاً ساهما بشكل كبير في قلب كل مفاهيمنا المعتادة حول المادة والطاقة والكون والفضاء الخارجي عموماً. هكذا انفتح العقل البشري حينما وجد نفسه أنه من الضروري عليه تجاوز بديهياته، التي عدت لزمن طويل، أي منذ جاليليو ونيوتن، على أنها حقائق نهائية. واليوم مع برامج غزو الفضاء التي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، يواجه الإنسان وجهاً لوجه هذا الفضاء الذي طالما فكر فيه وحاول معرفة كنهه وكشف أسراره. إن أول شيء اصطدمنا به هو التعقيد والشساعة الكبيرة اللذان ينطوي عليهما الفضاء الخارجي. كان غاليليو يدافع عن مركزية الشمس لكننا نعرف اليوم أنها لا تعدو أن تكون مجرد نجم من بين مليارات النجوم في الكون. بل حتى مجرة درب التبانة لا يمكن اعتبارها مركزاً للكون. في هذا السياق ذكر أحد الفلكيين أن عدد الكواكب الموجودة في الكون تفوق بكثير عدد حبات الرمل في كل شواطئ العالم. بل أكثر من ذلك تضيف النظرية الوترية، أن هناك أكواناً أخرى متعددة، توجد في أبعاد خفية لا زالت غير مرئية بالنسبة لنا لحد الآن، وكأنها بذلك تعيد التأكيد على ما تنبأ به جيو دارنو برونو. أي عقل كنا نفكر به في الأمس وأي عقل نفتتح به الألفية الثالثة، وكما قال الشاعر الإنجليزي شللي: «وهب الله الإنسان ملكة الكلام، وولد الكلام التفكير، وهذا أحد مقاييس الكون» (4). ولكن رغم جمالية التعبير إلا أننا مع ذلك نشك في إمكانية أن يحيط الفكر البشري يوماً ما كليا بالحقيقة النهائية للكون. لقد اتسعت نظرتنا لكنها أيضاً تعقدت. لماذا مثلا يتوسع الكون كما تثبت الملاحظات الفلكية لإدوين هابل، وكان أحرى بالمجرات أن تتراجع قادمة إذا ما صدقنا نظرية الإنفجار العظيم؟ أم أن هذا التسارع سيتباطأ في يوم من الأيام إما لكي يستقر الكون في حالة معينة ، وإما لكي يعود في حالة تراجعية نحو النقطة التي بدأ منها الانفجار؟ ما هي المادة المظلمة والطاقة السوداء؟ وكيف يكون مصير الكون برمته بيد هذين الجبارين؟ ما حقيقة الثقوب الدودية التي تنبأ بها ألبير أينشتاين نظرياً؟ هل الكون واحد أم هو أكوان متعددة؟ هل يمكن للإنسان أن يعيش مستقبلا في كواكب أخرى وكيف سيتم له ذلك؟ لكن السؤال الكبير والمحير يبقى هو ذلك السؤال الخاص بنا نحن البشر. كيف جاءت الحياة إلى الكون الفسيح وما مكانتنا فيه؟ هل نحن مجرد ملاحظين محايدين كما تقول العلوم الكلاسيكية، أم نحن مشاركون فاعلون كما تقول الفيزياء الكوانطية؟ تلكم هي بعض الأسئلة التي تعبر عن انشغال الإنسان ورغبته في تحدي هذا الفضاء الكوني المجهول وحل ألغازه. بين العلم والسياسةعصر الفضاء هو الإصطلاح الذي أطلق على مرحلة غزو الفضاء التي بدأت منذ الخمسينيات. كل النظريات الفلكية السابقة التي أعمل فيها الإنسان عقله وجدت تجسدها الكامل في هذا العصر، الذي ارتبط تاريخياً بالمنافسة الشديدة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية، ضمن ما كان يعرف بالحرب الباردة. كان الأمر يرتبط باستعراض للقوة والدعاية الإيديولوجية لكلا الطرفين. أما اليوم فالسباق نحو الفضاء يتخذ معنى مغايراً يرتبط أكثر بدوافع علمية وليس سياسية، أي أنه أصبح محكوماً بالرغبة في حل المعضلات المرتبطة بفهم بنية الكون ومكانة الإنسان فيه وكل ذلك بهدف تحسين وتطوير الحياة البشرية. التاريخ القصير لاستكشاف الفضاء الخارجي وغزوه يميزه ـ كما قلنا سابقا ـ الصراع الذي دار بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي، والذي تشخص في الصراع بين الألماني فيرنرفون براون الذي حاز على الجنسية الأميركية وأشرف بعد ذلك على برنامج الصواريخ والروسي سيرغي كورولوف. العديد من الإخفاقات ميزت البدايات الأولى لغزو الفضاء والتي كانت هذه الدول تتكتم عليها في سياق الحرب الباردة. كورولوف لم ينجح إلا في المحاولة السادسة من إرسال الصاروخ R 7 الذي حمل المركبة سبوتنيك 1 بنجاح. كذلك منافسه في المعسكر الآخر تعرض للعديد من الإخفاقات في بداية الأمر إلى أن تمكن سنة 1958 من إرسال إكسبلورر 1. لقد بدأت هذه الرحلات بحمل كلاب وقرود قبل أن يتم إرسال أول إنسان وكان هو الروسي يوري غاغارين سنة 1961. العديد من الصواريخ انفجرت قبل انطلاقها، والعديد من رواد الفضاء لفظوا أنفاسهم في هذا السباق أيضاً. أشهر هذه الحوادث على الإطلاق المركبة الأميركية تشالينجر التي انفجرت مباشرة بعد إطلاقها سنة 1986 مما أدى إلى وفاة كافة أعضاء طاقمها. الحدث كان مؤثراً لأن الجميع تابعه على التلفاز. ومنذ 1957 وإلى اليوم، هناك أكثر من 4000 صاروخ تم إرساله لحد الآن للفضاء الخارجي، لكن التحديات الأكبر ما زالت تنتظر البشرية استكشاف الكواكب البعيدة في النظام الشمسي، ولم لا الوصول إلى كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية. نحو المريخالكوكب الأحمر الغامض هذا هو ما يمكن أن نصف به المريخ (5)، رغم أن حجمه يبلغ نصف حجم الكرة الأرضية إلا أنه ظل لوحده لغزاً قائماً بذاته. كانت أولى المحاولات لاستكشافه سنة 1962 لكن الرحلة باءت بالفشل، نظراً لانقطاع التواصل مع المسبار مباشرة بعد دخوله مدار الكوكب، سنة 1971 سيتكرر الإخفاق مجدداً وذلك عندما تحطمت مارينز 9 وكذلك مارس 2 ومارس 3. كما أن المسبار الأميركي أبسرفر ضاع عند اقترابه من المريخ سنة 1993. كوكب مخيف لم تطأ قدم الإنسان تربته بعد. هناك فقط بعض الروبوتات مثل «سبيريت» و»أوبوتنيتي» ومؤخراً «كوريزيتي» التي حققت ذلك، وربما يعود هذا الأمر إلى قساوة الأحوال الجوية فوقه. لكن المريخ يعد بالكثير خاصة بعض اكتشاف أحافير تشبه الديدان عليه. كما أننا متأكدون اليوم من خلال الصور الملتقطة أن المريخ كان يتضمن أنهاراً وبحيرات في الماضي وإذا كانت هذه المياه قد اختفت الآن، فهذا معناه أننا من خلال دراسة هذا الكوكب فربما نحن قد نكون بالفعل ندرس مستقبل الكرة الأرضية. بمعنى إننا نتعلم من المريخ ما يمكن أن يفيدنا في كوكبنا. الرحلات إلى المريخ (6) مكلفة جداً من الناحية المادية، فلماذا الاهتمام إذن بهذا الكوكب القاحل؟ كما قلنا سابقاً، فإن الاهتمام بالمريخ في العمق ما هو إلا اهتمام بالكرة الأرضية، فإذا كان هذا الكوكب قد احتوى في الماضي حياة من نوع ما فلماذا اختفت الآن. بل أكثر من ذلك إذا تم التأكد التام من وجود حياة مريخية فهذا دليل قاطع على أن الحياة منتشرة في الكون بشكل عام. دراسة الطقس العنيف فوق المريخ هي كذلك قد تفيد في دراسة التغيرات المناخية التي تعرفها الكرة الأرضية من تصحر واحتباس حراري واضطرابات جوية. لحد الآن لم يتمكن الإنسان من السير فوق المريخ كما فعل سابقا فوق القمر. استكشاف هذا الكوكب لا يقارن بتاتا باستكشاف القمر، هذا الأخير يبعد عنا بضع ساعات فقط أما المريخ فالمسبار الإماراتي من المنتظر أن تستغرق رحلته حوالي تسعة شهور. تحدي كبير دخلته الإمارات العربية المتحدة في مشروعها الفضائي والذي لا يرمي فقط إلى الوصول إلى القمر بل وبلوغ المريخ. إنه عهد جديد تدخله الأمة العربية بشكل عام والإمارات بشكل خاص عهد المعرفة والعلم والتقدم. أملنا كبير في الأجيال الناشئة التي عليها أن تهتم بهذه الميادين المستجدة، كما أن الجامعات العربية والمعاهد الخاصة عليها هي أيضا أن تضع بين موادها المدرسة علم الفلك وأن تهتم به باعتباره العلم الذي سيكون رافعة الحضارة والتنمية في المستقبل، فالحضارة كما قال فيلسوف التاريخ أرنولد توينبي هي نتاج قانون التحدي والاستجابة، بمعنى أنها لا تستجيب ولا تمنح ثمارها إلا لمن يضع تحديات كبرى ويعمل على نجاحها. على هامش البرنامج الفضائي الإماراتي: أين سنكون عام 2021؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©