الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجمهوريون يطلبون مناقشة هجوم بنغازي

4 نوفمبر 2012
واشنطن (أ ف ب) - طلب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من لجنة القوات المسلحة في المجلس عقد جلسات استماع حول الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في إطار الجدل المستمر في هذه القضية بعد نحو شهرين من وقوع الاعتداء، الذي راح ضحيته 4 أميركيين أحدهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، في 11 سبتمبر الماضي. وواجه الرئيس الأميركي ووزارتا الخارجية والدفاع انتقادات حادة منذ وقوع الاعتداءات. واستخدم مؤيدو الجمهوري ميت رومني، منافس أوباما في انتخابات الرئاسة، هذه القضية كورقة انتخابية. ودعا جون ماكين وأعضاء آخرون في مجلس الشيوخ مساء الجمعة عقد جلسات استماع في الكونجرس أمام لجنة القوات المسلحة للتحقق مما إذا كان هناك عدد كاف من العسكريين في المكان عند وقوع الهجوم. وقال ماكين وليندسي جراهام وكيلي آبوت في رسالة موجهة الى رئيس اللجنة الديموقراطي كارل ليفين “يبدو واضحا أنه عند وقوع الهجوم على قنصليتنا في بنغازي وخلال المعركة لم يكن هناك قوات في المنطقة مستعدة بشكل كاف للوصول في الوقت المناسب للتأثير على نتيجة النزاع”. وأضافوا أن “هذا الأمر يثير القلق على وجه الخصوص لأن الهجوم، الذي استمر لساعات في 11 سبتمبر، وقع في اليوم نفسه الذي دعت فيه وكالات الاستخبارات الأميركيين العاملين في الخارج وبشكل واضح للبقاء على أهبة الاستعداد نظرا للتهديد الكبير الذي يتعلق بهذا التاريخ الذي يشكل رمزا”. وتابع الخطاب أن الثغرات الأمنية التي أدت لمقتل الدبلوماسيين الأربعة “تثير تساؤلات كبيرة حول موارد الدفاع والاستعداد العسكري وتقاسم معلومات الاستخبارات والأولويات الاستراتيجية لوزارة الدفاع”. وأكد الخطاب أن “هذه القضايا الحساسة من مسؤوليات اللجنة وتستحق مراجعتها ودراستها في أقرب وقت ممكن”. ونظرا لطبيعة عملها السري، تم استثناء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، الناشطة جدا في ليبيا، من التحقيقات. لكن مديرها الجنرال السابق في الجيش الأميركي ديفيد بترايوس وجد نفسه في موقع دفاع عن النفس بعدما نشرت عدد من الصحف الأميركية وأولها “وول ستريت جورنال” معلومات جديدة أمس الأول تنتقد عمله وعمل وكالته. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية كانت تعتقد أن هناك اتفاقا رسميا بأن تضمن الـ”سي آي إيه” الأمن عند حدوث أي طارىء، لكن الاستخبارات ترى الأمر بشكل آخر. وقال مسؤولون للصحيفة إن التركيز على دور الـ”سي آي ايه” يعكس تساؤلات عن رد الاستخبارات والحرب الخفية بين دوائر الحكومة. لكن مسؤولين أمنيين من الـ”سي آي إيه” قاموا بخطوة غير اعتيادية وقدموا تسلسل الوقائع للصحفيين. وبدأ التفاعل مع محاصرة ناشطين مدججين بالأسلحة للقنصلية، باتصال هيلاري كلينتون مباشرة بديفيد بترايوس رئيس “سي آي إيه” لطلب مساعدة الوكالة. وقال مسؤول كبير في الـ”سي آي إيه” طلب عدم كشف هويته إن “عناصر (الوكالة) على الأرض في بنغازي تصرفوا بأقصى سرعة وفعالية ممكنة”. وأضاف أن فريق من 7 عناصر انطلق من مجمع الـ”سي آي إيه” في بنغازي المسمى بـ”الملحق” وصل بعد 50 دقيقة من إعلان نبأ الهجوم لضمان أمن القنصلية. وأن هذا الفريق وصل بعد اندلاع الحريق، فقام بإجلاء العاملين في المكان لكنه لم يعثر على السفير، فعاد الى “الملحق”. وفي مقر وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أرسل ليون بانيتا طائرة بدون طيار غير مسلحة للتحليق فوق المنطقة. ووصلت الطائرة بعد نحو 90 دقيقة. وطلب بانيتا من قوات أميركية وقوات خاصة بالعمليات في أوروبا التوجه لمقر حلف شمال الأطلسي “الناتو” في سيجونيلا بإيطاليا، للاستعداد لعملية انقاذ. لكن عند وصول الطائرة، كانت القنصلية قد أحرقت ودمرت. وقال جورج ليتل المتحدث باسم “البنتاجون” للصحفيين أمس الأول إن “هذه القوات لم تصل إلا بعد انتهاء الهجمات”. في الوقت نفسه، في بنغازي عاد فريق “سي آي إيه” الى “الملحق” وواجه إطلاق نار متقطع وقنابل أطلقت من قاذفات صواريخ. وقد رد أفراد الفريق بالمثل ما أجبر المهاجمين على الانسحاب. وأرسلت “سي آي إيه” فريقا آخر لتعزيز فريق الملحق ووصل مساء اليوم نفسه، بعد أن شن الناشطون الليبيون هجوما آخر على “الملحق” وقتل اثنان من عناصر الـ”سي آي إيه” بقذيفة هاون. ورفض مسؤول الاستخبارات اتهام الوكالة بالإخفاق في التنسيق مع وزارة الخارجية. وأضاف أنه خلافا لما يراه عدد من مسؤولي الخارجية فقد تم التعاون “بدون تدخل رسمي للترتيبات بين الوكالات”. وتابع “على الأرض وفي مكان خطير، علينا العمل بشراكة وهذا بالضبط ما حدث في بنغازي”. ودافع المسؤول عن دور بترايوس قائلا إنه “كان ملتزما منذ البداية” خصوصا في مهمة الانقاذ. من جانب اخر قال مسؤولون أميركيون إن السلطات التونسية وافقت على السماح لمحققين من مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي “إف بي آي” بمقابلة متشدد يشتبه بقيامه بدور في هجمات 11 سبتمبر على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية. وبموجب ترتيب بين تونس وواشنطن، سيسمح للمحققين الأميركيين بمقابلة علي الحرزي تحت إشراف مسؤولين تونسيين. وأعلن هذا الاتفاق في بيان خطي أصدره أمس الأول العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الأميركي ساكسباي تشامبليس نائب رئيس لجنة المخابرات وليندسي جراهام العضو الهام بلجنة القوات المسلحة في المجلس. وقال النائبان إنه “أمر مؤسف” أن يأخذ التوصل لهذا الاتفاق بعض الوقت”، لكن “السماح للمحققين الأميركيين بالاتصال (بالمتهم) بشكل شخصي سيجعل المقابلة ذات مغزى بشكل أكبر، وهو تقدم محل ترحيب في جهودنا للعثور على مرتكبي هجمات بنغازي.”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©