الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سأكون هذا الجسد المحايد

سأكون هذا الجسد المحايد
26 نوفمبر 2014 02:30
شعر: طاهر جاعوتترجمة: أحمد عثمان طاهر جاعوت (1954ـ 1993)، كاتب وشاعر وصحفي جزائري يكتب بالفرنسية. ولد في بلدة آيت شافع الساحلية ضواحي أزفون، في منطقة القبائل، التي غادرها برفقة عائلته في عام 1964. حاز على ليسانس الرياضيات من جامعة الجزائر في عام 1974. كتب أولى مقالاته النقدية في الملحق الثقافي لجريدة «المجاهد»، التي تركها بعد ذاك الى الأسبوعية «آلجيري ـ آكتواليتيه»، لكي يشغل منصب مسؤولها الثقافي من عام 1980 إلى عام 1984، حيث كتب فيها العديد من المقالات عن الفنانين التشكيليين والنحاتين (بايا، محمد خضرة، دنيس مارتينيز، حميد تيبوشي، وغيرهم) كما حول الكتاب الجزائريين الذي يكتبون بالفرنسية، وتحديداً مولود فرعون، مولود معمري، محمد ديب، جون سيناك، مالك علولة، نبيل فارس... في عام 1985، تلقى منحة لكي يتابع دراسته في علوم الإعلام بباريس، حيث استقر برفقة زوجته وبناته في شقة صغيرة. مع عودته الى الجزائر في عام 1987، تابع عمله في «آلجيري - آكتوليتيه»، حتى غادرها في عام 1992، لكي يؤسس وعدد من رفاقه القدماء «روبتور» (القطيعة) في 16 يناير 1993. بالتوازي مع عمله الصحفي، كان يهتم بعالمه الشعري والروائي في آن معاً. في عام 1972، وفي سن الثامنة عشرة، نشر أولى قصائده في المجلة البروكسلية (بلجيكا): «لو جورنال ديه بويت»، ثم تبعها بالعديد من القصائد في مختلف المجلات الفرنسية المرموقة، مثل «آكسيون بويتيك»، «شعر». في عالمه الأدبي، الشعري والروائي على حد سواء، يفكك آليات عالم في طور الانهيار، عازماً على إعادة بنائه بصورة مختلفة. كلماته المتحررة من كل قيد ترسم عالماً يتفق مع حلمه عن الأخوة والسلام. وفي 26 مايو 1993، تم اغتياله من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا). من دواوينه: «المدار الشائك» (1975)، «القوس مع التيار» (1978)، «الجزيري وشركته» (1980)، «العصفور المعدني» (1982) من رواياته: «منزوع الملكية» (1981)، «الباحثون عن العظام» (1984»، «ابتكار الصحراء» (1987)، «الحراس الليليون» (1991)، «آخر صيف للعقل» (نشرت بعد الوفاة في عام 1999). كثبان أنا من بلاد الضبابة حيث تناجي الرياح نفسها على البراح المخدر. *** هيكل الشمس راقد في البرك يحلم أحياناً أحلامنا وظاهر الربيع (عشت ليالي شتائية طويلة برفقة نار العساليج) *** وأبتهج جيدا على هذه الأرض القاسية ـ أرض محجوبة عن النور، أرض مسيجة في صمتها ـ التي يحصي كلبي عليها غوص طيور الحذف. *** جاءت ذات يوم ساحبة قمراً قرمزياً وحاملة في يدها شمساً لبنية. «تعال، قالت، لدينا النار خالدة» منذ ذاك (ذات يوم نام كلبي طيلة فصل الشتاء تحت قواعد البناء)، سيتضاعف المطر على موقدي. ولكن لن تستطيع أبداً منعي من الحلم بالكثبان الممشوقة تحت حمية الرياح الهائمة. *** سوف أستند يوماً ما الى الساقية حيث تشرب النوق سوف أتي بحثاً عن آهال (*)، عن نعومة حجابك الأسود. (*) ساحة الحب لدى الطوارق (المترجم) حبيبتيأن أفقدك أي أجد عدم الرمال وعظام حباره التي تسد فمي أن أجد اليوم الذي أزعجته البشارة الذي انتثرت عليه الهياكل الشوكية. *** أنت ضائعة يداي سوف تتخلصان من كل ما يعذبهما أو يخيفهما، شفتاي لن تبلغا حجب السماء الندية أشواك أشجار الورد لن تساهم في تكوين العالم، وجه مشوك. *** أنت ضائعة سأكون هذا الجسد المحايد الذي يوقفه القلق. *** أنت ضائعة سأضم بين ذراعي هذا الركام من الرمال الذي ينساب، والموتى الكامنين في الذرة الأخيرة. مثلما جرى سلفالن تأتي أبدا. البسمة، الشمس سيختفيان أيضاً، يجب أن أطوي انتظاري، جدعتي وقلبي التي تسكنه دقة لا نظير لها. المساء ينتظرني والصرصور ثم الطريق دائماً طويلة للغاية. الشجرة البيضاءثرائي ثلج ونوره الفجري *** أكدس فواكه الأشجار المختومة بالأبيض وأرسل عصافيري تفحص النقوش المعمارية. *** عصفور، رسولي الى جوف الأشجار السري. عصفور، كنجمة متحركة، يشعل الثلوج. *** أنتظر... السماء تهبط على أسنان المدينة. *** أنتظر... والظل يحزم البيوت المخدرة. *** متى تنزف علينا نار النهار السائلة ؟ *** أحرك الجمر، منتظراً الرماد. الصيف يموت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©