الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يُعلن موت الناقد؟

هل يُعلن موت الناقد؟
26 نوفمبر 2014 02:30
إيهاب الملاح في كتابه الجديد «موت الناقد» (الصادر عن المركز القومي للترجمة، «بالاشتراك مع دار العين للناشر») يسعى الناقد والأكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد إلى القول إن دور النقد الأكاديمي القائم على «حكم القيمة»، قد تراجع دوره، وتضاءل تأثيره، وضعفت صلته بجمهرة القراء في ظل المد الثقافي الذي يتصدر المشهد النقدي في المؤسسة الأكاديمية البريطانية وكذلك الأميركية. يتحدث المؤلف عن فقدان الناقد الأكاديمي، المتخصص، وكذلك الصحفي، مكانتهما ودورهما في الثقافة الأنجلوساكسونية خلال العقود الأربعة الأخيرة، وبالتحديد عقب ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968، وكذلك بالتزامن مع صعود التيارات المناوئة للسلطة، أي سلطة، والداعية إلى تقويضها. ويوضح مترجم الكتاب، الدكتور فخري صالح في تقديمه الكاشف، حدوث تحول جذري في دراسة الآداب والفنون، بحيث حلّ القارئ غير المتخصص، محل القارئ المتخصص المنتمي إلى المؤسسة النقدية الأكاديمية، أو حتى في الصحف والدوريات السيارة. هذه الأفكار، وغيرها مما أورده مؤلف الكتاب، تتماس وتتقاطع مع لب الأزمة التي يعانيها النقد العربي المعاصر، خاصة في العقود الأخيرة، ووصلت إلى توجيه الاتهام إلى النقاد بأنهم لا يقومون بدورهم المنوط بهم. ويعزو ماكدونالد ضعف دور الناقد في اللحظة الراهنة إلى انتشار المدونات والمواقع الإلكترونية التي تتيح لأي شخص، مهما كان مستوى معرفته ومقدار ما حصل من ثقافة أو تعليم، وبغض النظر عن علمه أو تضلعه في الموضوع الذي يكتب عنه، أو يتناوله بتعليق أو رأي، الكتابة عن الكتب التي قرأها وأعجبته، وكذلك الأفلام والمسرحيات والعروض الموسيقية، وغيرها من الأشكال الفنية والإبداعية. فهل يعلن فعلاً «موت الناقد»؟ أم أن للمسألة وجوهاً أخرى تستحق النظر والكشف، وفتح حوار ونقاش لإعطاء «الناقد» قبلة الحياة الأخيرة؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©