شددت الولايات المتحدة، على ضرورة ''تعهد'' حركة ''حماس'' باحترام مبادئ اللجنة الرباعية للشرق الاوسط، قبل ان تتمكن واشنطن من الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية التي تضم وزراء من الحركة· وكانت محادثات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، قد توقفت قبل يومين لكنها ستستأنف يوم الاربعاء المقبل، ومن الخلافات برنامج حكومة الوحدة المقبلة ومدى التزامها بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع اسرائيل·
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب التكتم على هويته، ان اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة ''دعت تكرارا، الى حكومة وحدة وطنية فلسطينية تلتزم نبذ العنف، والاعتراف باسرائيل، واحترام الاتفاقات والالتزامات الموقعة''·
وجاء هذا التوضيح عقب لقاءات مهمة عقدها في واشنطن، رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الذي التقى يوم الاربعاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والثلاثاء الموفد الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ومساعدة وزيرة الخارجية بالوكالة للشرق الاوسط جيفري فيلتمن·
وكانت الحكومة المصرية قد اوضحت قبل مغادرة سليمان القاهرة الى واشنطن، انه سيطالب السلطات الاميركية بتليين موقفها من ''حماس'' حتى تتمكن من المشاركة في حكومة فلسطينية تحصل على الاعتراف الدولي·
وقال المسؤول الاميركي ان ''المعلومات الصحفية التي افادت بان سليمان جاء الى واشنطن لدعوة الولايات المتحدة الى تخفيف موقفها، الذي يفيد بان كل حكومة وحدة فلسطينية يجب ان تلتزم الالتزامات التي قطعتها منظمة التحرير الفلسطينية، لا اساس لها''· وقد وقعت منظمة التحرير الاتفاقات التي ادت الى نشوء السلطة الفلسطينية· واضاف المسؤول الاميركي ''بالاستناد الى ما نعرفه، هذا هو ايضا رأي مصر والجامعة العربية''· وترفض ''حماس'' هذه الشروط·
وقد عاد عمر سليمان الى القاهرة صباح امس، قادما من نيويورك على رأس وفد بعد زيارة للولايات المتحدة استغرقت ستة أيام، أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونجرس، تناولت آخر تطورات الوضع في المنطقة، على ضوء الجهود المصرية لإحلال التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وبحث سبل دعم التعاون بين مصر والولايات المتحدة·
وأكدت مصادر فلسطينية في القاهرة امس، أن الحوار الوطني الفلسطيني سيستأنف يوم الأربعاء المقبل، بلقاءات ثنائية بين وفدي ''حماس'' و''فتح'' على مستوى التمثيل نفسه في جولة الحوار السابقة، ثم يلتئم بعد ذلك الحوار بحضور ممثلي الفصائل، من أجل التوصل إلى توافق حول القضايا الخلافية المتبقية من الجولة الأولى للحوار، الذي اختتم يوم الخميس واستمر لمدة عشرة أيام ·
وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' إن الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار القاهرة، اتفقت على العودة إلى الحوار مرة أخرى يوم الأربعاء المقبل، لحسم القضايا التي لم يتم الاتفاق والتوافق حولها·
وقال نبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن ''الفصائل الفلسطينية حققت تقدما كبيرا في قضايا خلافية كثيرة، وباق عدة نقاط عالقة طلبت الفصائل من مصر أخذ فرصة للتشاور مع مراكزها وقياداتها، وفي الوقت نفسه انتظار عودة الوزير عمر سليمان من زيارته واشنطن، وإمكانية تدخلات أخرى من أطراف عربية وإقليمية قد تؤدي لتليين مواقف البعض''·
وقال نبيل عمرو ''إن أميركا لن تحسم الأمر بنعم أو لا، ولكن يمكن أن نعرف إلى أي مدى يمكن لصيغة الاتفاق حول تشكيل الحكومة الفلسطينية، أن تلقى قبولا دوليا''· واكد أن ''الاتصالات لا تتم فقط مع واشنطن بل مع أوروبا، وهذا مهم، لأننا لا نريد حكومة تزيد الحصار وتمدده، ولابد من مخاطبة الجهات التي تؤثر في رفع الحصار''·
وأكد مسؤول مصري رفيع أن ''مصر بقيادة الرئيس حسني مبارك، تسخر كافة الإمكانيات من أجل حل هذه القضية حلا عادلا، يحصل بمقتضاه الشعب الفلسطيني على الحرية والاستقلال، ويعيش في دولة مستقلة'' ·
وقال بلال قاسم نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، ان تمسك ''حماس'' بنسبة حسم 8 في المئة في الانتخابات، تعني إلغاء حرمان الفصائل التى ستحصل على أقل من هذه النسبة من المشاركة السياسية وستحرم الأقليات''· مؤكدا أن ''رفع نسبة الحسم أكثر من واحد ونصف في المئة، سيغيب قوى كثيرة في الساحة الفلسطينية وهذا ما نرفضه''·
وحول ما إذا كان الالتزام بالتزامات منظمة التحرير يعني الاعتراف بإسرائيل، قال بسام الصالحي أمين عام ''حزب الشعب'' المشارك في الحوار: ''لم يكن مطروحاً خلال مناقشات الحوار الوطني الاعتراف بإسرائيل وإنما المطروح هو برنامج الحكومة التوافقية الذي يمكنها من معالجة الوضع القائم في الضفة وغزة''·
عدد اليوم
