مع اقتراب موعد انتخابات اتحاد كرة القدم بدأ الحراك واشتعلت حرب ''التربيطات'' من جديد حول ترشيح الأعضاء لخوض تلك الانتخابات والمحدد لها 28 مايو القادم·
وأمام التطورات التي تشهدها الساحة الكروية كان طبيعيا أن نعود من جديد لفتح بعض الملفات مع محمد بن دخان عضو اللجنة المؤقتة، سواء فيما يتعلق بأسباب ابتعاده عن منصب أمين السر العام أو موقفه من الانتخابات القادمة وأيضاً سير العمل خلال المرحلة السابقة وهل تعرض الاتحاد إلى هجمة منظمة أم أن الأمر لا يتعدى ردة فعل لبعض الأخطاء التي وقعت من قبل البعض وأثرت على سير العمل، وهل كان الاتحاد السابق يدار بنظام المركزية والقرارات الفردية أم بأسلوب ديمقراطي·
كان من الطبيعي أن نبدأ معه من قضية أمانة السر وهل ترك المنصب برغبته أم قسرا، وهنا يقول محمد بن دخان: بعد عودتي بناء على رغبة الجمعية العمومية طلبت من محمد خلفان الرميثي رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة قبول اعتذاري عن عدم الاستمرار في منصب أمين السر العام وقدمت رسالة رسمية في أول اجتماع لمجلس الإدارة بهذا الشأن رغم أن بعض أعضاء الاتحاد طلبوا مني الاستمرار في هذا المنصب·· لكن كانت لدي قناعة ورغبة في الابتعاد·
وعن الأسباب التي دعته لذلك وهل هي التراكمات الماضية قال: لو كانت لي ردة فعل سريعة أثناء الأحداث التي دعت يوسف السركال للاستقالة لقدمت استقالتي·· لكن جاء هذا القرار بناء على قناعة تامة·· فأنا أعمل بشكل سليم وبكل شفافية وعندي استعداد كامل لمواجهة أي أحداث وليس من طبعي أن أتهرب من مسؤولياتي مهما كانت النتائج والتبعات طالما أنا موجود في موقع المسؤولية·
وعما يردده البعض حول وجود خلافات بين اللجنة الفنية التي يترأسها والجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب الفرنسي ميتسو حول برامج إعداد المنتخب يقول بن دخان·· هذا الكلام عار تماما عن الصحة لأننا نعمل بكل شفافية ووضوح كامل مع الجهاز الفني للمنتخب وهناك انسجام كبير وتفاهم حول الأمور التي تتعلق ببرامج إعداد المنتخب لأن الرؤية واضحة لنا جميعاً وكذلك الأهداف التي تدور كلها في فلك إعداد المنتخب لتحقيق الطموحات المرجوة·
وحول قراره القادم بخصوص انتخابات اتحاد الكرة وهل أعاد النظر في قراره السابق بعدم الترشح أم لا زال مصراً على موقفه بالابتعاد قال: لا زلت مصراً على عدم ترشيح نفسي حتى أفسح المجال لأعضاء جدد قد يضيفون الشيء الكثير إلى اتحاد كرة القدم خلال المرحلة المقبلة التي تنتظرها أمور عدة ونحن مقبلون على عالم الاحتراف·
وعن ابتعاده بهذا الشكل عن عالم كرة القدم بشكل نهائي قال: أنا قادر على خدمة بلدي في مجالات عدة وليس كرة القدم بشكل خاص وسوف أحدد وجهتي خلال المرحلة المقبلة·
وعن المناصب الخارجية وهل سيتركها مع تركه لاتحاد الكرة قال بن دخان: بالطبع سأترك اللجنة التنظيمية الخليجية بحكم نظامها والذي يشترط أن يكون العضو بها عضواً باتحاد الكرة في بلاده·
وعن موقف الوصل وهل كان تنازله عن عدم ترشيحه لعضوية الاتحاد في الانتخابات القادمة وراء قراره بعدم الترشح مرة أخرى قال: هذا الكلام غير صحيح فالوصل ما زال متمسكاً بترشيحي ولم يسحب هذا الترشيح إلى اليوم وإلى الغد سأظل مرشح الوصل، لكن قرار الابتعاد شخصي حيث أشعر أنني قدمت الواجب المنوط بي وكفى·
وردا على سؤال أنه ربما تكون الاتهامات التي وجهت إليه خلال الفترة الماضية هي السبب وراء قرار ابتعاده·· يقول محمد بن دخان: وجودي في الاتحاد ومطالبة الجمعية العمومية باستمراري رغم طلبي الابتعاد يؤكد أن الناس عرفت الحقيقة ولكن بكل أسف الزوبعة التي ظهرت على الساحة في الفترة الأخيرة عادت بالأمور إلى نقطة الصفر ولم نخرج منها بأي نتائج ايجابية·· ورغم أن السهام وجهت من قبل البعض لصدر محمد بن دخان إلا أنها لم تصبني ولم تؤثر فيَّ لأنني أحاسب نفسي وضميري وأطبق اللوائح ولا أخشى في الله لومة لائم·
وقال ابن دخان: لم يكن الأمر يحتاج الشيء الكثير، ولم يكن هناك داع لتلك الزوبعة بعدما ظهر خطأ في السكرتارية وتم تداركه قبل صدور القرار·· لكن القضية تمحورت حول الخطأ الذي ظهر في قرارات لجنة الاستئناف·
وحول شعوره بالغصة أو الإحباط سواء لما حدث أو لابتعاده عن اتحاد الكرة خلال الفترة القادمة قال: شيء طبيعي أن تحدث غصة عندما يطفو بعض المغرضين على السطح ويحاولون النيل منك ليس لسبب سوى حب الظهور والقفز على ظهور الآخرين لكنني لم أشعر بالإحباط أبداً طوال حياتي·· فلو لم تكن لدينا القدرة الكافية على تحمل كل شيء ما بقينا في مناصبنا لمدة سبع سنوات·· فهناك في اتحاد كرة القدم رجال أوفياء صادقون قاموا بواجباتهم على أكمل وجه وإذا كانت هناك بعض الأخطاء فهذا لا يقلل من عملهم أو قيمتهم وخبراتهم لأن الذي يعمل يخطئ وهذا أمر بديهي·
وحول ما أشيع عن أنه لعب لصالح ناديه الوصل في قضية ماجد ناصر بصورة أو بأخرى قال: هذا الكلام عار تماماً عن الصحة·· لأن قضية ماجد ناصر كانت في لجنة المسابقات وأنا بعيد عن تلك اللجنة بحكم رئاستي للجنة الفنية·· كما أن لجنة الاستئناف تم تشكيلها من قبل رئيس الجمعية العمومية وهناك لائحة لم يضعها محمد بن دخان·· وبالتالي إذا كنت أمتلك تلك القدرة الخارقة على توجيه المجموعة وكذلك اللوائح فإذن أنا بطل·
وحول ما خلفته تلك الأمور قال: شيء طبيعي أن تشعر بالألم·· صحيح أنا وصلاوي وأفتخر بذلك لكني لا أنحاز إلى أي ناد بل أنحاز إلى تطبيق اللوائح التي يتم اعتمادها من قبل مجلس الادارة·· فحتى نادي الوصل غضب من بعض القرارات التي اتخذتها في حقه وفق اللوائح والقوانين وتم توجيه السهام لي ولم أسلم·
وعن مدى شعوره بعد هذه الاتهامات التي وجهت إليه قال: ليس هناك آلام في هذا الجانب·· ففي عالم كرة القدم اذا كنت فائزاً فأنت البطل وإذا لم يحالفك التوفيق وخسرت فتصبح وقتها مقصراً·· فبهدف محمد أبو تريكة في نهائي بطولة أمم أفريقيا توج الجميع أبطالا·· ولو صادفه سوء حظ ولم تدخل كرته المرمى وخسر منتخب مصر لكان الجميع فاشلين·· وبالتالي علينا أن نرضى بهذا الواقع وطالما قبلنا العمل العام علينا أن نتحمل المرارة مثلما نتذوق الشيء الحلو·
وحول المناخ الكروي وكيف يراه قال بن دخان: حقيقة الجو العام غير صحي 100% لذلك أريد أن أفسح المجال أمام الآخرين لإضافة الشيء الجديد واكتساب خبرات عريضة من العمل في هذا المحفل·
وعن مدى رضاه عن عمله خلال فترة تواجده في اتحاد الكرة قال: أنا راض عن عملي تماماً ولم أندم على قرار واحد اتخذته·· كما أنني لم أشعر أنني ظلمت أحداً·· لأنني لا أتخذ أي قرار وفق هواي الشخصي وإنما وفق القوانين واللوائح وعن قناعة تامة·
لا تظلموا السركال
وسألناه: يردد البعض أن اتحاد كرة القدم في عهد يوسف السركال كان يدار بطريقة مركزية وهناك أشخاص بعينهم كانوا يساهمون في اتخاذ القرارات المهمة والحاسمة دون مشاركة الأغلبية؟·· ويرد محمد بن دخان بصفته أمين السر العام في هذا الاتحاد: أبداً لم يحدث هذا وكل أعضاء الاتحاد يعلمون ذلك وأنا لا أقول سراً بل أقوله في العلن·· فاتحاد الكرة كان يدار بكل ديموقراطية وبكفاءة كبيرة من يوسف السركال الذي يمتلك مقومات القيادة بحكم خبراته العريضة وكفاءته وعلاقاته الدولية والقارية والعربية والخليجية··
أضاف أن السركال شخصية قيادية وإدارية يصعب تكرارها في الوقت الحاضر حيث كان يقود مجموعة تمتلك الكفاءة العالية في العمل·· لكن ظروف عمل البعض الخارجية لم تمنحهم الوقت الكافي لكي يقدموا 100% من جهدهم·
وحول أسلوب اتخاذ القرارات وهل كانت هناك قرارات سرية قال: كانت القرارات كلها تتخذ بشكل جماعي إما عبر اجتماعات مجلس الادارة أو بالتمرير ولم تكن هناك بالمرة أي قرارات سرية·· فالعمل كان يسير في النور وفي وضح النهار لأنه ليس هناك ما يحتاج إلى إخفائه·
وعن مدى تفسيره للحملة التي شنها البعض في الآونة الأخيرة وقبل استقالة السركال وهل كانت موجهة ومنظمة قال: الهجوم الذي تعرض له الاتحاد في الفترة الأخيرة يوحي إليَّ بأن هناك شيئا غير طبيعي حيث كانت الهجمة غير طبيعية ومفتعلة·· لكني لا أعلم هل وراءها أحد أم لا·
(10) على (10)
عندما طلبنا من محمد بن دخان أن يقوم بتقييم فترة عمل اتحاد الكرة الماضية عبر منحه درجة من عشرة قال: أعطيه عشرة من عشرة لأن التطوير الذي حدث في عمل الاتحاد خلال فترة عمله لم يحدث من قبل على مستوى كل اللجان بداية من النظام الأساسي وما صاحبه من لوائح أو على مستوى استحداث لجان جديدة وكذلك الميزانية الضخمة التي نجح الاتحاد في جذبها وأيضاً لجنة التسويق التي جلبت موارد كثيرة لاتحاد الكرة والمناصب الإدارية لرئيس وأعضاء الاتحاد من الاتحادات القارية والعربية والخليجية بالاضافة إلى نجاح المسابقات المحلية وتحقيق قفزة نوعية في مسابقاتنا بالإضافة إلى نجاح اللجنة الفنية والاستقرار الذي صاحب الأجهزة الفنية المختلفة وانعكاسات ذلك بشكل إيجابي على تحقيق الانجازات غير المسبوقة مثل الفوز ببطولة كأس الخليج لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية والفوز بالبطولة الخليجية للناشئين لأول مرة أيضاً وكذلك الفوز ببطولة كأس كيرن باليابان والفوز على المنتخب الياباني لأول مرة منذ 19 عاماً تقريباً·· كل هذا كان نتاج جهد مجلس إدارة يجمعه الانسجام في العمل واتخاذ القرارات بالشكل والأسلوب الديموقراطي·
اختلاف النظام عن السابق
لم يقدم مجلس إدارة الاتحاد استقالة جماعية عندما قدم يوسف السركال استقالته كرئيس لمجلس الإدارة كما جرى العرف في السابق، وعن ذلك يقول محمد بن دخان: كان ذلك يحدث في السابق لأن الاتحاد كان يتبع الهيئة العامة للشباب والرياضة والتي كانت تقوم بتشكيل لجنة مؤقتة لحين اختيار مجلس جديد·· أما في الوضع الراهن وبعد تشكيل الجمعية العمومية لا يستطيع الاتحاد تقديم استقالته سوى للجمعية العمومية التي يتبعها·· لذلك انتظر الاتحاد حتى انعقاد الجمعية وقدم استقالته لها ورفضتها الجمعية وطالبت باستمراره لحين إجراء انتخابات جديدة·
عدد اليوم
