الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل إرهابي واعتقال 8 بعملية في تونس

مقتل إرهابي واعتقال 8 بعملية في تونس
13 نوفمبر 2013 00:27
تونس (وكالات) - أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس مقتل إرهابي وإصابة اثنين من قوات الأمن خلال تبادل لإطلاق النار في ولاية قبلي الصحراوية الحدودية مع الجزائر، وقالت في بيان “إن الوحدات المختصة من الحرس الوطني التي تقوم بعمليات واسعة النطاق في قبلي، نفذت فجراً عملية اقتحام ناجحة لمنزل تتحصن فيه مجموعة إرهابية في منطقة النقة، حيث جرى تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل إرهابي وإصابة عنصرين من قوات الأمن في ساقيهما أحدهما ضابط برتبة نقيب”. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي “أنه تم أيضاً اعتقال 8 من عناصر المجموعة الإرهابية، كما تجري ملاحقة بعض الهاربين بينها عنصر مصاب”، وأضاف “أن قوات الأمن ضبطت لدى المجموعة خمس سيارات ومبالغ مالية مهمة وأجهزة إعلامية وتوابعها و30 هاتفاً جوالاً وقنبلة يدوية وشاحنة بصدد التحضير لتفخيخها”. وكان انتحاري فجر نفسه الشهر الماضي أمام فندق بمنتجع سوسة، وهو أول تفجير يستهدف منطقة سياحية مع تزايد هجمات المجموعات المتشددة التي قتلت 8 جنود هذا العام في كمين في جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر. بينما قتلت قوات الأمن الشهر الماضي 10 مسلحين متهمين بمهاجمة دوريات للشرطة في منطقة نائية بالقرب من الحدود مع الجزائر. إلى ذلك، دعا الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي أمس للتصدي لظاهرتي التطرف والإرهاب، من خلال مقاربة عميقة وشاملة ومتعددة الأوجه والأساليب، تشمل الجوانب الأمنية والفكرية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، وحذر في كلمة أمام الدورة الـ 31 للمعهد الوطني التونسي للدفاع من أن خطر التطرف والإرهاب من شأنه تأخير مسيرة البلاد. وشدد المرزوقي على ضرورة وضع استراتيجية استشرافية تقوم على الحكم الرشيد وترشيد قطاعي الأمن والدفاع وربط الأمن بالرهانات التنموية ودراسة المعطيات الجيوسياسية والاقتصادية المغاربية والعربية والدولية، بما يساهم في تطوير منظومة الدفاع الشامل في تونس وكامل المنطقة العربية. وأدى تعثر الحوار الوطني التونسي وانهيار الأجندة الزمنية التي حددتها وثيقة خارطة الطريق المُكملة لمبادرة المنظمات الوطنية الأربع الراعية للحوار بين السلطة والمعارضة إلى دخول البلاد في حلقة مفرغة وتخوف من المجهول. ورغم إجماع الأوساط السياسية على أن المخرج يكمن في التوافق، فإن المعطيات المرافقة للسجال السياسي والإعلامي بين الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة ابتعد كثيراً عن التوافق، راسماً مشهداً مليئاً بالتناقضات التي جعلت المجهول يتهدد تونس، بالنظر إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتزايد المخاطر الإرهابية. وتنظر أحزاب المعارضة إلى تاريخ 15 نوفمبر الجاري موعد استقالة الحكومة، كاستحقاق من استحقاقات وثيقة خارطة الطريق التي وقعها 21 حزباً سياسياً، منها حركة النهضة الحاكمة، الذي يتعين الالتزام به، خاصة وأن رئيس الحكومة علي لعريض كان تعهد كتابياً بذلك وفق الأجندة الزمنية التي حددتها خارطة الطريق، والتي تنص أيضاً على أن يتم الإعلان عن قبول كل الفرقاء بتشكيل حكومة تترأسها شخصية وطنية مستقلة، ولا يترشح أعضاؤها للانتخابات المقبلة. وتعطل الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة لاختيار شخصية وطنية لرئاسة الحكومة، بسبب تمسك حركة النهضة بمرشحها، أحمد المستيري (88 عاماً)، ورفضها مناقشة أي اسم آخر. ودفع هذا التطور حسين العباسي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، للإعلان باسم المنظمات الوطنية الراعية للحوار، عن تعليق الحوار الوطني إلى أجل غير مسمى. وقد ربطت أحزاب معارضة عودتها للحوار، بالاتفاق المسبق على اسم الشخصية المستقلة التي ستترأس الحكومة الجديدة خلفاً لرئيسها الحالي. وشدد مسؤولو 14 حزباً معارضاً في بيان مشترك وزع الأحد على أن تعطل الحوار كان بسبب تعنت حركة النهضة، ودعوا إلى التعجيل بالانتهاء من المشاورات لاختيار الشخصية المستقلة لرئاسة الحكومة، قبل 15 نوفمبر، وإلى وضع حد لحالة الضبابية والترقب. من جهته، قال عبداللطيف عبيد وزير التربية السابق والقيادي في حزب التكتل الديمقراطي، شريك حركة النهضة في الحكم “إن المطلوب هو الحوار والتوافق للخروج من الأزمة، وليس دفع البلاد نحو الفراغ والمجهول” وأضاف: “لا يجب اعتبار الحكومة المؤقتة الحالية مُستقيلة في 15 نوفمبر، لأنها ستستقيل يوم تشكيل حكومة جديدة، وذلك تجنباً للفراغ”. واعتبر أنه من مصلحة البلاد ألا يكون هناك فراغ. لكن حتى الآن، لا تلوح في الأفق بوادر توصل الفرقاء السياسيين إلى حل للأزمة، رغم المشاورات والاتصالات الماراثونية التي تكثفت في الكواليس مع اقتراب استحقاق 15 نوفمبر. ولا تزال الأمور تسير في اتجاه مُعاكس لوثيقة خارطة طريق الحوار الوطني الذي بفشله ستدخل تونس في المجهول الذي يُبقي الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات، يرى كثيرون أنها قد تكون مُرعبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©