الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج...دليل على قدرات نووية متنامية

بيونج يانج...دليل على قدرات نووية متنامية
17 نوفمبر 2011 13:54
حققت كوريا الشمالية تقدماً سريعاً في بناء مفاعل نووي جديد حيث انتهت تقريباً من استكمال الجدران الخارجية لمبنى المفاعل وفقاً لتحليل مبني على صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية. ونظراً لأنه لم يتم حتى الآن تزويد المفاعل بالمعدات النووية الحساسة فإنه قد لا يتمكن من العمل بشكل كامل قبل مرور عامين من الآن كما توقع أحد المحللين المختصين بالشأن النووي. ولكن السرعة التي تمت بها عملية البناء الذي تم بعد عام واحد فقط من قيام كوريا الشمالية بالكشف عن المفاعل، يمنح مصداقية كبيرة لإدعاءات كوريا الشمالية بامتلاك المواد والخبرة والمعرفة الفنية اللازمة لبناء المفاعلات بمفردها ودون الاعتماد على معونة من دول خارجية مثل الصين على سبيل المثال. بيد أن الشيء غير الواضح حتى الآن هو ما إذا كان هدف بيونج يانج من بناء هذا المفاعل هو الحصول على المزيد من الطاقة كما تدعي أم أن الهدف الحقيقي من ورائه هو استخدامه كأداة للتمويه على برنامجها الخاص بامتلاك أسلحة نووية. وباستكمال بناء مفاعل للماء الخفيف فإن كوريا الشمالية تغدو مثل إيران تماماً التي يزعم كبار مسؤوليها أيضاً أن الهدف من برنامجهم الخاص بتخصيب اليورانيوم هو استخدامه كوقود للمفاعل وليس لإنتاج يورانيوم من الدرجة والنوعية التي يمكن استخدامها لصناعة قنابل نووية. ويقول "جويل ويت" المفاوض الأميركي السابق في الشؤون النووية الذي يعرض الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية للنشر على الموقع الإلكتروني المنشور على صفحات مركز التحليل الكوني الرقمي" ديجيتال جلوب اناليزيس سنتر": بعد الكارثة التي تعرضت لها منشأة فوكوشيما دايتشي النووية اليابانية هذا العام، يثير بناء المفاعل الكوري الشمالي العديد من المخاوف ، خصوصاً أن هذا المفاعل الذي تتراوح قوته مابين 25و30 ميجاوات من الماء الخفيف قد بني من دون أي حماية خارجية ظاهرة، ومن دون أي إشراف دولي من أي نوع. وهناك مخاوف أيضاً حول قدرة كوريا الشمالية على التعامل بشكل موثوق به مع عملية تبريد المحتوى النووي، والذي يتم في هذا المفاعل من خلال مد أنابيب وتوصيلها بنهر قريب يتجمد خلال فصل الشتاء وهو ما يمثل مصدراً للقلق في نظر"ويت". ويرى الخبراء النوويون أن بناء المفاعل وبرنامج تخصيب اليورانيوم المرتبط به يمثل جزءاً من الخطة الكورية الشمالية لتجديد وتعزيز قدراتها النووية. يشار في هذا الصدد الى أن كوريا الشمالية عندما قامت بطرد الخبراء الأجانب من أراضيها عام 2009. كانت كافة مفاعلاتها النووية التي بنيت في عهود سابقة قد أغلقت أو هجرت قبل أن تقوم بتجديد أنشطتها النووية والحصول على كميات من البلوتونيوم تكفي لتصنيع عدد من القنابل يتراوح مابين 6 و 12 وفقاً لهيئة التحكم في الأسلحة النووية، التي تتخذ من واشنطن محلا لها. وعند وصول كوريا الشمالية لهذه المرحلة تعهد قائدها "كيم يونج إيل" ببناء برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم، وهو ما كان يوفر لهذه الدولة التي تمثل آخر معاقل الديكتاتورية الماركسية فرصة أخرى أو مسار آخر لتصنيع أسلحتها النووية. ولم يكن المحللون الخارجيون متأكدين من أن هذه الدولة المعزولة البائسة تمتلك مثل هذه القدرات على الرغم من أنهم كانوا يعرفون أنها قد تلقت مساعدة مهمة في صورة تقنية وكتيبات إرشادية من باكستان في حقبة التسعينيات من القرن الماضي. ولكن هذا الجهل بحقيقة البرنامج الكوري الشمالي زال في نوفمبر الماضي عندما سمحت السلطات الكورية الشمالية لخبير نووي أميركي بالقيام بجولة لمشاهدة إحدى منشآتها النووية التي كانت تحتوي وفقاً لهذا الخبير الذي يدعى" سييجفريد هيكر"، والذي كان قد عمل في السابق كمدير للمختبر النووي الوطني في "لوس لاموس على وحدة حديثة لتخصيب اليورانيوم تضم 2000 جهاز للطرد المركزي تكفي لإنتاج وقود لتشغيل مفاعل قادر على إنتاج قنبلة أوقنبلتين نوويتين. ويرى"هيكر" أن كوريا قادرة على الانتهاء من بناء المفاعل خلال فترة تتراوح ما بين 6 و 12 شهراً، ولكنها سوف تحتاج بعد ذلك إلى عام أو عامين قبل أن تتمكن من تركيب شبكة الأسلاك المعقدة والمعدات الدقيقة مثل قضبان التحكم ، والجدران اللازمة لتكسية الوقود ومنع التسرب. ويقول "هيكر" إنه عندما زار المنشأة النووية الكورية الشمالية العام الماضي قال له المسؤولون المرافقون إنه تعمل ولكنه لم ير ما يدل على ذلك أو أنها في حالة استعمال. يذكر أن بيونج يانج وعلى الرغم من الضغط الدبلوماسي من جانب جيرانها ومن جانب الولايات المتحدة لم تبد اهتماماً يذكر بتفكيك برنامجها النووي، بل أن قادتها يرون أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى سقوط القذافي هو أنه تخلى طوعاً عن برنامجه النووي قبل عدة سنوات، يشار في هذا الصدد أن مسؤولاً كورياً في الشؤون الخارجية كان قد أدلى بتصريح حول هذه النقطة لوسائل الإعلام الرسمية في بلاده قال فيه "إن السلام يمكن المحافظة عليه في حالة عندما تتمكن الدولة من بناء قوتها الذاتية". وتحاول كوريا الشمالية في الوقت الراهن استكمال بنيتها الأساسية من خلال تحسين المصانع وشبكات القوى الكهربائية والحصول على المزيد من العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد ما تحتاجه من الخارج، وخصوصاً قبل الاحتفال بالذكرى المؤية لميلاد مؤسسها كيم إيل سونج. وفي هذا الصدد قال مسؤولون كوريون شماليون إن بلادهم سوف تكون قد تمكنت من استكمال بناء مفاعل الماء الخفيف قبل حلول تلك المناسبة ولكنهم لم يحددوا تاريخاً معيناً يتم فيه ذلك. تشايكو هارلان - طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©