الشارقة - فاديا دلا:
أقام النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية شعرية ضمت كلاً من الشعراء، ابراهيم محمد ابراهيم وزاهر أبو حلا وعلي جويد، قدمها الشاعر حسين القباحي الذي عرف الجمهور، الذي غاب عنه التمثيل الرسمي، بالشعراء كل واحد على حدة، لافتا إلى أن أهمية هذه الأمسية تأتي لكونها ناطقة باللهجة المحكية لكل شاعر وحسب جنسيته·· وذلك للجنوح نحو الواقع والتراث الذي نعيشه ومحاولة لتوظيف الحكم الموروثة من الأجداد والجدات وتوظيفها في الشعر وضمن إطار القصيدة المحكية ونوه إلى أنها المرة الأولى التي يحاول فيها النادي الثقافي العربي تقديم مثل هذه الأمسيات الشعرية ·
لطالما ظل الشعر الشعبي الشفاهي ناقلاً وحاملاً للحكمة الشعبية التي ما زالت التعبير الأصدق عن نتاج التجربة الإنسانية التي نعيشها في مجتمعاتنا العربية على اختلاف مغاربها ومشارقها وما زالت هذه اللغة احد أهم الروابط التي تضم العرب من المحيط إلى الخليج ·
في البداية كان الشاعر العراقي علي جويد الذي قرأ علينا عدة قصائد تغنى بمعظمها بالعراق الذي يرزح الآن تحت الاحتلال، وبعد قليل يحكي بإحساس عالٍ وبقصيدة أخرى يقول فيها : ''حدر الضلع·· وجن جوانين المحبة بنار كبرة \مسعرة \لا تهدة يوم ولا تقع\ وحدر الضلع مكرود قلبي محترك\ وذايب على فراكك شمع'' ·
أما الشاعر اللبناني زاهر أبو حلا فتغنى مرة بلبنانه، ومرة بقريته، وأخرى بمحبوبته باللهجة اللبنانية المحكية التي سبق واستخدمها العديد من الشعراء اللبنانيين مثل جوزيف حرب وسعيد عقل وطلال حيدر·· فاستطاع أن يعبر عن مكنوناته وأحاسيسه بلهجة سلسة، سهلة ومحببة فقال : ''بكير وع حدود الحلم وقبال نجمة صغيرة وما لها اسم /حبيت وبعدا·· ما بعرف شعر جدي\ يمكن أنا حبيت والدني غياب\ ويمكن يكون مكتوب ع عمري العذاب\ ومليون يمكن ما كانوا بالحساب ''·
ونوه الشاعر الإمارتي ابراهيم محمد ابراهيم قبل أن يلقي قصيدته الوحيدة بأن هذه القصيدة ستكون بداية لعودته لكتابة الشعر الشعبي، علماً بأن له تجربة واسعة بالفصحى في السابق·· ومن قصيدته التي ألقاها بعنوان ''جولي اليوم مختارة '' والتي ألهبت مشاعر الحاضرين بالحب والوطنية والشوق، والتي عبر فيها بصدق وبساطة عن هدف الأمسية الشعرية ككل فقال :''/أنا ضلوعي نخل دجلة وزفراتي هبوب الشام \ ودمع عيوني النيلين، وصنعا القلب وأسراره\ إماراتي عماني مغربي بدمه بصم وابهام \ أنا اللي داخله غربة وكل الخارطة داره\ تريد الصدق؟ هذا الصدق لو هي كثرت الأعلام\ علم واحد بلون الحب يطوينا ونختاره ''·
وفي الختام شكر مقدم الأمسية ضيوفه الشعراء والجمهور الحاضرين وأكد أن النادي يرغب في استضافة أي شاعر من أي بلد عربي يكتب الشعر باللغة المحكية رغبة من الإدارة في تفعيل هذا النوع من الشعر في الفترة المقبلة ·
عدد اليوم
