الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جائزة الشيخ زايد للكتاب تستمد قيمتها من مآثر زايد

29 مارس 2007 02:23
خورشيد حرفوش - لهيب عبد الخالق: حظيت جائزة الشيخ زايد للكتاب باهتمام غير مسبوق من قبل المبدعين والمفكرين والمثقفين العرب، واهتمام كبير من وسائل الإعلام إثر الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى ،2007 وقد اكتسبت الجائزة أهميتها من خلال تأكيدها على دور العلم والمعرفة والثقافة في تقدم الأمم والشعوب وانجاح الجهود التنموية البشرية والإنسانية في مختلف الصعد والمجالات، وتغطيتها الشاملة في جميع المناحي الإبداعية والانتاجية وسعيها لاختيار نخبة متميزة من رجال الفكر والثقافة العرب من خلال إبداعاتهم الفكرية واسهاماتهم الفاعلة في رفد الثقافة والمعرفة· ''الاتحاد'' التقت عدداً من أعضاء اللجنة الاستشارية للجائزة واستطلعت آراءهم حول أهميتها ودورها وما تقدمه للحياة الثقافية والفكرية في شتى المجالات: يستذكر الدكتور سعيد بن سعيد العلوي أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، اللحظة التي جمعته بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمرة الأولى عقب حرب الخليج الثانية، وكيف كان محباً للعلم والعلماء، وكيف كان مشجعاً وداعماً لكل جهد ابداعي وإنساني، ويقول: كم كان حكيما ورحيماً رحمه الله، كان عاشقاً للثقافة والفكر عشقه للماء والخضرة والنماء، أسرني بحبه للإنسان، وبنائه وتنميته، وكان هذا الجانب يمثل أهمية كبيرة في فكره، واهتمامه الشمولي ببناء الإنسان العربي على مختلف الأصعدة، وأن الجائزة التي شرفت بحمل اسمه اليوم تمثل قيمة ثقافية وفكرية كبيرة، وحافزا أمام كافة المبدعين العرب في كل التخصصات، ومن شأنها أن تتيح مجالات أوسع للابداع والتميز في المستقبل، ويمكن القول بأن المشاركات الكبيرة التي شهدتها الدورة الأولى خير دليل على اهتمام النخب العربية المشاركة بالفوز وحمل اسم الجائزة، وكانت عملية المفاضلة أمراً صعباً للغاية، إلا أن اللجنة عملت بجد ومهنية عالية واعتمدت معايير ثابته، وأؤكد أن هناك الكثير من الأعمال التي شاركت ولم يحالفها التوفيق بالفوز، ولكن لا ينفي أنها كانت أعمالاً تستحق الاشادة والتنويه، ومما لاشك فيه أن هذا يطمئننا على سلامة الخط الذي تسلكه الثقافة العربية والإسلامية، وتجعلنا نقول بأن هناك جهدا أكبر لا يزال ينتظرنا في الانفتاح على الثقافات الإنسانية العديدة· مرجعيات وقال الدكتورمحمد الرميحي عضو اللجنة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ''إنني متحمس جداً للجائزة لأنني بشكل شخصي أكن احتراماً كبيرآً للشيخ زايد رحمه الله، لقد كانت له رؤية ثاقبة، عربية، ولها علاقة بالعصر الحديث، وقد خدم فكره، وجعل منها منبرآً يشار إليه بالبنان في أكثر من مجال وترك مدرسة خلفه تمثلت في أبنائه، ولهذا السبب فأنا متحمس جداً وسعيد أن اشترك في اللجنة· وأضاف الرميحي: لقد قال الشيخ زايد رحمه الله أكثر من مرة وكتبت عنه بكثافة ولأكثر من مرة أيضاً، وأشيد بانجازاته في عالمنا الكبير لقد كان يدعو لتثمين الإنسان العربي تنمية سليمة ايجابية ومبدعة، وكون الجائزة تحمل اسمه فهو أمر مشرف ومشجع· وقال عن الدورة الأولى للجائزة إن اللجان العاملة فيها حرصت أن تكون دورة فيها الكثير من المرجعيات الثقافية والمثقفين من مختلف الفروع كما حرصت على وضع أسس عمل، فقد كان ينتظرنا الكثير كما كان علينا اكمال بعض الآليات لقد اكتشفنا أن هناك بعض القصور، ونتوقع أن يزداد الاقبال، فالجائزة عندما تعرف أكثر سيكون الاقبال عليها أكبر· وأشار الرميحي إلى أن اللجنة توقعت أن الأعمال التي سوف تتقدم للجائزة ليست بالضرورة الأعمال التي يشار إليها بالبنان ولكن كان أمامنا فترة محدودة من الزمن، كما كان أمامنا واجب النظر إلى النوعية المقدمة، وأنا شخصياً راض عن النتائج التي اصدرتها اللجنة· وأضاف إن اللجنة ناقشت تفاصيل كثيرة بدءاً من المحكمين الذين لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض ولم يكن متوقعاً أن يجمعوا على كتاب أو شخصية ما، ولذا كان لابد من إدارة نقاش عقلاني ومعمق للوصول إلى قناعة مؤكدة وواحدة· جائزة رائدة من جانبها قالت الدكتورة فراوكة هيرد بي عضو مجلس الإدارة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: إن الجائزة تحمل اسم الشيخ زايد رحمه الله وهي استمرار لنهجه التطويري، فهي تهدف إلى أن تكون رائدة في إطار الجمع بين الثقافة والعصرية أو الحداثة، وهي برأيي بوابة جديدة للانفتاح على ثقافة العالم العربي أولاً ثم العالم ثانياً· وأضافت: إن الجائزة كما أراها تهدف لوضع أسس لبناء ثقافي حديث واتاحة الفرص للأجيال الجديدة مثلما تضمن العلاقة بالتراث، ومن المسلم به أن هناك نوعا حديثا من الثقافة العربية والأنشطة الجديدة· ورأى الدكتور رضوان السيد عضو اللجنة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن الجائزة هي الأولى بالنسبة للكتاب بشكل شامل، بمعنى أنها تسع جوائز للكتاب ثمانية منها بشكل مباشر للكتاب وواحدة بشكل غير مباشر عبر الشخصية· وأضاف أنه حتى في مجال الفنون فإن الجائزة لا تمنح للوحات الفنية أو الاعمال الفنية انما تمنح للكتاب المؤلف عن الفنون ولذلك فإن طبيعتها تحفيزية ولهدف تجويد الكتاب العربي لجهة دعم المؤلفين الشبان والمبدعين، والكتاب الثقافي عالي الجودة، كما أنها تشجيع للقراءة وبذل الجهد في الابداع في شتى المناحي الثقافية العربية· وأكد أن اللجنة لم تجتمع لوضع آلية لإصدار الجوائز وتحديد الفائزين فهي موضوعة، لقد اتفقنا على بعض مبادئ العمل وكيف نسلك تجاه الجوائز كلها ثم بدأنا العمل باستعراض تقارير المحكمين 9 عن كل فرع من الفروع، ولقد واصلنا العمل خلال ثلاثة أيام مستعينين بتقارير المحكمين وباطلاعنا الشخصي على الأعمال المرشحة وتوصلنا في النهاية لإعطاء الجائزة في سبعة أفرع وحجبت في فرعين· وقال لقد ترشح للجائزة 1200 عمل فرزت حتى وصلت أخيراً إلى لوائح موجزة لم يزد عدد أي لائحة عن خمسة أعمال، مضيفاً أن جائزة الأدب لهذا العام خصت فرعاً أدبياً واحداً، لكني أريد القول إن العمل في هذه الدورة أظهر عيوباً وملاحظات صغناها في تقرير سنرفعه للجنة العليا لنرى رأيها فيه، وفي إعادة النظر في بعض بنود النظام الداخلي لجهة امكان تقسيم الجائزة بين مبدعين اثنين أو أكثر أو التنوع في بعض الفروع، ونأمل أن تتناول الجائزة أكبر حجم من الفروع وتتنوع مستقبلاً لتوفي متطلبات الثقافة والتأليف· نقلة نوعية وقال الدكتور صلاح فضل عضو اللجنة الاستشارية للجائزة: إن أهمية هذه الجائزة تكمن في انها تشكل نقلة نوعية في مستوى الجوائز لانها لا تصدر عن مبادرة فردية لاشباع نزعة شخصية، وقد تنتهي بانتهائه، وانما تقف وراء الجائزة مؤسسة وراءها اسم شخصية ذات تأثير عميق وفعال في الحياة العربية، وامتداد هذا التأثير عن طريق منح الجائزة للمبدعين العرب وتشجيع الابداع وخاصة لأنها ولأول مرة تخرج عن الاطار النوعي المتخصص في نوعية معينة من الثقافة وهي الثقافة الأدبية لتشمل كل فروع المعرفة باستثناء فرع واحد ما زال لم يأخذ حقه في الاهتمام في الجوائز العربية بالقدر الكافي وهو المعرفة المنتجة للعلم في الفروع المختلفة· وأضاف: إن جائزة الملك فيصل تخصص جزءاً لذلك وجائزة عبدالحميد شومان أيضاً، لكنه غير كاف وأرى أنه من الضروري لفت الأنظار إلى أننا جوعى ومعدمون في مجال الانتاج العلمي وبحاجة لمزيد من الجوائز والمؤسسات التي توظف رأسمالا ماديا وبشريا هائلا للعمل في هذا الجانب· وقال إن طموح الجائزة هو التجويد والاتقان، وأظن أن ذلك سيخلق ديناميكية مفتوحة للتطوير والترشيح في ضوء القيم التي تتبناها الأهداف النبيلة التي تلتزم بها· أياد ممتدة أما الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري عضو اللجنة الاستشارية للجائزة فيؤكد على أن جائزة الشيخ زايد للكتاب من القيم الهامة والجميلة لارتباطها باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله''، وتجعل أياديه البيضاء ممتدة بالخير كل عام للمبدعين والمثقفين العرب في عوالم الثقافة والأدب والفكر، وأمام الأسماء المجهولة رغم عطائها مما يرفد الحركة الإبداعية بكثير من صور العطاء، وهذا التقدير هو ثمرة من شجرة المغفور له ''رحمه الله''، وستبقى هذه القيمة ''دائمة الخضرة'' ووارفة الظلال، تظلل الوطن العربي والإسلامي والمبدعين في كل مكان· ويشير الظاهري إلى كثافة المشاركات وتميزها، وإن كانت حجبت في حقلين، فذلك من قبيل الالتزام بالمعايير الموضوعة حتى لا تفقد الجائزة قيمتها، لأن الهدف هو تقدير الإبداع والمبدعين، مؤكداً ثقته بأن السنوات القادمة ستشهد المزيد من المشاركات، وسيكون هناك متسع من الوقت لدراستها بشكل دقيق، حيث اضطرت اللجنة هذا العام في دورة الجائزة الاستثنائية إلى التضحية بعامل الوقت الذي كان العدو الأول أو العقبة الأولى أمام اللجنة لانجاز العمل في وقت قصير، لكن أستطيع أن أؤكد أيضاً أن المعايير التحكيمية، وتقدير المحكمين كانت في أعلى مستوى من قبل صفوة الأساتذة والأكاديميين العرب، وأتمنى أن تتبوأ الجائزة مكانها الحقيقي بعد أن حظيت باستقلالية ودعم استثنائي، وستظل تقليداً راسخاً يسير وفق معايير وآلية راسخة أيضاً· ومن جانبه أعرب الدكتور علي راشد النعيمي عضو اللجنة الاستشارية للجائزة عن سعادته الكبيرة في أن تحمل جائزة الإبداع والفكر والثقافة المتمثلة في الكتاب، اسم عزيز على كل عربي، وأن الجائزة تعبر عن فكر وقيم أرساها صاحبها المغفور له الشيخ زايد ''رحمه الله''· وأكد أن هذه الجائزة ستبقى قيمة عليا، وهدفا وحافزا كبيرا أمام المبدعين العرب حيث يشرف كل صاحب فكر أن يحمل أو يظفر باسمها، لأنها بلا شك إضافة وقيمة عليا تستمد مكانتها من الاسم الكبير الذي تحمله، وما كان يبذل من جهد في إرساء قيم العمل والعطاء في شتى المجالات· ويضيف قائلاً: أسعدني كثيراً المشاركات الواسعة في الدورة الأولى رغم ضيق الوقت، وكان التفاعل الايجابي بين المبدعين العرب رائعاً، ويعبر عن صورة مشرقة وتستشرف نجاحاً كبيراً في المستقبل بإذن الله، ونتوقع لهذه المؤسسة التي تحمل اسم جائزة الشيخ زايد للكتاب المزيد من النجاح وأن تكون عند حسن ظن المثقف والمبدع في كل مكان، وأن يصبح هذا التاريخ عرساً سنوياً للثقافة العربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©