الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوعزيز: تطوير حقل «باب» في أبوظبي يوفر إمدادات كبيرة من الغاز

بوعزيز: تطوير حقل «باب» في أبوظبي يوفر إمدادات كبيرة من الغاز
13 نوفمبر 2013 12:57
بسام عبدالسميع (أبوظبي)- أكد منير بوعزيز نائب الرئيس للشؤون التجارية ورئيس «شل» في دبي والإمارات الشمالية، أن تطوير حقل باب في أبوظبي يوفر إمدادات كافية من الغاز الطبيعي اللازم لتلبية الطلب المتزايد في السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن شركة «شل» حازت مؤخراً عقد مشروع «باب» الهام لإنتاج الغاز في أبوظبي، من خلال تطوير مكامن حقل «باب» للغاز لمدة 30 عاماً. وحول مدى أهمية المشروع بالنسبة لإمارة أبوظبي ولشركة «شل»، أوضح بوعزيز أن الحصول على امتياز حقل «باب» في أبوظبي يعكس الشراكة المتواصلة مع قطاع النفط والغاز في أبوظبي لدعم احتياجاتها المتجددة من الطاقة، تماشياً مع رؤية أبوظبي 2030 والعمل على تطوير مستقبل مستدام للطاقة. وأضاف بوعزيز في حوار مع «الاتحاد»، أن هذا المشروع يمثل فرصة كبيرة لتطبيق تجربتنا مع الغاز الحامض من أجل دعم أبوظبي في تلبية احتياجاتها من الطاقة بالاستفادة من أكثر من 60 عاماً من الخبرة في التطوير الناجح في مجال الغاز الحامض على مستوى العالم والمعرفة المحلية القوية. ولفت بوعزيز إلى أن حقول الغاز الحامض تفرض تحدياً تقنياً كبيراً، حيث يحتوي الغاز على مستويات عالية من كبريتيد الهيدروجين السام، ويقع في أعماق سحيقة تحت الأرض وعند مستوى ضغط مرتفع ورجة حرارة عالية، ما يتطلب استخدام تقنية حفر ومعالجة متطورة. وذكر أن «شل» نجحت على مدى الخمسين عاماً الماضية في بناء إمكانات قوية في معالجة تدفقات الغاز الطبيعي الملوّث، كما نجحت مؤخراً في تطوير 25 من حقول الغاز الحامض وقمنا بتشغيلها وفق أعلى معايير السلامة، لافتاً إلى أن الشركة لديها ما يزيد على ألف وحدة معالجة الغاز الحامض حول العالم. وتنتشر مشاريع الشركة لتطوير حقول الغاز الحامض في مختلف أرجاء العالم، حيث نجحت «شل» في تطوير هذه الحقول في الأميركتين وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا. تطوير حقول الغاز وقال بوعزيز « إن تطوير حقول الغاز الحامض ينطوي على منهج متكامل يرمي إلى استغلال احتياطي الغاز الملوث باستخدام حلول تقنية متعددة لضمان تصميم مشروع يتميز بالجودة وكفاءة التكلفة والأداء من مرحلة التقييم والتنقيب وصولاً إلى العمليات». وأكد أن الشركة سنعمل في عمليات متعددة لإزالة الملوثات من الغاز الحامض، وفي الأساس كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وذلك بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية. وتابع «لدينا خبرة واسعة في هذا الجانب مع الغازات التي تحتوي على مجموعة كبيرة من الملوثات تصل إلى نحو 50% مول من كبريتيد الهيدروجين وأكثر من 20% مول من ثاني أكسيد الكربون». وسيجري تحديد الغاز الحامض في هذا المشروع ثم يعاد حقنه في الحقول لتعزيز مستوى استخراج النفط، وهي تقنية نتوقع القيام بها في أبوظبي أيضاً. زيادة الطلب على الطاقة وحول التوجهات المستقبلية في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط، أشار بوعزيز إلى أن المنطقة تشهد حالياً مرحلة استثنائية، فيما يتعلق بالطلب على الطاقة. وتوقع زيادة مستوى الطلب بنسبة 60% بحلول العام 2035، وتتشارك العديد من دول العالم الأخرى في توجهات النمو نفسها، إلا أن نزعات أخرى كثيرة تعتبر فريدة بالنسبة للمنطقة، وتعد بالأساس نتيجة لعملية التقدم الاقتصادي المتسارع. ونوه بأن أكثر من 60 مليون شخص سوف ينضمون إلى القوى العاملة بالشرق الأوسط خلال العقد المقبل، معرباً عن تطلعه إلى العديد من الباحثين الجدد عن الوظائف في جميع أنحاء المنطقة بجد إلى معيشة ذات جودة أعلى. وأوضح أن شركة «شل» تعمل إلى جانب الحكومات وشركات النفظ الدولية، بهدف رفع مستوى إمدادات الطاقة لتلبي توقعات أنماط الحياة لدى الوافدين الجدد إلى داخل الاقتصاد. ويرجع تواجد الشركة في منطقة الشرق الأوسط إلى عقود طويلة، ولأكثر من مئة عام في بعض الدول مثل مصر. وتعتبر المصداقية والكفاءة في توفير إمدادات الطاقة أمرين أساسيين لتحقيق الأهداف التي تنشدها المنطقة على صعيد النمو الاقتصادي وجودة الحياة، وهذا يمثل المحور الأساسي لاحتياجات الحكومة من الطاقة. معادلة الطاقة وحول تأثير التوجهات الجديدة على معادلة الطاقة لدى دول المنطقة، قال بوعزيز «أصبح حتمياً أن مصدراً واحداً للطاقة لن يكون قادراً على تلبية هذا الطلب المتزايد، ورغم أن النفط سيبقى، مسيطراً على مصادر الطاقة العالمية لسنوات عديدة مقبلة بسبب احتياجات النقل بشكل أساسي إلا أننا نشهد بالفعل مزيجاً متنوعاً من مصادر الطاقة في العديد من الدول، فالغاز مثلاً يلعب دوراً مهماً مكملاً لدور النفط، إلى جانب أنواع الطاقة المتجددة والطاقة النووية». وتابع «نلاحظ من خلال خبراتنا العالمية الدور المتزايد الذي يستطيع الغاز الطبيعي القيام به ضمن معادلة الطاقة، حيث تتزايد أهميته كمصدر أساسي للنمو من ناحية العرض». كما شهدت المنطقة زيادة كبيرة في إنتاج الغاز خلال السنوات العشر الماضية، ويمثل إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط 20% من إجمالي حجم الإنتاج العالمي. وبالنسبة لبعض الدول، تركز هذه الزيادة فقط على تلبية النمو القوي في الطلب المحلي، أما بالنسبة للدول الأخرى، فالمشكلة تتركز في دعم صادرات الغاز كما هو الحال في قطر. ويعتقد أن الشركات لم تصل إلا لقدر بسيط جداً من إمكانات الغاز في المنطقة، خاصة أن هذه المنطقة وحدها تحتوي على 40% من احتياطي الغاز العالمي. وأفاد بأن معظم دول المنطقة التي تتعامل معها الشركة معها لا تزال تواجه معضلة توفير القدر الكافي من الغاز لدعم اقتصاداتها. وبحلول العام 2020، سينمو سوق الغاز الطبيعي هنا ليصبح بحجم السوق الأوروبي، ما قد يفاجئ كل من يعتبر الشرق الأوسط مصدراً للنفط وحده. وبالتالي، من الممكن أن يلعب الغاز دوراً محورياً في توفير الطاقة اللازمة لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وهو ما يساهم بدوره في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. خُمس احتياجات العالم وعلى المدى البعيد، يعد الغاز حليفاً طبيعاً لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، وأكثر فاعلية من ناحية التكلفة في توليد الطاقة بالمقارنة مع استخدام النفط، إضافة إلى تأثيره المحدود على البيئة. وحول مشاريع الغاز الأخرى التي تشاركون فيها بالمنطقة، أشار بوعزيز إلى أن «شل» تعمل في اثنين من مشاريع الغاز الكبرى في قطر، هما اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل ومشروع قطر غاز 4 لتصدير الغاز الطبيعي المسال. وتوقع أن يوفر الغاز الطبيعي المسال خُمس احتياجات العالم من العاز في المستقبل القريب، ويتميز بأفضل الخيارات لنقله، حيث يمكن أن ينقل من وإلى أي مكان، ومن ثم يساعد بشكل كبير في التخلّص من المخاوف بشأن التموين وتقلبات الأسعار مع مرور الوقت. وكانت أول شحنة قمنا بتسليمها إلى الكويت قادمة من ساخالين في روسيا. وتلتزم العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجاه تقنية توربينات الغاز لتوليد الطاقة لديها بسبب نقص الغاز. وتضطر هذه الدول إلى حرق كميات هائلة من الديزل لتلبية الطلب على الطاقة، بينما تستطيع من خلال شحنة غاز طبيعي مسال توفير نحو 30 مليون دولار مقارنة بتكلفة الديزل في مراحل بعينها، بحسب بوعزيز. وقد تثبت محطة عائمة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز جدواها الاقتصادية في غضون أقل من عام واحد في ضوء حجم التوفير الهائل الذي يمكن أن ينتج عن الغاز الطبيعي المسال. وتتوقع «شل» تضاعف حجم الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال مع حلول العام 2025 إلى حوالي 500 مليون طن سنوياً، في ظل توجّه العالم نحو أنظف أنواع الوقود الأحفوري. بوعزيز: نعيش العصر الذهبي للغاز ? يرى منير بوعزيز نائب الرئيس للشؤون التجارية ورئيس «شل» في دبي والإمارات الشمالية، أن هذه مرحلة مهمة في الشرق الأوسط، حيث يشهد فيها قطاع الطاقة تطوراً متسارعاً. وقال «وفي ضوء عملي مع شركة «شل» منذ ما يزيد على 25 عاماً، شاهدت بنفسي وتابعت تطوّر ونمو صناعة الغاز الطبيعي ولدي إيمان عميق بأننا ندخل اليوم إلى ما نستطيع تسميته بالعصر الذهبي للغاز». وأضاف «لدينا الآن فرصة عظيمة للاستفادة من الغاز بجانب النفط، بهدف تلبية الطلب المتنامي على طاقة بأسعار ملائمة، ومن أجل ضمان الوصول إلى ذلك فإن الأمر يتطلّب استثمارات والتزام وشراكة بين الحكومة وهذا القطاع الحيوي». وأشار إلى أن تحدي تأمين الاحتياجات من الطاقة في المنطقة واقع لا مفر منه، ولا بد أن تتخذ الحكومات والقطاع الخطوات العملية اللازمة اليوم لضمان استمرار توفر امدادات الطاقة لتلبية الطلب خلال السنوات المقبلة. وقال «إنني على ثقة أنه من خلال العمل معاً في مستوى جديد من التعاون الاستراتيجي نستطيع تأمين المستقبل المستدام لهذه المنطقة الهامة من العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©