في صباح الثامن من نوفمبر الجاري ظهرت طائرة النقل «أوسبري أم. في.22» في سماء جزيرة أوشيما الواقعة قبالة ساحل كيسينوما الياباني. وكانت الطائرة قد أقلعت من محطة فوتينما الجوية لقوات مشاة البحرية الأميركية في محافظة أوكيناوا لتشارك في مناورة «ميتشينوكو آليرت 2014» المقصود بها المساعدة في التدريب على الاستجابة للكوارث في حال انقطاع طرق الاتصال بالجزيرة بسبب زلزال كبير. وبعد تعرض أوشيما للدمار بعد زلزال «شرق اليابان العظيم»، في مارس عام 2011، قدمت قوات مشاة البحرية الأميركية التي تتمركز في مقاطعة أوكيناوا المساعدة ضمن عملية «توموداتشي». وأزالت قوات مشاة البحرية الأنقاض وشاركت في أنشطة إنقاذ أخرى. وعبّر رجل يبلغ من العمر 74 عاماً، هدم زلزال مارس 2011 منزله، عن امتنانه للجهود الأميركية في مساعدتهم بعد الكارثة وتمنى لهم التوفيق في المناورات الحالية. ومر عام على بدء المناورات الأميركية اليابانية التي تستخدم طائرات أوسبري ضمن مسعى لتقليص الأعباء الملقاة على عاتق مقاطعة أوكيناوا التي تستضيف معظم القوات العسكرية الأميركية في اليابان. وعبرت العديد من الإدارات المحلية في الجزر الرئيسية لليابان عن رغبتها في قبول إجراء مناورات تشارك فيها طائرات أوسبري. ويبدو أن رفض السكان المحليين لتحليق الطائرات الأميركية يتقلص تدريجياً في هذه الجزر. ورغم هذا يتعين على الحكومة أن تشرح بعناية أهمية عمل طائرات أوسبري لتعزيز القبول والدعم للطائرة. وأول مناورة مشتركة ساهمت فيها أوسبري في الجزر الرئيسية أجريت في منطقة تدريب إيبانو لقوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية في مقاطعة شيجا في أكتوبر 2013. وتسعى الحكومة لتنفيذ مناورات في الجزر الرئيسية، لاعتقادها أن مقاطعة أوكيناوا تتحمل عبئاً كبيراً باستضافتها 74 في المئة من المنشآت العسكرية الأميركية في اليابان. ومع نقل هذه المناورات إلى مناطق أخرى، ستنقل الحكومتان الأميركية واليابانية 15 طائرة للتزود بالوقود من طراز «كيه. سي.130» من فوتينما إلى قاعدة ايواكوني الجوية لمشاة البحرية الأميركية في مقاطعة ياماجوتشي. وبدأت الإدارات المحلية حول اليابان مناقشة ما إذا كان بوسعها المساعدة في تقليص العبء عن أوكيناوا. وفي يونيو أقر مجلس قرية شينتو، التي تستضيف الفرقة الثانية عشرة لقوات الدفاع الذاتي البرية، قراراً ينص على أنها «تقبل التدريبات والمناورات الأخرى التي تقوم بها طائرة أوسبري إذا ساهمت في تخفيف العبء» الذي تتحمله مقاطعة أوكيناوا. وتبنت الإدارات المحلية الأخرى قرارات مشابهة. وذكر مسؤول كبير من وزارة الدفاع اليابانية أن أوسبري ستحلق فوق الجزر الرئيسية مرتين شهرياً.
وتعتزم وزارة الدفاع إدخال 17 طائرة أوسبري في خدمة قوات الدفاع الذاتي بدءاً من السنة المالية 2015 وتفكر في نشرها بمطار مقاطعة ساجا. وقررت الحكومة أيضاً أن تجعل من قاعدة كيسارازو لقوات الدفاع الذاتي البرية بمقاطعة تشيبا موقعاً لصيانة لطائرات أوسبري. ومع الأخذ في الاعتبار هذه التطورات، فمن المؤكد أن يتزايد تحليق طائرات أوسبري الأميركية واليابانية على جزر اليابان الرئيسية في السنوات المقبلة. ومازال القلق عميقاً في هذه المناطق بشأن قضايا السلامة والتلوث السمعي الذي تخلقه الطائرات. وبعد أن تخطر القوات الأميركية وزارة الدفاع اليابانية بشأن تحركات طائراتها أوسبري، تنتقل هذه المعلومات للإدارات المحلية المعنية، لكن الكثير من المعلومات لا يعلن عنها للجمهور. ولتعزيز الدعم لطائرات أوسبري تحتاج الحكومة إلى تقديم المزيد من الشرح عن الطائرات. ومازالت هناك شكوك بشأن رغبة الجيش الأميركي في الكشف عن المعلومات. فبعد أن أقلعت طائرة من قاعدة اتسوجي الجوية في مقاطعة كاناجاوا يوم السابع من نوفمبر للمشاركة في مناورة «ميتشينوكو آليرت»، اضطرت للعودة إلى القاعدة واستفسرت قوات الدفاع الذاتي اليابانية عن سبب عودة الطائرة، لكن تقارير ذكرت أنها لم تتلق تفسيراً ملائماً من الجيش الأميركي.
تسيوشي تاكازاوا - ماساكازو ماتسوشيتا- أوكيناوا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
عدد اليوم
