من أنا؟

(1) أنا سنبلةٌ على صدرٍ صخرةٍ لها روح.. تبادلت معها بالقٌبلِ.. واستبدلت النبض بالنبض.. وها هي تُمسكُ بالبيادر التي ترتجي الحصاد الأصعب.. فيسترد المحراث ذاكرته.. حكايات الزرع/ ولهفة البذور الجائعة إلى عطاءٍ حنون يروي عطشها من دمعة التراب.. لتستيقظ من جديد.. قامة خضراء واعدة.. حقاً.. إنها فلسفة تفتح الأرض.. في شبابها الدائم.. الذي لا يشيخ.. انها حبوب السنبلة السمراء.. البلورية.. التي تحكي لغتي.. وتتساقط عليّ من كلِ صوبٍ تلتحم بخيوط عقودي التي تلمعُ.. ثم تشرقُ على أعناقِ الأيامِ.. (2) وتولدُ الطريقُ من رحم الجراح ِ المنكسرة على بعضها البعض.. وينسحبُ الليلُ.. على مهلٍ.. ليطلع وجه ربّان شراعي الذي انتظره بصبر نافد.. أجل!! هو قدري الذي حمل مواعيد إبحاريِ.. ويحتضن جسد الشراع الملهوف إلى استبدال جلده بجلدٍ أوسع وأرقى.. آه.. ما أصعب الانتظار في المكان الذي يحترق.. وأنت فيه دون خيار.. لن أتراجع.. وكيف لا.. ولي مع الثباتِ رفقة وعشرة.. وعلى ايقاع الأمواج العاتية أردد أغنياتي الطِوال.. وكم عبثت الأرياح في شجرة لحني.. ولكني تعلمت اصطياد الريح برئتي.. فشربت كأس الابتسامة حتى الثمالة.. في عزِّ الدمع والبكاء.. (3) ومن أنا؟ أنا نسمة اللحظةِ.. أطوفُ بالزمانِ.. ويقع انبعاثي في كلِ الأماكن.. أجل!!! لكي تتحول الى نسمة.. عليك أن تلتهم العاصفة.. ولا تخاف.. وتأتي إليّ الأشواق النظيفة.. على بساط الهبوب الناعم.. وأنا النسمة الشابة.. التي تعاشرُ لونَ البياض المغزول على أيادي شرايين الثلوج في القمم والروابي.. (4) من أنا؟ أنا البسمةُ الذكية التي ترعرعت في مذودٍ صوفيّ زاهد.. اقام الحياةَ بُعداً لا تغفل روحانيته لبرهة واحدة.. وما أجمل صعودي على أدراج الثغور.. التي يرتاح على حراكِ نطقها كلام الوجدِ والودِّ والحقيقة.. أجل!! بين البسمةِ والثقة بالنفس روابطَ حميمة.. وجدلية وتكامل.. فاجعل من ابتسامتك دائماً رافداً من روافد ينبوع النفس المطمئنة.. في قيمها وارتقائها.. ها هي البسمةُ.. تقرأ الجوارحُ.. ومن أنا؟؟ أنا السنبلةُ والنسمةُ والبسمةُ.. إلى ما شاء الله.. لانا بدري تقي الدين