«ديار» تعتزم إعادة هيكلة جزء من ديونها لتعزيز السيولة

بدأت شركة “ديار” للتطوير التفاوض مع دائنيها لإعادة هيكلة جانب من التزاماتها المالية البالغ مجموعها نحو 3,67 مليار درهم (مليار دولار) درهم، كما ستواصل الشركة بموازاة ذلك سداد الأقساط والالتزامات المالية التي يحل أجل سدادها خلال فترة التفاوض، بحسب ماركوس جيبل الرئيس التنفيذي للشركة . وقال جيبل في تصريحاته على هامش مؤتمر صحفي عقدته الشركة في دبي أمس إن جدول سداد هذه الديون جيد و(غير مضغوط ) إلا أن “ديار” ستسعى للتوصل إلى تأجيل بعض التزامات المالية لتعزيز الفائض النقدي بالشركة فيما ستقوم بسداد جزء من التزاماتها في مواعيد الاستحقاق المقررة. وأكد حرص الشركة على أن تتوافق عمليات إعادة هيكلة الدين مع أحكام الشريعة الإسلامية نظرا لامتلاك بنك دبي الإسلامي الحصة الأكبر من الشركة. وقال إن شركة ديار للتطوير تأثرت بالأزمة المالية العالمية شأنها في ذلك شأن بقية الشركات العاملة في القطاع العقاري، إلا أن تأثرها كان محدودا، نظرا لمحدودية الديون المستحقة ومواعيد استحقاقها التي تمتد على فترات متباعدة نسبيا . وكشف جيبل أن الشركة وفرت نحو 100 مليون درهم لسداد مستحقات المقولين خلال الشهر الجاري. وأشار إلى أن الشركة قررت إرجاء تنفيذ نحو 25% من مشروعاتها بسبب مشاكل متعلقة بعدم اكتمال البنية التحتية في عدد من مناطق التطوير الجديدة، فيما تواصل الشركة تنفيذ نحو نحو 25% من مشروعاتها وفق جدول زمني أكثر مرونة وبما يتوافق مع المعطيات الاقتصادية الحالية . واستكمل أن بقية مشروعات الشركة تنقسم بين ستة لمشروعات العقارية أوشكت الشركة على إنجازها تمهيدا لتسليمها للعملاء خلال العام 2010 فيما أرجأت الشركة الإعلان عن مشروعات جديدة كان مخطط لها نظرا للمتغيرات التي أحدثتها الأزمة . وأوضح ان ديار تعاملت بمرونة كبيرة التغييرات الاقتصادية التي فرضتها الأزمة حيث تم الاتفاق مع العملاء الحاجزين في المشروعات التي تم إرجاء العمل بها الى المشروعات الاخرى الجاري تنفيذها مع منحهم تسهيلات إضافية في السداد . وأكد جيبل عدم وجود نية أو تفكير لزيادة رأس المال أو الاندماج مع إحدى الشركات العقارية الاخرى نظرا لقوة الملاءة المالية للشركة التي تمكنها من تجاوز الأوقات والظروف الصعبة التي تشهدها الأسواق الاقتصادية جراء الأزمة المالية العالمية. وأشار الى أن ديار للتطوير تلقت عروضا من شركات تطوير عقاري لم يسمها للمشاركة في تطوير مشروعات “ قيد التنفيذ” مؤكدا صعوبة الموافقة على هذه العروض بسبب تعقيدات التطبيق العملي لهذه الشراكات في ظل تباين المعايير فيما بين شركات التطوير العقاري. وحول تأثير المعايير المحاسبية الجديدة التي تم فرضها مؤخرا على الشركات المدرجة في أسواق المال على النتائج المالية للشركة، أكد جيبل ان الشركة عدلت السياسة المتبعة في احتساب العائدات، بناءً على التوصيات الجديدة التي أصدرها “مجلس معايير المحاسبة الدولية فيما يتعلق باتفاقيات الإنشاءات العقارية واحتساب العائدات على أساس المشاريع التي تم إنجازها بالفعل. ولفت إلى إن نسبة التعثر في سداد الأقساط المستحقة على العملاء لا تتجاوز 20%، مشيرا الى ان الشركة وضعت استراتيجية متكاملة للتعامل مع هذه الحالات من خلال منح الحوافز والتسهيلات لتشجيعهم على عمليات السداد المنتظم. وأكد أن “ديار” تسعى إلى دعم الشركة للمشترين النهائيين في مشاريعها (باستثناء الوسطاء)، عبر مساعدتهم في الحصول على قروض مالية لضمان عدم التخلف عن تسديد دفعاتهم، حيث اتفقت “ديار” مع عدد من البنوك المحلية لتوفير التسهيلات التمويلية لعملائها من المشترين . وقال إن الشركة تستهدف الان الوصول الى بإيراداتها إلى مستويات العام 2007 على اعتبار ذلك هدفا واقعيا لا يستند الى معدل الإيرادات خلال العام 2008 والتي شهدت طفرة هائلة لا يمكن القياس عليها في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة . وقدر جيبل إجمالي الاستثمارات الخارجية للشركة بنحو 700 مليون درهم موزعة على لبنان وتركيا وكازاخستان والولايات المتحدة الاميركية، مشيرا إلى ان الشركة تجرى مفاوضات للتوسع في عدد من الدول الأخرى مثل السعودية والبحرين إلا ان نجاح هذه المفاوضات مرتبط بوجود الفرص الاستثمارية المقنعة . وقال جيبل الشركة ركزت اهتمامها خلال الفترة الماضية على إعادة تقييم مشاريعها و توجيه مواردها للتكيف مع مستجدات السوق المتغيرة من أجل النمو طويل الأجل والمضي قدما في عمليات البناء في المشاريع الحالية التي دخلت حيز التنفيذ . وتشمل المشاريع التي قامت ديار “ذا سيتاديل”، و”هاملتون ريزدينسي”، في منطقة الخليج التجاري، بالإضافة إلى مشروع “ماديسون ريزدنسي” في منطقة “تيكوم”، ويتألف من 27 طابقا . وبلغت إيرادات ديار للتطوير خلال العام 2009 نحو 1,835 مليار درهم، بزيادة قدرها 33% مقارنة مع 1,382 مليار درهم في العام 2008 كما حققت الشركة أرباحا صافية قدرها 30 مليون درهم خلال العام الماضي بانخفاض قدره 95% مقارنة بـ 654,7 مليون درهم في 2008. وقال جيبل إن شركة في ظل التحديات واجهها القطاع العقاري في جميع أنحاء العالم وعلى الرغم من الظروف المتقلبة قامت “ديار” ثمانية مشاريع في العام الماضي 2009، بما في ذلك مشروعاً بتكلفة 363 مليون درهم في لبنان”. وقال جيبل : ستواصل “ديار” خلال عام 2010 التركيز على استكمال توحيد مشاريعها وتحصيل مستحقاتها في الوقت المناسب في دولة الإمارات من خلال تسليم سته مشروعات عقارية بالإضافة استمرار العمل على إنجاز الأصول المولدة للدخل.