دمشق ـ وام: أجرى الفريق الطبي العالمي للهلال الأحمر الإماراتي لجراحة القلب المفتوح يوم أمس والليلة الماضية عشر عمليات قسطرة لعدد من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وذلك بمركز باسل لجراحة القلب السوري وذلك في إطار مهمة الوفد الإنسانية· وقال الفريق الإماراتي لجراحة القلب: إن العمليات التي أجريت معظمها لأطفال كانوا يعانون من تشوهات معقدة في القلب دون تدخل جراحي وذلك بسبب انسداد الشرايين واستغرقت عدة ساعات شارك فيها أطباء من الإمارات وفرنسا وجنوب أفريقيا ومصر· وأضاف أن الوفد الطبي قام بالكشف على العديد من الحالات في العيادة بمخيم اليرموك وتم تحويل 8 حالات للجراحة و7 حالات أخرى للقسطرة موضحاً أنه تبين أن العديد منهم يعانون من تشوهات خلقية وانسداد للشرايين واحتشاء في عضلات القلب وتتطلب إجراء عمليات سيخضع لها المرضى اليوم·
وذكر أنه تم أيضاً الكشف على عدة حالات وإجراء فحوصات إكلينكية وتصويرية ومعالجة بعضها وتحويل الأخرى للعمليات·
من جانبه قال الدكتور عادل الشامري رئيس وفد القلب إنه تم خلال ورش العمل التي أقيمت على هامش العمليات الجراحية تدريب 70 طبيباً فلسطينياً تابعين للأونروا على أمراض القلب وزراعة الشرايين وتكنولوجيا القلب والمجرى التنفسي للمريض وذلك من خلال المحاضرات العلمية والعملية من قبل أطباء كنديين·
وأشاد معالي الدكتور بشار الشعار وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الأحمر بالدور الكبير الذي تضطلع به الدولة في مجالات العمل الخيري والإنساني وأعرب عن تقديره لمبادراتها النبيلة· وثمن في الوقت نفسه جهود هيئة الهلال الأحمر بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الهيئة على الساحة السورية وقال: إن الهيئة كانت ولا تزال سنداً قوياً لمنظمة الهلال الأحمر السوري· جاء ذلك خلال استقبال معالي الوزير بمكتبه برئاسة مجلس الوزراء السوري في دمشق أمس وفد هيئة الهلال الأحمر المرافق ''بعثة العطاء لزايد الخير'' فريق الهلال الأحمر العالمي لجراحة القلب المفتوح والذي ضم الدكتور صالح الطائي رئيس الوفد الإغاثي والدكتور عادل الشامري رئيس الفريق الجراحي· وقدم الوفد شرحاً لمعاليه حول المهمة الإنسانية التي يضطلع بها الفريق على الساحة السورية، وأبدى معالي الوزير السوري إعجابه بجهود الفريق الطبية مؤكداً أنها تحمل طابعاً إنسانياً فريداً يعزز مبادرات الإمارات الخلاقة في المجال الإنساني· وقال إن الإمارات عودتنا دائماً على مثل هذه المواقف الأصيلة التي تؤكد ريادتها للعمل الخيري والإنساني· وشدد على ضرورة الاستمرار في هذا النهج وتعزيزه بين الجمعيات الوطنية العربية للنهوض بالعمل الإنساني في المنطقة· واستعرض معالي الدكتور الشعار الأوضاع الإنسانية على الساحة السورية في الوقت الراهن· وقال: إن بلاده تشهد تدفقاً من قبل النازحين العراقيين الذين فاق عددهم حتى الآن مليوناً و 200 ألف عراقي يتواجدون في جميع المدن السورية· مشيراً إلى أن حوالي ألفي عراقي يصلون يومياً إلى سوريا إضافة إلى 450 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في عدد من المخيمات في سوريا مما يتطلب تضافر الجهود وتوحيدها من أجل حياة كريمة للأشقاء العراقيين والفلسطينيين وتخفيف معاناتهم· وقال: إن هيئة الهلال الأحمر ضربت أروع الأمثلة في مساندة هؤلاء الأشقاء والوقوف بجانبهم والسعي في قضاء حوائجهم عبر زيارة الوفد الحالية وفي مرات كثيرة سابقة·
إلى ذلك بحث الدكتور صالح الطائي خلال لقائه الدكتور عبدالرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر السورية بحضور مروان عبدالله مدير عام المنظمة مجالات التعاون والتنسيق وتعزيز الشراكة بين الهيئة ونظيرتها السورية لتنفيذ برامج للاجئين على الساحة السورية في عدد من المجالات الحيوية لتوفير رعاية أكبر لهم· وناقش الاجتماع أوضاع الفلسطينيين القادمين من العراق في مخيم التنف داخل الأراضي السورية وقدم الكتور العطار شرحاً للخدمات التي تقدمها منظمته لتحسين أوضاعهم المعيشية والصحية واستعرض احتياجاتهم من الأدوية وخزانات المياه وأدوات الطبخ والملابس الشتوية نسبة لبرودة الطقس في المنطقة التي يقيمون بها·
وبحث اللقاء احتياجات مركز الأكرم لغسيل الكلى التابع للمنظمة السورية والمتمثلة في توفير 5 وحدات لغسيل الكلى حتى يضطلع المركز بدوره في توفير الرعاية الصحية اللازمة لمرضى الكلى المعسرين وأكد الدكتور الطائي أن الهيئة ستدرس هذه الاحتياجات توطئة لتحديد مساهمتها فيها·
مفوضية اللاجئين
من جهة أخرى التقى الدكتور صالح الطائي في دمشق لورنس يولس ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا وبحث معه مجالات التعاون بين الهيئة والمفوضية في العديد من الجوانب التي تخدم قضايا اللاجئين على الساحة السورية·
وأعرب لورنس عن تقدير المفوضية لدولة الإمارات على اهتمامها الدائم بأوضاع اللاجئين في جميع أنحاء العالم خاصة في فلسطين وأفغانستان والسودان ودعمها المستمر لبرامج المفوضية· وقال: إن تقارير المفوضية تشير إلى أن عدد الفلسطينيين على الحدود بلغ ألف أسرة وأضاف أن هذا الرقم قابل للزيادة خاصة إذا ما علمنا أن عدد الفلسطينيين في العراق حوالي 15 ألف شخص، جزء كبير منهم يزحف من المدن العراقية المختلفة للحاق بهذه المجموعات العالقة على الحدود العراقية السورية·
عدد اليوم
